منتخب قطر بين رحيل كيروش ووصول لوبيز... مغامرة جريئة قبل كأس آسيا

06 ديسمبر 2023
لوبيز يعرف الدوري القطري جيداً بحكم تدريبه الوكرة منذ سنوات (سيمون هولمز/ كريم جعفر/Getty)
+ الخط -

انتهت رحلة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش مع منتخب قطر الأول لكرة القدم، في تجربة لم تدم طويلاً، مع منتخب الأدعم بطل كأس آسيا، الذي يقترب من الدفاع عن لقبه في النسخة التي يستضيفها على أرضه وبين جماهيره خلال الفترة المقبلة، تحديداً من 12 يناير/ كانون الثاني 2024.

وقال الاتحاد القطري في بيانه على منصات التواصل: "يعلن الاتحاد القطري لكرة القدم، أنه تم انتهاء عمل المدرب البرتغالي كارلوس كيروش، الذي كان يشرف على تدريب المنتخب الوطني الأول خلال المرحلة السابقة بالتراضي بين الطرفين".

وعلى إثرها أصدر الاتحاد القطري بياناً آخر، كشف فيه مباشرة عن اسم المدرب القادم لتدريب العنابي، وهو الإسباني ماركيز لوبيز، حيث قال: "يعلن الاتحاد القطري لكرة القدم تعاقده مع المدرب الإسباني ماركيز لوبيز لتولي زمام مهمة تدريب المنتخب الوطني الأول، خلفاً للمدرب البرتغالي كارلوس كيروش، وسيتولى المدرب قيادة المنتخب الوطني الأول خلال بطولة كأس آسيا 2024 التي ستقام في قطر مطلع يناير المقبل، وبدوره يتقدم الاتحاد القطري بخالص الشكر والتقدير لمجلس إدارة نادي الوكرة الرياضي على تعاونهم وموافقتهم على الاستعانة بالمدرب ماكريز لوبيز لتولي قيادة المنتخب خلال المرحلة القادمة".

كيروش لم يقدم الكثير

رحيل كيروش في الوقت الحالي وقبل شهر تقريباً على بداية كأس آسيا، قد تكون مستغربة بالنسبة إلى البعض، لكنها في الوقت عينه، تعتبر مغامرة جريئة من الاتحاد القطري، الساعي مع الأدعم للحفاظ على اللقب الآسيوي، ولا سيما أن البطولة تقام في داره، وهو يمتلك كل المؤهلات والمقومات والخبرة كذلك للذهاب بعيداً والدفاع عن التاج الآسيوي.

في آخر مباراتين استطاع منتخب قطر الفوز بنتيجة عريضة، حين هزم أفغانستان بنتيجة 8-1، وانتصر على الهند بثلاثية نظيفة، لكن ذلك لا يعتبر مقياساً البتة، حيث يحتل الأول المركز الـ158 عالمياً بين منتخبات العالم حسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، فيما يأتي الثاني في المرتبة الـ102.

ما يعكس حقيقة عدم نجاح فلسفة كيروش مع منتخب قطر، عدم قدرته على إخراج أفضل ما في لاعبي المنتخب، رغم امتلاكه العديد من الأسماء المميزة القادرة على صناعة الفارق وتقديم الإضافة المثالية في المباريات الصعبة، على غرار أكرم عفيف وكذلك المعز علي وآخرين.

وكان الاتحاد القطري لحظة تعيينه لكيروش يأمل أن يقدم الإضافة إلى المنتخب، بفضل خبرته في الكرة العالمية وكذلك الآسيوية، حيث أشرف على المنتخب الإيراني لسنوات طويلة، لكن ذلك لم يحصل. فعلى سبيل المثال، خسر العنابي في عهده أمام إيران بنتيجة 4-0 في مباراة ودية، كذلك هُزم على يد كينيا بنتيجة 1-2، وفي الكأس الذهبية ورغم فوزه على المكسيك بنتيجة 1-0 في دور المجموعات، خسر في ربع النهائي برباعية بيضاء أمام بنما، وتعادل مع روسيا 1-1 ومع العراق 1-1، في لقاءين وديين.

التجربة الإسبانية تعود

وبعد المستوى الذي وصل به المدرب الإسباني فيليكس سانشيز مع منتخب قطر من خلال تحقيق نتائج طيبة، باستثناء عدم الظهور بمونديال 2022 خلال دور المجموعات بشكلٍ جيد، إلا أن الطموح كان مع وصول كيروش في رفع جودة الفريق ومستواه، ولا سيما أن العناصر الموجودة ذات خبرة كبيرة، والمجموعة بشكل عام يعرف بعضها بعضاً منذ سنوات، بالتالي إن أجواء العمل فيها لن يكون صعباً، باعتبار أن "الكيمياء" بين الأسماء الحاضرة موجودة.

الآن يعتبر التعاقد مع المدرب لوبيز قراراً في مكانه، في ظلّ الظرف الزمني البسيط الباقي لانطلاق كأس آسيا، فمن الصعب أن يأتي أي مدرب من الخارج لا يعرف الكثير عن الكرة القطرية ولا حتى اللاعبين للإشراف على الفريق، لكن الأمر مختلف مع الإسباني.

وصل لوبيز في عام 2018 إلى قطر، بعد رحلة تدريبية في أوروبا، كان أبرزها قيادته لنادي إسبانيول ونادي أوبن، ومن يومها بقي مدرباً للوكرة، حين قاده إلى الفوز بدوري الدرجة الثانية والصعود إلى الدوري الدرجة الأولى، ما يعني أنّه يعرف لاعبي قطر جيداً، ويعلم كيفية التعامل مع الأجواء المحيطة به، ويدرك ماهية النقاط الإيجابية والسلبية، وكذلك ما يحتاجه اللاعب القطري ليظهر أفضل ما لديه، بالتالي قد تكون تجربته هذه ناجحة في المستقبل القريب، وقد تفضي به إلى الاستمرار طويلاً مع المنتخب كما فعل مع الوكرة، مع تأكيد أن كلّ الخيارات تبقى واردة.

المساهمون