مورينيو وغوارديولا: حكاية حرب لا تنتهي

09 سبتمبر 2016
غوارديولا ومورينيو في مواجهة جديدة (العربي الجديد)
+ الخط -

يلتقي أفضل مدربين في العالم، السبت، في ملعب "أولد ترافود"، ليس لخوض مباراة ودية تحضيرية بل مباراة رسمية في "البريمييرليغ"، وليست أي مباراة رسمية بل "ديربي" مدينة مانشستر. أهلاً وسهلاً بكم في قصة حرب صنعها مورينيو وغوارديولا.

قبل مواجهة "ديربي" مانشستر المنتظرة وقبل حوار اللاعبين واجتياح الجماهير للشوارع، هناك مدرب برتغالي اسمه جوزيه مورينيو وآخر إسباني يُدعى بيب غوارديولا. مدربان يملكان حتى الآن 43 لقباً، وهذا الرقم يكفي لتخيل المعركة التكتيكية القادمة "أولد ترافورد".

مواجهات وتصريحات
تواجه مورينيو وغوارديولا لأول مرة في ملعب "سان سيرو" عندما لعب برشلونة الإسباني مع إنتر ميلان الإيطالي في دوري أبطال أوروبا وانتهت المباراة بالتعادل السلبي. وعاد غوارديولا وتفوق في ملعب "كامب نو" بهدفين نظيفين في عام 2009 وكان ذلك في دور المجموعات.

بعد المباراة صرح مورينيو متحدياً: "نحن بعيدون كل البعد عن أداء برشلونة المُدجج بالنجوم، وبرشلونة أفضل بكثير، لكن إن وقعت مع النادي الكتالوني غداً سألعب معه مرة أخرى ولن أتردد، وإن قالوا لي إن إنتر ميلان سيلعب مع برشلونة في الدور نصف النهائي، سأقبل ذلك بشكل مؤكد".

وفعلاً نال مورينيو ما طلبه وأسفرت القرعة عن مواجهة برشلونة وإنتر ميلان في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا موسم 2009 - 2010. نجح مورينيو بفضل ذكائه التكتيكي في التفوق على النادي "الكتالوني" في ميلانو (3 – 1).

بعد المباراة صرح مورينيو: "قبل عام من الآن تشلسي كان يبكي وبرشلونة ضحك مع حكم المباراة"، في إشارة منه إلى أن الحكم ظلم تشلسي، فريقه السابق، ولم يمنحه ركلة جزاء في اللقاء رغم كثرة الأخطاء داخل منطقة الجزاء.

في مباراة الإياب أبدع مورينيو تكتيكياً أكثر وبعشرة لاعبين على أرض ملعب "كامب نو" وخسر بهدف نظيف لم يكن كافياً لتأهل برشلونة، ليصل مورينيو مع إنتر ميلان إلى نهائي أبطال أوروبا في عام 2010. وبعدها نجح في حصد اللقب وتحقيق الثلاثية التاريخية التي فعلها برشلونة في موسم 2008-2009.

أخذ الصراع بين غوارديولا ومورينيو منعطفاً جديداً بعد تعاقد ريال مدريد الإسباني مع المدرب البرتغالي في عام 2010. وعلى مدار عامين التقى المدربان في كلاسيكو الأرض محلياً وأوروبياً وشهدت العلاقة بينهما أسوأ اللحظات.

ضرب غوارديولا "الكتالوني" بقسوة في أول مباراة وفاز على مورينيو "المدريدي" بخمسة أهداف نظيفة هزت ملعب "كامب نو". بعد اللقاء صرح المدرب الإسباني: "أنا فخور أن العالم شاهد كيف لعبنا كرة قدم".

وشاء القدر أن يلتقي المدربان في موسم واحد لأكثر من مرة في الدوري وكأس ملك إسبانيا ودوري الأبطال أيضاً. في مباراة الإياب من "الليغا" تعادل الفريقان (1 - 1)، وحسم النادي "الكتالوني" لقب الدوري لمصلحته. لكن رونالدو خطف هدفا في الدقائق القاتلة من نهائي كأس الملك، ليخطف اللقب بعد 18 سنة من الانتظار.

بعد المباراة انتقد غوارديولا التحكيم بسبب قرار خاطئ في المباراة كان كفيلاً بمنح برشلونة هدف التقدم في نهائي كأس ملك إسبانيا. مورينيو لم يرحم الإسباني ورد قبل مواجهة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

وقال مورينيو: "قبل الآن كانت هناك قلة من المدربين الذين لا ينتقدون التحكيم، وقسم كبير منهم ينتقد ولا يخاف، الآن مع تعليقات غوارديولا عن التحكيم، لقد بدأنا عصرا جديدا مع نوعية ثالثة من المدربين التي تضم شخصا واحدا فقط، الرجل الذي ينتقد الحكم الذي يتخذ قرارات صحيحة، هذا جديد بالنسبة لي".

رد غوارديولا سريعاً على تصريحات المدرب البرتغالي في المؤتمر الصحافي قبل مواجهة دوري الأبطال: "السيد مورينيو أطلق عليّ اسم بيب وأنا سأطلق عليه اسم جوزيه فقط، غداً سنتقابل على أرض الملعب. لقد فاز خارج الملعب، كان يفوز دائماً خارج المستطيل الأخضر، فليستمتع في الخارج لأنه سيبقى هناك بعد هذا اللقاء".

عاد غوارديولا إلى الفندق في مدريد بعد المباراة متقدماً في الذهاب بهدفين نظيفين من قلب ملعب "سانتياغو برنابيو". بعد اللقاء هاجم مورينيو برشلونة والاتحاد الأوروبي: "يوما ما أريد أن أرى بيب غوارديولا يفوز بلقب هذه المسابقة بطريقة صحيحة". وهاجم الاتحاد والحكام الذين عانى معهم عندما كان مدرباً لتشلسي أيضاً.

وبعد مواجهة الإياب التي انتهت بالتعادل (1 - 1) بين برشلونة وريال مدريد، عبّر غوارديولا عن فرحته الكبيرة واعتبرها من أجمل المباريات في تاريخه. ليفوز بعدها على مانشستر يونايتد في المباراة النهائية ويُتوج بلقب دوري الأبطال للمرة الرابعة.

عنف واستمرار للعداء
ومن لا يذكر تلك المباراة التي انتهت (2 - 2) وشهدت أعنف المعارك على أرض الملعب بسبب الشحن الكبير الذي بثه كل من غوارديولا ومورينيو في نفوس اللاعبين، ليشهد اللقاء ضربا واعتداءات بالجملة، من بينها قرص مورينيو للراحل تيتو فيلانوفا في أذنه وغيرها من اللقطات المثيرة للجدل.

وفي عام 2012 تُوج مورينيو بلقب الدوري ونجح أيضاً في الفوز على برشلونة في "كامب نو"، وهو أول فوز في الكلاسيكو للنادي "الملكي" منذ عام 2008 وإنهاء مسيرة 55 مباراة بدون خسارة للنادي "الكتالوني" على أرضه آنذاك.

في عام 2012 ترك غوارديولا برشلونة، وبعد عام انتقل إلى بايرن ميونخ الألماني، وفي العام نفسه عاد مورينيو إلى تشلسي. تواجه المدربان مرة جديدة في مباراة "السوبر" الأوروبي في أول مباراة رسمية.

فاز غوارديولا على مورينيو مرة جديدة وحصد لقب "السوبر" الأوروبي، لكن مورينيو أصر على مهاجمة الإسباني مرة جديدة لكي تستمر الحرب الكلامية بين المدربين حيثُ قال: "لقد خسر الفريق الأفضل على أرض الملعب. لقد سجلوا من ركلة جزاء".

بعد المباراة هاجمت الصحافة مورينيو في المؤتمر الصحافي وسخرت منه بسبب فوزه في ثلاث مباريات من أصل 16 مواجهة ضد غوارديولا، ليرد مورينيو: "إحصاءاتكم مغالطة كثيراً. اذهبوا وتذكروا ما فعل إنتر ميلان أمام برشلونة في دوري الأبطال. لقد فزت بلقب الكأس الإسبانية في ملعب فالنسيا أيضاً، وتُوجت بلقب السوبر الإسباني، وأخيراً فزت في الكلاسيكو الذي منح لقب الدوري لريال مدريد في عام 2012".

ورغم الحديث المثير مع الصحافي، إلا أن مورينيو أنهى الحديث: "لا أعرف، ربما أنت على حق وأنا مخطئ، لكن هذا لا يعنيني وليس مهماً بالنسبة لي". الآن وبعد سنوات من الصراع المثير والعنيف، حان الموعد لمواجهة جديدة مع أندية مختلفة وهذه المرة المعركة ستكون في مدينة "مانشستر".

المساهمون