مورينيو "التكتيكي" ينجح في استغلال عشوائية آرسنال

06 أكتوبر 2014
لاعبو تشيلسي يحتفلون بتسجيل الهدف الثاني في مرمى آرسنال(Getty)
+ الخط -

انتصر تشيلسي على آرسنال كالعادة، وفاز الفريق الأزرق بالقمة اللندنية الجديدة من دون عناء يذكر، واستمر جوزيه مورينيو في التفوق على أرسين فينجر، لتأخذ العقدة منحى آخر، ويفشل الأستاذ الفرنسي في العودة مع فريقه إلى طريق الفوز، في متلازمة كروية جديدة، وديربي من نوع خاص بين ثنائي من المدربين، يختلفان في كل شيء، والمستطيل الأخضر هو الفيصل في النهاية، بين الرجل الخاص الذي يجيد الدفاع واللعب على المرتدات، وفينجر العاشق للعب المباشر السريع من دون قيود.

وتبدو انطلاقة تشيلسي هذه المرة وكأنها بلا نهاية، فالفريق يحقق نتائج رائعة في البطولة المحلية، ويبتعد عن أقرب منافسيه بفارق ليس بالقليل، لذلك فإن مسألة إزاحته عن القمة ستحتاج إلى جهود مضنية من الجميع، لأن قطار "البلوز" سريع من البداية، ولا يستطيع أحد إيقافه حتى الآن، في بطولة لم تعرف أبداً طعم المنافسة السهلة.

# بداية متكافئة
بدأت المباراة بتكافئ واضح بين الفريقين، وحاول كل مدرب إغلاق كافة الطرق أمام مرمى الفريق المنافس. ومن المؤكد أن الثنائي التدريبي لا يريد الخسارة في الدقائق الأولى كما حدث خلال مباراة الموسم الماضي بملعب ستامفورد بريدج. لذلك وضع فينجر معظم لاعبيه في منطقة الوسط خلال التسعين دقيقة، وضحى بالإسباني سانتي كازورلا على الجناح في سبيل تدعيمه لكل من جاك ويلشير وفلاميني في منطقة الارتكاز من الملعب، مع الاعتماد على الثلاثي أوزيل، وسانشيز، ويلباك في الثلث الأخير.

في المقابل، لعب مورينيو وفق الظروف المتاحة، ولم يغامر كعادته، بل لعب بأسلوب أقرب إلى ثلاثية الوسط، عن طريق تمركز كل من أوسكار وسيسك فابريجاس في موضع قريب من الصربي ماتيتش، مع الاستفادة من مهارات هازارد وسرعة شورله، مع الحسم الذي يميز دييجو كوستا داخل منطقة الجزاء. وبالتالي أصبح الديربي عبارة عن معركة في المنتصف، مع شد وجذب بين لاعبي الفريقين.

# المرتدات تفوز
هناك قاعدة تكتيكية معروفة خاصة بكيفية التحكم في المرتدات ومنعها من الوصول إلى مرمى الفريق الهجومي. وتكمن الفكرة في تحقيق أكبر نسبة ناجحة من التمريرات في الدفاع والمنتصف، من أجل الحصول على أفضل تمركز ممكن داخل الملعب، وإذا تم خطف الكرة لن تحدث الخطورة المطلقة، وذلك لأن معظم لاعبي الفريق ينقلون الكرات بخفة وسلاسة، مما يجبر المنافس على العودة والتراجع كثيراً نحو مرماه.

ولكن مع آرسنال الوضع مختلف تماماً، لأن التمريرات يتم قطعها بسهولة بسبب التسرع في لعب الكرة، وعدم حسن التصرف فيها. ومن أول خطأ حقيقي، يحصل تشيلسي سريعاً على الأفضلية، ويستغل التفوق العددي وعدم ارتداد لاعبي آرسنال، ليحصل هازارد على الكرة ويراوغ كل من يقابله، ويسجل البلجيكي هدفا من ركلة جزاء مستحقة نتيجة خطأ ساذج، ليس من كوسيلني فقط، ولكن من فريق آرسنال بالكامل، نتيجة التمرير الخاطئ والتمركز العشوائي.

# أوزيل وسيسك
يُعتبر لقاء الثنائي مسعود أوزيل وسيسك فابريجاس، من الكلاسيكيات الكروية في الآونة الأخيرة، خصوصاً مع المواجهات الكثيرة بين ريال مدريد وبرشلونة، وهما الناديان السابقان اللذان لعب لهما النجمان الكبيران. وفي قمة لندن، تفوق الإسباني بامتياز على عازف الليل الألماني، الذي أدى لقاء سيئا على الجناح، وخسر فينجر كثيراً بإشراكه منذ البداية كأساسي عوضاً عن شامبرلين، الذي يتفوق في السرعة والانطلاق على الخط الجانبي للملعب.

وحتى عندما جاءت التغييرات، أبقى مورينيو على سيسك فابريجاس، على الرغم من عدم إتقانه الشق الدفاعي، وترك ماتيتش كثيراً بمفرده أمام منطقة الجزاء. لكن الرجل الخاص لعبها بشكل مميز، وأشرك ميكيل بجوار الصربي، وجعل فابريجاس يتقدم في مركزه الأصلي، كلاعب وسط ثالث، وصانع لعب مباشر أمام ثنائي المحور، فصنع هدفا رائعا لكوستا، أنهى به المهاجم القوي كل شيء قبل صافرة الحكم.

# في حضرة البرتغالي
يتميز جوزيه بأنه نموذج للرجل العصامي في الحياة، النجم الذي صنع نفسه بنفسه، وشق طريقه نحو النجومية من أعماق القاع. لذلك بدأ البرتغالي السلم من أوله، وصعد خطوة خطوة، حتى وصل إلى قمة المجد سريعاً، كواحد من أفضل المدربين في تاريخ اللعبة وفقاً لاستفتاءات الرأي المختلفة. وهو مدرب سواء اتفق الجمهور حوله أو اختلف استطاع صناعة شخصية فريدة خاصة به، ومكانة مُميزة إلى حد بعيد.

لذلك استحق مورينيو التفوق على فينجر، الذي بدأ المباراة بشكل مميز، وتلقى هدفا أول، نتيجة أخطاء فردية قبل أن تكون تكتيكية، لكنه تأخر كثيراً في رد الفعل خلال الشوط الثاني، وترك المجريات تسير وفق ما يريد منافسه، في وقت يعشق البرتغالي مباريات الأخطاء، وفريقه استدرج آرسنال نحو هذه النقطة، ألا وهي كثرة الاحتكاك في خط الوسط، من أجل جذب المدافعين إلى الأمام، حتى جاءت تمريرة الحسم، وسجل "البلوز" هدف النقاط الثلاث.

المساهمون