رغم إقامة المسابقات الرياضية دون حضور الجمهور في مختلف البلدان، إلا أن الأيّام الأولى من العام الجديد، سجّلت عودة الجماهير الرياضية إلى صنع الحدث والسيطرة على المشهد الرياضي من خلال تحرّكات احتجاجية اختلفت بين عديد البلدان واشتركت في الرغبة في تصحيح المسار.
وكادت الأمور أن تخرج عن السيطرة في عديد المواقف، خاصة وأن التعامل الأمني كان صارما إلى أبعد حدّ، ولكن يبدو أن هذه التحرّكات سوف تتجدّد قريبا في حالة عدم الاستجابة الكاملة للطلبات التي تصرّ الجماهير على تفعيلها حتى تعود فرقها إلى مكانتها الطبيعية.
وشهدت تونس خلال الشهر الماضي، تحرّكات احتجاجية متواصلة من قبل جماهير النادي الأفريقي التي هبّت للتنديد بما يعيشه فريقها من مشاكل مالية ورياضية غير مسبوقة، مطالبة بإيجاد الحلول العاجلة التي تعيد الفريق إلى مكانه الطبيعي.
وبعد عام من كتابة التاريخ، عندما تجنّْد "الأفارقة" من أجل مساعدة ناديهم على تجاوز محنته المالية، وتجميع مبلغ مالي قياسي خلال فترة قصيرة، لتغطية الديون الضخمة، فإن هذه الجماهير تحرّكت هذه المرّة بهدف دفع إدارة النادي الحالية إلى الرحيل.
وإثر تحرّك احتجاجي أول، لم يجد تجاوبا كبيرا نتيجة هيمنة الأحداث السياسية والمصاعب الاجتماعية على اهتمام الرأي العام، نظّم "الأفارقة" تحرّكا ثانيا كان له صدى واسعا في تونس بعد أن اضطرّ الأمن التونسي إلى التدخل من أجل تفريق المتجمهرين.
كما اعتقلت السلطات الأمنية عددا مهمّا من مناصري النادي الإفريقي ما دفع المنظمات الحقوقية إلى التدخل لتطالب بالإفراج عن الجماهير التي مارست حقها في التعبير عن موقفها المطالب برحيل إدارة النادي.
هذا التحرك دفع الاتحاد التونسي لكرة القدم إلى الدخول على خطّ الطلبات الجماهيرية وأعلن أن إدارة الحالية للأفريقي غير شرعية قبل إعلان تنظيم انتخابات يوم 21 من هذا الشهر وإنهاء الكابوس الذي يعيشه الفريق على الصعيد الرياضي والمالي.
جماهير النادي الأفريقي التونسي تواصل احتجاجها للمطالبة برحيل رئيس الفريق عبد السلام اليونسي
— العربي الجديد (@alaraby_ar) January 11, 2021
الرابط البديل: https://t.co/j8DKzDYxQx#تونسhttps://t.co/Hef47ez8RL
وفي الجزائر هاجم عدد من جماهير فريق مولودية الجزائر مقر شركة "سوناطراك" البترولية والمالكة لأسهم النادي، بسبب عدم نجاح الإدارة في التعاقد مع أي لاعب جديد خلال "الميركاتو الاستثنائي" ما قد يساعد الفريق خلال مشاركته في دوري أبطال أفريقيا.
ونظمت الجماهير وقفات احتجاجية مطالبة برحيل الإدارة الحالية نتيجة عدم قدرتها على تحسين وضع الفريق وتوفير ممهدات النجاح خلال المسابقة التي تنتظره على اعتبار أن مناصري هذا الفريق يأملون في تأقلم المولدية في دوري الأبطال خاصة وأن مجموعته قوية.
كما عرفت الاحتجاجات عمليات تخريب وتحطيم لبعض مرافق مقر شركة "سوناطراك" البترولية، كما تمّ اقتحام مقر الشركة بعد تحطيم الأبواب، غير أن هذا التحرّك لم يقدر إلى تحقيق نتائج فعلية باعتبار غلق سوق الانتقالات وفي انتظار ما ستفرزه الأيّام القادمة من تطورات إدارية بعد الاعلان عن استقالة عدد من المسؤولين الكبار في الشركة.
العاصمة الان
— Abd Slam (@AbdSlam40591610) February 1, 2021
اقتحام مقر شركة #سوناطراك من قبل أنصار مولودية العاصمة . pic.twitter.com/i63VzcCKaF
وخرجت الاحتجاجات في مدينة مرسيليا الفرنسية، عن السيطرة وكادت أن تصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، فبعد رفع اللافتات التي تندد بسياسة الإدارة الحالية ومهاجمة رئيس النادي ما دفع الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق الجماهير، فإن نهاية الأسبوع الماضي عرفت تطورات مثيرة قادت إلى تأجيل لقاء مرسيليا وران خوفا من انفلات الوضع خاصة وأن بعض اللاعبين تعرّضوا للاعتداء.
وإلى جانب تأجيل اللقاء، فإن أعمال العنف ومحاولة اقتحام مقرّ النادي، دفعت السلطات الأمنية في المدينة إلى القيام بحملة إيقافات واسعة طالت كل مجموعات الأحباء.
ورغم أن إدارة مرسيليا لم تعلن عن استقالتها مثلما طالبت الجماهير، كما أن مالك النادي لم يعلن عن خطوات جديدة لتصحيح المسار، فإن تحرّكات الجماهير ضيّقت الخناق عن الإدارة الحالية التي تواجه انتقادات غير مسبوقة من قبل كل الفاعلين في المشهد الرياضي وهو ما يوحي بأن الأمور لن تقف عند هذا الحدّ وأن الصيف القادم سيحمل تطورات إدارية جوهرية في النادي.
Le match de l'OM contre Rennes, prévu ce samedi à 21 heures, a été reporté après que des centaines de supporters marseillais ont manifesté à la Commanderie. https://t.co/FEzZ1m2d8J pic.twitter.com/B1XjHBoWBp
— L'ÉQUIPE (@lequipe) January 30, 2021