معسكرات أطفال بطابع عسكري.. سرّ تفوّق الصين في الأولمبياد

01 اغسطس 2024
الصين تخضع الأطفال لتدريبات رياضية صارمة (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **النجاح الأولمبي للصين**: تُعد الصين من أنجح الدول في تاريخ الألعاب الأولمبية بفضل موقفها "الفوز بأي ثمن"، حيث كانت دائماً ضمن الدول الأربع الأولى في إجمالي الميداليات منذ دورة سيول 1988.

- **معسكرات التدريب الصارمة**: تعتمد الصين على خطة تدريبية صارمة للأطفال منذ الخمسينيات، حيث يتدرب الرياضيون لمدة تصل إلى 12 ساعة يومياً، وتكلفة كل ميدالية تصل إلى 7 ملايين دولار.

- **الاختبارات الجينية والمنشطات**: يخضع الرياضيون الصينيون لاختبارات جينية ومنشطات، ورغم وقوع بعضهم في اختبارات المنشطات، سمح لهم بالمنافسة بعد قبول تفسير الصين بتناول طعام ملوث.

تُعد الصين واحدة من أكثر الدول نجاحاً في تاريخ الألعاب الأولمبية بفضل موقفها المتمثل في "الفوز بأي ثمن"، والذي يجعل الرياضيين مجبرين على تحقيق النجاح، بإجراءات صارمة. وأصبحت الصين، معروفة بمعسكراتها التدريبية ذات الطابع العسكري للأطفال الصغار، مع إخضاعهم لاختبارات الحمض النووي، مع بعض الجدل الحاد، حول استخدام بعض الرياضيين، للمنشطات. وكانت الصين دائماً، ضمن الدول الأربع الأولى في إجمالي الميداليات، في كل دورة ألعاب أولمبية، منذ سيول عام 1988، وفي العقدين الماضيين، تمكنت الولايات المتحدة فقط من التغلب على عدد ميدالياتها في الألعاب الأولمبية، وهو إنجاز يعتقد الكثيرون أنه تم تحقيقه من خلال أنظمتها التدريبية الصارمة.

معسكرات الصين بطابع عسكري

وتم تطوير خطة على الطراز السوفييتي في البلاد، بالخمسينيات من القرن الماضي، حيث كانت الصين تتطلع إلى الحصول على مكان بين النخب الرياضية في العالم. وشهد ذلك قيام المدربين بتجنيد أطفال من المدارس في فرق التدريب الأولمبية من سن لا تزيد عن أربع سنوات، ودفعهم لخوض تدريبات قاسية، حتى يتقنوا حرفتهم، ويصبحوا جاهزين للمنافسة على المسرح العالمي. وقالت جوهانا دويكي، مدربة الغوص في جامعة إنديانا بالولايات المتحدة، في تصريحات نقلتها صحيفة ذا صن البريطانية، اليوم الخميس، إن الرياضيات الصينيات "يتعرضن للضرب خلال التدريبات"، وأضافت أن أي رياضي يرفض إكمال مجموعة من التمارين بسبب الإرهاق أو الإصابات، يتعرض "للتوبيخ أو الصفع".

تكلفة خيالية

وحسب التقرير ذاته، فقد كلفت كل ميدالية فائزة في الألعاب الأولمبية، الصين، ما لا يقل عن 7 ملايين دولار، في الوقت الذي يتدرب فيه الرياضيون الصينيون لمدة تصل إلى 12 ساعة يومياً، استعداداً لأي حدث رياضي كبير. ويُجبر العديد من الأطفال على الانتقال إلى بيئة مدرسة داخلية، وقد يؤدي ذلك إلى عدم رؤيتهم لعائلاتهم وأصدقائهم لسنوات. وفي الفترة التي سبقت دورة باريس 2024، أقامت شنغهاي معسكراً عسكرياً للرياضيين في الرياضات الجماعية، حضره ما يقرب من 1000 شخص، وكانوا يرتدون الزي العسكري من الرأس إلى أخمص القدمين. وقال المكتب الرياضي في شنغهاي، بتصريحات نقلها المصدر ذاته، إن الدورات التدريبية تهدف إلى "تعزيز الانضباط التنظيمي والعمل الجماعي للفرق الرياضية، ومساعدة رياضات شنغهاي على إنشاء جيش حديدي". وأضافت: "من الفجر وحتى وضح النهار، يتحرك الرياضيون بشكل أنيق ومتناغم، ويظهر زيهم العسكري الشبابي بطريقة شبابية وأنيقة".

معسكرات تدريب للأطفال

واحدة من أكثر الطرق فعالية، التي تواصل بها الصين جلب الميداليات الذهبية إلى البلاد، هي عقليتها القاسية المتأصلة في الأطفال منذ الصغر. ويقوم المسؤولون الرياضيون، باختيار وتدريب الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم أربع سنوات، أثناء سعيهم لتحقيق المجد في الألعاب الأولمبية. ومع عدد سكانها الهائل الذي يزيد عن 1.4 مليار نسمة، تستخدم الصين عملية مترامية الأطراف تدعمها الدولة، لدفع الرياضيين الناشئين إلى أبعد الحدود. وتبحث الصين، عن الشباب الواعدين من خلال مجموعة من الاختبارات لأطفال المدارس، مثل تمارين الضغط والجري عالي التحمل، مع إعطاء الأولوية للقوة على حساب المهارة، ليتم بعد ذلك إرسال النخبة من التلاميذ إلى مركز التدريب الوطني الصيني، للتركيز على أن يصبحوا رياضيين أولمبيين. ويتم إغراء العديد من الآباء الصينيين بإرسال أطفالهم إلى المدارس الرياضية القاسية، عن طريق الإعانات الحكومية، والمهن الأولمبية الواعدة لأطفالهم.

الاختبارات الجينية

 ومنذ دورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022، أُجبر الرياضيون الصينيون، على الخضوع لاختبارات جينية، كجزء من عملية الاختيار الرسمية. وكان من المفترض أن يتم ذلك، للتأكد من عدم وجود خلل في جيناتهم، يمكن أن يعيق تطورهم في الرياضة. وقالت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية في ذلك الوقت، وبحسب ذا صن أيضاً، إنه سيتم إجراء الإكسوم الكامل (هو تسلسل لجميع جينات ترميز البروتينات في الجينوم) على الرياضيين، لاختبار "السرعة والقدرة على التحمل والقوة الانفجارية".

اللجوء إلى المنشطات 

ووقع العديد من الرياضيين الصينيين، في اختبارات المنشطات بالسنوات الخمس الماضية، وقبل دورة طوكيو 2020، جاءت نتيجة اختبار 23 سباحاً صينياً إيجابية، لمادة محظورة لتحسين الأداء. لكن في نهاية المطاف، سمح لهم بالمنافسة في الألعاب، بعدما قبلت السلطات تفسير الصين، بأن الرياضيين تناولوا طعاماً ملوثاً، أثناء إقامتهم معاً في أحد الفنادق. وعادة ما يتم منع الرياضيين، الذين يتم ضبطهم وهم يتناولون مواد محظورة من المنافسة لفترة طويلة، لكن 11 من هؤلاء الرياضيين موجودون الآن في باريس 2024، ويتنافسون على ميداليات مختلفة.

المساهمون