يبدو أن مدرب المنتخب الجزائري للاعبين المحليين، مجيد بوقرة، لن يهنأ أبداً بالمستوى الرائع الذي أبان عنه لاعبوه خلال المباراة الودية أمام المنتخب الليبيري، التي جعلت الجمهور الرياضي الجزائري يستبشر بالتركيبة المحلية، بعد أن قدمت مستوىً راقياً، وجعلته يعلّق الآمال على مشاركة مميزة للخضر في كأس العرب التي ستحتضنها قطر نهاية العام الجاري.
بوقرة الذي وجد التوليفة المتكاملة، بمزيج من المواهب الشابة، وأخرى تملك التجربة والتمرس على المستوى الدولي، يجد نفسه اليوم أمام نزف حاد في التركيبة البشرية لفريقه بسبب العروض الكثيرة التي يتلقاها لاعبوه من الأندية التي تتابع باهتمام هذه النجوم البارزة.
البداية كانت باحتراف وسط الميدان أدم زرقان الذي انضمّ إلى نادي شارل لوروا البلجيكي، ليليه المهاجم حسام غشة الذي أمضى مع نادي أنطاليا سبور التركي، وحديث عن انتقال وشيك لكلّ من لاعب الوسط عبد القهار قادري والمهاجم محمد الأمين عمورة إلى الضفة الأخرى، وكذلك عروض أوروبية للظهير الأيمن أيمن بوقرة، والأيسر يوسف لعوافي، فضلاً عن عروض للقائد أمير سعيود، والمهاجم بلال مسعودي.
مشكلة بوقرة لا تختلف عن تلك التي وقع فيها مدرب الخضر جمال بلماضي، الذي كوّن النواة الأساسية للمنتخب الجزائري للاعبين المحليين، وتمكّن من هزيمة المنتخب القطري ودياً قبل كأس آسيا التي تُوِّج بها العنابي، إلا أن مشكلة احتراف اللاعبين جعلت بلماضي يرمي المنشفة ويقرر عدم الإشراف على الفريق خلال تصفيات الشان، حيث افتقد خدمات كل من هشام بوداوي الذي وقّع لنادي نيس، وهيثم لوصيف مع نادي أنجي، وإلياس شتي وعبد القادر بدران مع الترجي التونسي، ورضا حلايمية مع بريشوت البلجيكي، وبن خماسة مع نادي ملقا الإسباني، وعبد الرحمن مزيان الذي انتقل إلى نادي العين الإماراتي.
على "الماجيك" أن يكون مستعداً لهذا النوع من المفاجآت، فقد يجد نفسه أمام حتمية إعادة العمل من الصفر، وانتقاء قائمة جديدة تماماً، انطلاقاً من الأسماء التي لن تحترف، وكذلك لاعبو المنتخب الجزائري لأقل من 20 سنة الذي قدم مستويات لافتة خلال كأس العرب بمصر، من أجل التحضير الجيد لكأس أفريقيا للاعبين المحليين التي ستجرى في الجزائر. مصائب بوقرة ستكون فوائد بالنسبة إلى بلماضي، الذي ستتسع دائرة اختياراته في ظل احتراف هذه الأسماء واحتكاكها بالمستوى العالي. فوائد بلماضي لن تتوقف عند هذا الحدّ، فبوقرة سيستدعي اللاعبين الذين ينشطون في الدوريات العربية، مثل بلايلي، بلعمري، بونجاح، عبيد وآخرين، وهي فرصة للعمل مع ذات طاقم بلماضي، والعمل خلال فترة كأس العرب التي ستتوقف خلالها الدوريات العربية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
