منتخب إسبانيا "ملك" أوروبا

15 يوليو 2024
احتفل نجوم إسبانيا بتحقيق لقب بطولة اليورو، 14 يوليو 2024 (ساثيري كيلبا/Getty)
+ الخط -

حقق منتخب إسبانيا لكرة القدم لقبه الرابع في بطولة كأس أمم أوروبا، بعدما انتصر على منتخب إنكلترا في المواجهة النهائية بهدفين مقابل هدف في النسخة التي أقيمت في ألمانيا. فصل جديد لمنتخب إسبانيا بحروف من الذهب، صناعة تاريخ ومجد ولقب، منفرداً بالرقم القياسي للتتويجات، أربعة ألقاب، وانتصار مستحق على الأسود الثلاثة في النهائي الذي أقيم على الملعب الأولمبي في العاصمة برلين.

منتخب إسبانيا أظهر شخصية البطل منذ بداية كأس أمم أوروبا "يورو 2024"، بعدما حقق سبع انتصارات، وسجل 10 من نجومه 15 هدفاً في شباك المُنافسين، عقب انطلاقة قوية عبر تصدر المجموعة على حساب إيطاليا (بطلة النسخة السابقة) وكرواتيا (وصيفة مونديال 2018) وألبانيا، وتخطى "الماتادور" عقبة جورجيا بأربعة أهداف مقابل هدف في دور الـ16، وهزم ألمانيا في ربع النهائي بعد الوقت الإضافي بهدفين مقابل هدف، وانتصر على فرنسا، بطلة مونديال 2018 ووصيف كأس العالم في قطر، في نصف النهائي بهدفين مقابل هدف، قبل أن يذيق إنكلترا من نفس الكأس.

إسبانيا تملك فريقاً بما تحمله الكلمة من معنى، ووصل إلى قمة الامتاع والإقناع، بعيداً عن أسلوب "تيكي تاكا" الذي ظهر في يورو 2008 و2012 ومونديال 2010 الذي أقيم في جنوب أفريقيا، بفضل تشكيلة من النجوم الكبار، الذين تقدمهم حينها تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا وتشابي ألونسو، حيث يمتلك لاروخا الآن جيلاً جديداً، يلعب بجماعية وجمالية، ويعتمد على أجنحته، وخاصة الموهبة لامين يامال (17 عاماً)، الذي اصبح أصغر لاعب يسجل ويصنع في تاريخ المسابقة القارية، بالإضافة إلى نيكو ويليامز (22 عاماً)، إنه مزيج من الشباب وأصحاب الخبرة، بتشكيلة ضمت في نهائي برلين لاعباً واحداً فقط من برشلونة وريال مدريد. وحصد منتخب إسبانيا جوائز بطولة "يورو 2024"، بعدما نال نجمه رودري جائزة أفضل لاعب في المسابقة القارية، وزميله لامين يامال أحسن لاعب صاعد، وداني أولمو ضمن قائمة الهدّافين برصيد ثلاث أهداف.

باختصار، المدرب لويس دي لا فوينتي يمتلك فريقاً للمستقبل، بسبب خبرة المدير الفني الذي توج في مسيرته مع الفئات السنية لجميع منتخبات إسبانيا بالألقاب القارية، ونيله فضية أولمبياد طوكيو 2020، رغم أنه لم ينجح مع الأندية، بعدما أقيل من تدريب ديبورتيفو ألافيس في عام 2011 بعد أربعة اشهر من توليه المُهمة، لكنه مع المنتخب نجح في اختيار لاعبيه، ونفذ طريقة لعبه الخاصة، وأدار المواجهات بشكل جيد، ليجمع بين متعة الأداء والتتويج باللقب القاري.

حسناً... ودّعنا بطولة "يورو 2024" بالكثير من الظواهر والأحداث التي شهدتها الجماهير الرياضية، بعدما توج منتخب إسبانيا للمرة الرابعة في تاريخه، وفضّ الشراكة مع ألمانيا (ثلاثة ألقاب)، فيما واصل منتخب إنكلترا مسلسل إخفاقاته، بعدما أدارت كرة القدم ظهرها إلى نجومه، وحرمتهم من لقبهم القاري الأول (لديهم لقب مونديال 1966)، رغم المواهب التي يزخر بها الأسود الثلاثة، مثل الهدّاف هاري كين وجود بيلنغهام وديكلان رايس وفيل فودين وبوكايو ساكا. كما شهدت البطولة خروج البرتغالي كريستيانو رونالدو باكياً من المسابقة القارية، بعدما شارك للمرة السادسة في تاريخه بكأس أمم أوروبا، وبقي الهدّاف التاريخي للبطولة برصيد 14 هدفاً، بالإضافة إلى طريقة خروج منتخب فرنسا، وقناع نجمه كيليان مبابي، الذي خطف الأنظار إليه، بعدما تعرض أنفه للكسر في المواجهة أمام النمسا، لكن مهاجم ريال مدريد الجديد اكتفى بتسجيل هدف وحيد فقط، بالإضافة إلى نهاية رحلة اثنين من الأساطير في كرة القدم، هما الألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش.

ولن أنسى أن بطولة "يورو 2024" أطلق عليها لقب بطولة الأهداف العكسية، التي وصلت إلى عشرة أهداف، وأسرع هدف في تاريخ المسابقة القارية، الذي سجله نديم أديمي مهاجم ألبانيا في شباك إيطاليا، بعد 23 ثانية فقط. أسدل الستار على هذه النسخة بما فيها من إثارة ومتعة وأهداف، وننتظر الآن انطلاق النسخة القادمة في عام 2028، التي ستقام في المملكة المتحدة وجمهورية أيرلندا.

المساهمون