استمع إلى الملخص
- استبعاد محرز أثار جدلًا واسعًا بين الجماهير والإعلام، مع تبريرات بيتكوفيتش حول غياب التواصل من محرز، وتصريحات محرز عبر منصة أكس التي أثارت انقسامات حول قرارات المدرب.
- تصريحات المدرب حول يوسف بلايلي ومشاكل انضباطية، والنقاشات حول معايير اختيار اللاعبين مثل إبعاد فارس شايبي ودعوة شعيب كداد، تسلط الضوء على التحديات التي تواجه بيتكوفيتش في أول ظهور رسمي مع الفريق.
انطلق، أمس السبت، معسكر المنتخب الجزائري لكرة القدم، تحت إشراف المدرب البوسني فلاديمير بيتكوفيتش (61 عاماً)، تحضيراً للقاء غينيا يوم الخميس المقبل، على استاد نيلسون مانديلا، في العاصمة الجزائرية، ضمن الجولة الثالثة من التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، وهي استعدادات يحوم حولها الجدل، وبعض القضايا، التي ربما تؤثر على هذا الموعد المهم لزملاء المدافع، عيسى ماندي، طالما أن تحقيق نقاط اللقاء المقبل، ثم أمام أوغندا، يوم 10 يونيو/ حزيران الجاري في العاصمة، كامبلا، سيمهد طريق الوصول إلى المونديال، عبر المجموعة السابعة.
وأُثير جدل كبير خلال الأيام الأخيرة حول اختيارات المدرب فلاديمير بيتكوفيتش لهذا الموعد المهم الذي ينتظر الخُضر، على غرار استبعاده نجم الأهلي السعودي رياض محرز، واستنجاده ببعض الأسماء من الدوري الجزائري لكرة القدم، وكذلك تصريحاته تجاه هداف مولودية الجزائر يوسف بلايلي، الذي دافع عنه كثيراً بعض الإعلاميين والجماهير، وكذلك المدربين، على غرار المدرب السابق لنادي اتحاد العاصمة عبدالحق بن شيخة.
إبعاد محرز
رغم أن طابع الهدوء أكثر ما يُميز شخصية مدرب منتخب الجزائر، البوسني فلاديمير بيتكوفيتش، فإنه لم يتردد في اتخاذ قرارات قوية وصارمة، قبل معسكر الشهر الحالي، على غرار استبعاده القائد رياض محرز، الذي كان قد طلب خلال شهر مارس/ آذار الماضي إعفاءه من المباراتين الوديتين ضد بوليفيا وجنوب أفريقيا، بحجة عدم الجهوزية الذهنية والبدنية، وهو أمر لم يعجب المدرب السابق للمنتخب السويسري، ليُقرر إبعاده عن مباراتي غينيا وأوغندا، مبرّراً ذلك بقوله، خلال مؤتمر صحافي، الخميس الماضي: "تحدّثت إلى محرز في شهر مارس/ آذار الماضي، وطلب مني إعفاءه، واتفقنا على أن يتصل بي عندما يريد العودة، وهذا لم يحدث، ما يعني أنّ غيابه عن هذا المعسكر أصبح طبيعياً".
وحاول رياض محرز تبرئة نفسه أمام الجماهير الجزائرية، إذ قام بعد ساعات قليلة من تصريحات بيتكوفيتش، بنشر معلومات عبر حسابه بمنصة أكس، أراد بها الدفاع عن نفسه والتأكيد أنه كان مستعداً للعودة إلى المنتخب الجزائري، لكنه لم يحصل على دعوة للانضمام إلى معسكر الخُضر، وهو ما خلّف انقساماً بين المتابعين، إذ هناك من أشاد بموقف المدرب البوسني، الذي يبدو أنه يريد بناء منتخب جديد دون الحرس القديم، وعلى رأسهم، نجم مانشستر سيتي الإنكليزي السابق، في حين يرى آخرون أن هذا اللاعب يستحق احتراماً أكبر، عطفاً على إنجازاته، وما قدمه لمنتخب بلاده في السنوات الماضية، وأن التشكيلة الجزائرية مازالت بحاجة لخدماته.
هل تم تأويل تصريحات بيتكوفيتش حول بلايلي؟
القضية الأخرى التي أسالت الكثير من الحبر خلال الأيام الأخيرة، متعلقة بتصريحات المدرب فلاديمير بيتكوفيتش، وأسباب استبعاده نجم مولودية الجزائر يوسف بلايلي من خياراته خلال هذا المعسكر، وكان بيتكوفيتش قد برّر ذلك بقوله إن نجم أجاكسيو الفرنسي السابق ذهب ضحية مشاكل انضباطية يعيشها اللاعب، وهي تصريحات لم تعجب محبي بلايلي، خاصة من جماهير فريقه، وكذلك بعض المدربين السابقين والأقلام الصحافية، نظراً للمستوى الذي أظهره خلال الموسم الكروي الحالي، وما قدمه سابقاً للمنتخب الجزائري.
وحاول المسؤول الإعلامي بالاتحاد الجزائري لكرة القدم سعيد فلاك، توضيح ذلك خلال مقابلة له مع التلفزيون الجزائري، أمس السبت، بقوله: "تصريحات بيتكوفيتش تم تفسيرها بشكل خاطئ، المدرب لم يقصد أن بلايلي غير منضبط، بل أشار إلى قضيته الأخيرة مع ناديه السابق، الأهلي السعودي، وبيان (الفيفا)"، في إشارة إلى المستحقات المالية العالقة التي كان على اللاعب دفعها للنادي السعودي، ما كان يُهدد بعقوبة ضده من قِبل الفيفا في حالة تأخره عن ذلك.
وزاد المدرب الجزائري عبدالحق بن شيخة من القضية جدلاً، خاصة في مواقع التواصل الاجتماعي بعد تصريح قويّ أمس السبت، لقناة الهداف الجزائرية، انتقد فيه فلاديمير بيتكوفيتش قائلاً: "كان يجب أن يكون بلايلي حاضراً، منضبطا أو غير منضبط، في هذه الحالة أنت لا تبحث عن اللاعب لتزويجه ابنتك، اللاعب لديه الإمكانات لتقديم الإضافة، سواء من خلال تسجيل الأهداف أو تقديم التمريرات الحاسمة".
إبعاد شايبي ودعوة كداد.. قضية أخرى
صنعت خيارات فلاديمير بيتكوفيتش استعداداً لمباراتي غينيا وأوغندا جدلاً كبيراً كذلك، في هذا الوقت الحساس من تحضيرات المنتخب الجزائري، على غرار إبعاد نجم آينتراخت فرانكفورت الألماني فارس شايبي، وبرّر ذلك مدرب الخُضر بالمستوى المتذبذب، الذي قدمه اللاعب خلال الموسم الحالي، في حين أن شايبي لم يتردد في الرد على بيتكوفيتش عبر حسابه بموقع إنستغرام، بنشر أرقامه من أحد المواقع الرياضية، والتي تؤكد تألقه في المباريات الماضية.
وجاء استدعاء مدافع شباب بلوزداد شعيب كداد، لأول مرة، ليثير زوبعة كذلك عند الرأي الكروي في الجزائر، حيث إن هناك من تساءل حول المعايير التي لجأ إليها بيتكوفيتش لاختيار هذا الاسم على حساب مدافعين آخرين متألقين في الدوري الجزائري، لكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه خلال الأيام الأخيرة: هل ستؤثر هذه القضايا والجدل على الظهور الرسمي الأول للمدرب فلاديمير بيتكوفيتش مع المنتخب الجزائري؟