يبدأ منتخب ليبيا مسيرة جديدة في رحلته الكروية، عندما يخوض النسخة السابعة من منافسات كأس الأمم الأفريقية للمحليين "الشان"، التي تقام في الجزائر خلال الفترة الممتدة من 13 يناير/ كانون الثاني الجاري إلى 4 فبراير/ شباط المقبل، في محاولة لاستعادة الهيبة، والبحث عن تكرار إنجاز 2014، أو بلوغ المربع الذهبي.
ويخوض المنتخب الليبي البطولة القارية ضمن مجموعة صعبة للغاية، تضم منتخبات الجزائر (البلد المستضيف) وإثيوبيا وموزمبيق، وهي منتخبات المجموعة الأولى التي يأمل خلالها الليبيون في حصد مقعد الوصافة على الأقل، وبلوغ الدور الثاني بحثاً عن الاستمرار في المنافسة.
وتمثّل بطولة كأس الأمم الأفريقية للمحليين، فرصة ذهبية بالنسبة إلى المنتخب الليبي، لاختبار قوته قبل استكماله مشوار التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية في عام 2024 في ساحل العاج، وكذلك للوقوف على مدى قدرة الفرنسي كورينتين مارتينيز، المدير الفني لمنتخب ليبيا، الذي تحمّل المسؤولية قبل أشهر قليلة، في مواصلة المشوار بنجاح، وتحقيق أحلام الجماهير عبر أهداف صريحة، تتمثل في المنافسة على لقب بطل أمم أفريقيا للمحليين، والتأهل للمربع الذهبي، وكذلك العودة مجدداً إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية المقبلة في ساحل العاج.
في الوقت نفسه، يقود منتخب ليبيا أحد أبرز المدربين الأجانب في القارة السمراء خلال آخر 7 سنوات، ويُعرف بلقب "صانع نهضة موريتانيا الكروية"، بعدما قاد منتخب "المرابطين" لأول مرة في التاريخ إلى بطولة كأس الأمم الأفريقية، مرتين متتاليتين، لأول مرة في تاريخ موريتانيا عامي 2019 و2022، وقدم عروضاً رائعة في نسخة 2019 في مصر، وحقق طفرة كروية لا تنسى في تاريخ موريتانيا، قبل الانتقال للعمل مديراً فنياً لمنتخب ليبيا، على أمل تكرار التجربة الناجحة، بإعادة الليبيين من جديد إلى عالم المشاركة في بطولات كأس الأمم الأفريقية.
وعانى منتخب ليبيا من حالة عدم استقرار إداري قبل البطولة، بسبب الدعاوى التي تلاحق الاتحاد المحلي لكرة القدم، التي تدعو إلى حل المجلس، بالإضافة إلى قضايا أخرى تلاحق الاتحاد تصل إلى حد المطالبة بتجميد الاتحاد الليبي لكرة القدم، ونشاط مشاركة الأندية، والمنتخبات في البطولات الكبرى، وهو ما أثار قلقاً كبيراً لدى المدير الفني.
وحرص الجهاز الفني لمنتخب ليبيا على اختيار معسكر مغلق للفريق في تونس خاض خلاله تدريباته، وخاض المباريات الودية التي اتفق عليها مارتينيز في إطار التحضيرات الأخيرة له لبدء المنافسات القارية.
وحرص المدير الفني لمنتخب ليبيا، طيلة التجمع الذي بدأه على رفع الروح المعنوية للاعبيه، وإلقاء عبارات تحفيزية من وقت إلى آخر، بخلاف البحث عن تسجيلات لأية مباريات ودية، خاضتها المنتخبات المشاركة في البطولة القارية، من أجل الحصول على المعلومات الكاملة لمواجهة الجزائر الأولى الصعبة في افتتاح البطولة، والمباريات التالية له في المجموعة، مع اللجوء إلى المحاضرات الفنية لشرح المهام المطلوب تنفيذها من لاعبيه في المباريات.