منتخب الجزائر في كأس أمم أفريقيا: عوامل تُنبئ بمشاركة تاريخية

11 يناير 2024
منتخب الجزائر مرشح بارز لحصد اللقب (بلال بن سليم/Getty)
+ الخط -

ينتظر جُل الجماهير الجزائرية، بشغف كبير، قص شريط انطلاق النسخة الـ34 من نهائيات كأس أمم أفريقيا المقررة في ساحل العاج، والتي سينافس فيها منتخب الجزائر ضمن المجموعة الرابعة التي تضم كذلك منتخباً عربياً آخر وهو موريتانيا، إضافة إلى أنغولا منافس "الخضر" الأول في هذا العرس القاري، وأيضاً منتخب بوركينافاسو، الذي يعد أحد المنتخبات صعبة المراس في القارة السمراء.

وسيدخل رجال المدرب جمال بلماضي  بطولة كأس أمم أفريقيا بغية تحقيق العديد من الأهداف والذهاب بعيداً في هذه البطولة القارية، وربما تكرار سيناريو التتويج بنسخة مصر 2019، رغم أن الاتحاد الجزائري لكرة القدم كان قد وضع نصف النهائي هدفاً رئيسياً أمام الجهاز الفني لـ"الخضر" ولاعبيه.

منتخب الجزائر وخيبة 2022

سيكون منتخب الجزائر متسلحاً بالعديد من الحوافز من أجل تسجيل مشاركة إيجابية في ساحل العاج، على غرار الرغبة التي تسود المدرب جمال بلماضي ولاعبي "الخضر" في محو النتائج الكارثية التي عاشوها عام 2022، بداية من الخروج من الدور الأول في النسخة السابقة بـ "الكان" في الكاميرون، رغم أن المجموعة كانت في المتناول وضمت سيراليون، غينيا الاستوائية وساحل العاج، ثم الإقصاء بطريقة دراماتيكية ومحزنة للجماهير الجزائرية أمام منتخب "الأسود غير مروضة" من الوصول لكأس العالم التي احتضنتها قطر في نهاية ذات السنة.

نوعية اللاعبين

تتميز تشكيلة منتخب الجزائر بلاعبين متألقين في الدوريات الأوروبية والعربية ما يجعل الخضر مرشحين دائماً للذهاب بعيداً في مثل هذه المنافسات بأعين الخبراء والمتابعين، مثل قائمة اللاعبين التي قرر جمال بلماضي اصطحابها إلى ساحل العاج، فإضافة إلى الخبرة التي اكتسبها هذا المدرب طوال أعوامه الماضية مع "محاربي الصحراء" ومشاركته معه في نسختين سابقتين لـ"الكان"، فإن كتيبته تضم كذلك لاعبين متمرسين في مثل هذه المنافسات ومباريات القارة السمراء بالخصوص، على غرار الثنائي إسلام سليماني والحارس رايس وهاب مبولحي اللذين سيشاركان في سادس نسخة من العرس القاري، إضافة إلى الرباعي رياض محرز وعيسى ماندي وكذلك إسماعيل بن ناصر وسفيان فيغولي وغيرهم، دون إغفال الأسماء الشابة المتعطشة للتألق في هذه المواعيد، مثل محمد أمين عمورة، فارس شعيبي وحسام عوار وريان آيت نوري، وهذا بموازاة تألقهم مع أنديتهم في القارة العجوز.

الظروف التنظيمية 

قام الاتحاد الجزائري لكرة القدم بدوره كذلك في توفير ظروف مؤاتية للمدرب جمال بلماضي ولاعبيه بغية التألق في كأس أمم أفريقيا القادمة، فمنذ انتخاب الرئيس وليد صادي شهر سبتمبر/ أيلول الماضي على رأس الهيئة، دأب الأخير على توفير كل المستلزمات التنظيمية واللوجستية، خاصة مع خبرته في هذا المجال منذ أن كان يتولى منصب المدير العام في المنتخب الجزائري خلال فترة الرئيس السابق محمد روراوة.

أما خلال فترته كرئيس فقد وضع وليد صادي "الخضر" بكامل أجهزته في راحة تامة في معسكرهم في مدينة لومي عاصمة توغو استعداداً للبطولة، وصولاً إلى قيامه باستئجار وتجهيز فندق خاص لرفقاء القائد رياض محرز في مدينة بواكي، الذي جرى كذلك إعادة تهيئته بشكل كبير خصيصاً للاعبي الجزائر، وهو الذي يبعد عن الملعب الذي سيشهد منافسات المجموعة الرابعة 15 متراً فقط، وهذا يأتي بعد رفض اتحاد الكرة الجزائري وكذلك المدرب جمال بلماضي الإقامة في منطقة "سيتي كان" التي أعدتها اللجنة المنظمة للمنتخبات المشاركة، لكنها لا توفر أدنى شروط التركيز بالنسبة للجهاز الفني واللاعبين في تلك الإقامة.

عودة قوية

بالعودة إلى الجانب الفني بالنسبة للمنتخب الجزائري قبل مشاركته في كأس أفريقيا القادمة في ساحل العاج، فإنه يجب الحديث عن العودة القوية للخضر بعد خيبة 2022، وهذا عطفاً على النتائج التي أفرزتها مباريات عام 2023، وكانت فرصة أمام المدرب جمال بلماضي لضخ دماء جديدة بلاعبين شباب متألقين في أوروبا، إذ إن ما تحقق العام الماضي يبعث عن التفاؤل، بحيث إن منتخب الجزائر لم يخسر بعد أن لعب 10 مباريات في 2023 حقق فيها 7 انتصارات و3 تعادلات، مع الإشارة إلى أن آخر خسارة له كانت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2022، أمام المنتخب السويدي خلال لقاء ودي جمعهما في مدينة مالمو.

مساندة جماهيرية

دائماً ما تظهر الجماهير الجزائرية تعلقاً كبيراً بمنتخب بلادها، خاصة قبل دخوله المباريات الحاسمة والدورات المجمعة وبغض النظر عن النتائج المحققة خلال تلك الفترة إيجابية كانت أو سلبية، مثلما هو الحال خلال هذه الأيام عبر مساندة يبديها المشجعون للاعبي جمال بلماضي في مواقع التواصل الاجتماعي، وثقتهم العالية في هذه التشكيلة للتألق بالمنافسة القارية.

وعلى سبيل المثال ما حدث في مباراة توغو الودية الجمعة الماضية، فرغم أن المدرب بلماضي منع النقل المباشر للمباراة على التلفزيون، إلا أن أحد الحاضرين من جماهير توغو تكفل بنقل اللقاء من المدرجات عبر خاصية البث المباشر في موقع "فيسبوك" الذي حصد حوالي 300 ألف مشاهد في وقت واحد، وهو رقم تاريخي يؤكد مدى الدعم الذي تبديه الجماهير الجزائرية لمنتخب "المحاربين"، ورغبتها في متابعة تفاصيله مهما كانت الظروف والمعوقات. 

المساهمون