مصر والكاميرون.. العقبة الأخيرة للفراعنة قبل بلوغ نهائي أمم أفريقيا

03 فبراير 2022
منتخب مصر يرغب باللقب الأفريقي (تشارلي تريبايو/فرانس برس)
+ الخط -

قمة الكبار، وكلاسيكو أفريقيا الأول، ولقاء الزعامة، كلّها ألقاب تتناسب مع الحدث الكبير المُرتقب، اليوم الخميس، في الدور نصف النهائي لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم حينما يلتقي منتخبا مصر والكاميرون في واحدة من المواجهات النارية والتاريخية في عالم "الكان" وليس في البطولة الحالية المقامة في الكاميرون فحسب، والتي تستمر حتى الأحد المقبل. 

المباراة بين الزعيم ووصيفه، الزعيم المنتخب المصري الأكثر تتويجاً بالألقاب برصيد 7 كؤوس والوصيف الكاميرون برصيد 5 كؤوس، وهما بمفردهما حازا 12 لقباً في 32 نُسخة سابقة أقيمت عبر تاريخ البطولة، إضافة إلى كونها بين منتخبين، الأول ممثل العرب والشمال الأفريقي والثاني البلد المُضيف والغرب الأفريقي. واتخذت المباراة منعطفاً معنوياً خطيراً في الساعات الأخيرة، بسبب الفيديو المُسرّب لصامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميروني مع لاعبيه ووصفه المباراة بلقب "الحرب" ومطالبته اللاعبين ببذل أقصى ما لديهم من أجل تحقيق الفوز، وحصد تأشيرة التأهل إلى المباراة النهائية للبطولة القارية، وهو الأمر الذي أحدث غضباً واسعاً بين الجماهير المصرية، في ظلّ استخدام مفردات غير جيدة مثل "الحرب" في تحفيز اللاعبين لمباراة كرة قدم.

والمباراة بالنسبة إلى المنتخب المصري نهائي مُبكر جديد، بعد تخطيه بنجاح ساحل العاج (5-4 بركلات الترجيح) والمغرب (2-1) في مباراتي الدورين ثُمن ورُبع النهائي من عمر البطولة، وخلالهما قدم "الفراعنة" عرضين قويين، نالا استحسان الجماهير المصرية، وأنهيا الجدل المُثار حول البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني، والأصوات الداعية في وقت سابق لرحيله.

ويدخل المنتخب المصري، المواجهة في ظروف صعبة، بسبب كثرة الإصابات التي يمر بها، وكان آخرها خسارته خدمات مدافعه المخضرم أحمد حجازي (31 عاماً) قلب الدفاع المحترف في الاتحاد السعودي، ليصبح ثاني لاعب يخرج من الحسابات حتى نهاية البطولة، بعدما سبقه أكرم توفيق، الظهير الأيمن، بعد الإصابة بقطع في الرباط الصليبي خلال لقاء مصر ونيجيريا في الجولة الأولى، بالإضافة إلى إصابات أخرى ضربت صفوفه، أبرزها محمد الشناوي ومحمد أبو جبل حارسا المرمى ومحمود حمدي الونش وحمدي فتحي لاعب الوسط المدافع.

ويراهن كارلوس كيروش المدير الفني "للفراعنة" على قوته الضاربة ممثلة في محمد أبو جبل (محمد صبحي) في حراسة المرمى وأمامه محمد عبد المنعم وأيمن أشرف (محمود الونش) وعمر كمال عبد الواحد وأحمد فتوح في الدفاع وعمرو السولية ومحمد النني ومحمود حسن تريزيغيه "حمدي فتحي" في الوسط ومحمد صلاح وعمر مرموش ومصطفى محمد للهجوم، بطريقة لعب 4-3-3 وهي المفضلة بشكل كبير بالنسبة إلى المدرب كيروش حالياً.

ويملك مدرب مصر مجموعة أخرى من البدلاء يمكن الرهان عليهم، وبدأ في إشراكهم مثل محمود علاء قلب الدفاع ورمضان صبحي صانع الألعاب ومحمد شريف رأس الحربة وعبد الله السعيد صانع الألعاب، وهم عناصر تملك خبرات دولية كبيرة، ويمكن الاعتماد عليهم في أي وقت لتعويض النقص العددي خلال لقاء الكاميرون وما بعده مثل النهائي في حال الفوز.

ويُمثل محمد صلاح نجم المنتخب المصري والمحترف في صفوف ليفربول أمل "الفراعنة" الأول في ظل وصوله لأفضل مستوى فني في البطولة خلال مباراتي ساحل العاج والمغرب، ونجح أمام "أسود الأطلس" في تسجيل هدف جميل، ثم صنع هدفاً آخر أروع، وقاد الفريق المصري إلى الفوز الغالي (2-1) والتأهل إلى الدور نصف النهائي، وهو يُعدّ اللاعب الأفضل في القارة السمراء في آخر 5 سنوات بشكل عام، بخلاف حصوله على المركز الثالث في قائمة أفضل لاعبي العالم لعام 2021.

ويبرز في مواجهة محمد صلاح داخل تشكيلة الكاميرون فينسنت أبو بكر (29 عاماً) مهاجم "الأسود" وهدافها الأول والمحترف في صفوف النصر السعودي، وسجّل 6 أهداف في البطولة القارية حتى الآن، يتصدر بها لائحة هدافي البطولة القارية، ونال لقب أفضل لاعب في الدور الأول.

وتلعب الكاميرون مع المدرب البرتغالي أنطونيو كونسيساو، بطريقة 4-2-3-1، وتعتمد على أبو بكر وكارل وإيكامبي وأونانا حارس المرمى ومارتن هونغلا وفرانك زامبو وكاستيليتو وكولينز فاي وتولو ونغاديو، وهي المجموعة التي لمعت بشكل لافت مع الكاميرون في النُسخة الجارية.

وتأهلت مصر بعد خوض 5 مباريات في البطولة حتى الآن، فازت في 3 منها على غينيا بيساو والسودان والمغرب وتعادلت مع ساحل العاج وخسرت من نيجيريا بهدف دون رد، فيما تأهلت الكاميرون بعد خوض 5 مباريات فازت خلالها في 4 مباريات وتعادلت مرة واحدة فقط. وتأتي المباراة القوية بعد 5 سنوات مرت عن آخر لقاء جمع بين المنتخبين في بطولات أمم أفريقيا، وكان في نُسخة الغابون 2017، ووقتها فازت الكاميرون على مصر بهدفين مقابل هدف في المباراة النهائية.

وللمنتخبين مواجهات نارية لا تنسى، إذ توجت مصر على حساب الكاميرون بطلة لأمم أفريقيا مرتين في النهائي عامي 1986 بركلات الترجيح، و2008 بهدف محمد أبو تريكة الشهير مقابل تتويج واحد للكاميرون.

المساهمون