ميسي والكأس.. نهاية أجمل قصة

19 ديسمبر 2022
ميسي حمل الكأس الأغلى في مسيرته (سيمون بروتي/Getty)
+ الخط -

توجت الأرجنتين باللقب الثالث في كأس العالم بتاريخها، بعد سيناريو مجنون أمام فرنسا حاملة اللقب 3-3، في الوقت الأصلي الإضافي ثم حسمت بركلات الترجيح 4-2، نجح ميسي في قيادة المنتخب الأرجنتيني للقب ليعانق كأس العالم فيفا قطر 2022، ويصل للنهاية الأجمل في تاريخه، ليحقق اللقب الذي استعصى عليه بعد 5 مشاركات و26 مباراة (رقم قياسي جديد في عدد المباريات بكأس العالم متجاوزا الألماني لوثر ماتيوس 25 مباراة).

قصة ميسي وكأس العالم هي قصة الساحر الرائع التاريخي والبرغوث صاحب المهارة والرؤية والذكاء في كلّ تصرفاته في الملعب، والقدرة على التهديف وصناعة الأهداف.

مرّ ليو بالعديد من اللحظات الصعبة والفشل والانتقادات منها خسارة نهائي كأس العالم 2014، ثم خسارة لقبي كوبا أميركا 2015-2016، واعتزاله اللعب الدولي واتهامات بعدم قدرته على القيادة للمنتخب الأرجنتيني، إلا أنّه استطاع أن يتحدى منتقديه ويحقق لمنتخب الأرجنتين ألقاباً جديدة، كوبا أميركا 2021 بعد غيابها من 1993، أي بعد 28 عاماً والفوز بكأس العالم 2022، بعد 36 عاماً من لقب 1986.

ليو ميسي الأفضل والأكثر تأثيراً ومتعة منذ ظهوره مع برشلونة 2003-2004، حقق في مسيرته مع برشلونة العديد من الألقاب والبطولات 35 لقباً (10 دوريات و7 كؤوس، 4 دوريات أبطال، والهداف التاريخي لليغا بـ474 هدفاً) والحائز على الكرة الذهبية 6 مرات.

ميسي تفوق بالأرقام والبطولات والألقاب على مارادونا، إلا أنّه استدعى روح مارادونا ليحقق فارس بلاد التانغو لقب كأس العالم، فقد سجل رقماً قياسياً بكأس العالم بخلاف 26 مباراة، ميسي الأكثر مساهمة في الأهداف بكأس العالم سجل 13 هدفاً وصنع 8 أهداف (الهداف التاريخي كلوزة 16، رونالدو البرازيلي 15، غيرد مولر 14، فونتين وميسي 13 وبيليه 12). ميسي أصبح الهداف التاريخي للأرجنتين بكأس العالم بـ13 هدفاً، محطماً رقم باتيستوتا (10 أهداف).

ميسي حطم رقماً قياسياً آخر بتسجيله في كلّ الأدوار الإقصائية بكأس العالم 2022، متخطياً سكيلاتشي 1990، روبرتو باجيو وستويشكوف 1994، وسوكر 1998 وشنايدر 2010، كما حصل ميسي على جائزة أحسن لاعب بالبطولة، سبق أن حققها في 2014.

من جانبٍ آخر وجد ليو دعماً كبيراً من عناصر المنتخب الأرجنتيني، تألق الحارس إميليانو مارتينيز، بفضل نجاحه في ركلات الترجيح أمام هولندا وفرنسا، وبخط الدفاع أوتاماندي وروميرو ومولينا وأكونيا.

بالوسط ظهر دي بول، باريدس، إنزو فيرنانديز، ودي ماريا، أما بالهجوم فتألق خوليان ألفاريز، نجم مانشستر سيتي مسجلاً 4 أهداف بالبطولة، بعد تناغم وتألق مثالي مع ميسي مع مشاركة لاوتارو مارتينيز وديبالا.

ننتقل للقيادة الفنية مع المدرب ليونيل سكالوني والجهاز المعاون المكون من نجوم سابقين والتر صامويل، روبرتو أيالا، وأيمار، ليحقق سكالوني إنجازاً كثالث مدرب وطني يفوز باللقب، ليضاف إلى رصيده التدريبي، متساوياً مع المدرب سيزار مينوتي المتوج في 1978 وكارلوس بيلاردو صاحب لقب 1986.

هنيئاً للأرجنتين باللقب، شكراً للعدالة التي أنصفت ميسي فهو الأفضل، الأكثر متعة، الأكثر تأثير بتسجيل وصناعة الأهداف. ليو يستحق أن يصنع هذه النهاية السعيدة لقصة أسطورة لن تتكرر وبإصرار الأبطال لتحقيق اللقب الأغلى، نحن جيل محظوظ كان شاهداً على البطولة الأجمل والأفضل والأسعد بتتويج المغرب التاريخي بالمركز الرابع. 

شكراً ميسي. شكراً نجوم التانغو. شكراً لقطر على هذا التنظيم الرائع الذي تميّز بالانفراد والدقة والإتقان والتفاني لتحقيق هذه الصورة المثالية، ولا ننسى لقطة البطولة عندما قدم سمو الشيخ، تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، البشت العربي، مقلداً إياه قبل التتويج بالطابع واللمسة العربية الأصيلة. هو لقب لا يُنسى في بطولة هي الأفضل.

المساهمون