واجه مدربون عرب دربوا في أوروبا، الصدمات خلال تجربتهم في الدوريات المحلية في المواسم الأخيرة، حيث كان الفشل في انتظار معظمهم ولم يحققوا النتائج التي كانوا يحلمون بها لتنتهي التجربة من الباب الصغير، رغم الآمال الكبيرة التي رافقت كل مغامرة.
وكان المغربي عادل رمزي، آخر ضحايا مقصلة الإقالات، بما أنه رحل عن الوداد البيضاوي بعد قرابة 6 أشهر من بداية مهامه بسبب ضعف نتائج فريقه في مختلف المسابقات التي شارك فيها سواء في الدوري المغربي، أو "أفريكان ليغ" أو دوري أبطال أفريقيا، وكان واضحاً أن العروض التي يقدمها الوداد ستقود في النهاية إلى القطيعة مع المدرب.
وكان رمزي قد عمل في هولندا لمواسم طويلة، ورشح في العديد من المناسبات لدعم المنتخب المغربي الأول، ولكنه استمرّ في العمل في هولندا، قبل أن يغريه مشروع الوداد البيضاوي، فرفع التحدي في دوري يشهد تنافسية كبيرة في المواسم الأخيرة، وتعاقد مع نادٍ ينافس في كل موسم على المراتب الأولى في مختلف البطولات، ولكن التوفيق لم يكن إلى جانبه.
وهذا المصير، عرفه التونسي مهدي النفطي الموسم الماضي مع الوداد، فقد ترك الدوري الإسباني ورحّب بعرض الوداد معتقداً أنه سيكون قادراً على نحت مسيرة موفقة في الملاعب العربية تكون بوّابته نحو تدريب منتخب قوي، أو العودة إلى إسبانيا في موقف قوة، ولكنه تلقى صدمة ورحل عن النادي بشكل سريع دون أن يترك أثراً.
وفي الواقع، فإن النفطي يملك شخصية قوية وقيادية منذ أن كان لاعباً، وقد حقق نجاحات في منافسات الدرجة الإسبانية الثانية مستفيداً من المكاسب التي حققها في مسيرته لاعباً خاض العديد من التجارب في دوريات قوية، غير أن أسلوبه لم يتماشَ مع واقع نادي الوداد الذي سارع بإقالته وبحث عن مدرب له خبرة أكبر بالدوريات الأفريقية، وبالفعل فقد نجح لاحقاً في الوصول إلى نهائي دوري أبطال أفريقيا وكان قريباً من حصد اللقب.
وتخلى راضي الجعايدي عن عمله مساعداً في فريق بريج البلجيكي، ورحب بعرض ناديه السابق، الترجي التونسي، بحثاً عن النجاح في أول مناسبة يكون فيها المدرب الأول في فريق محترف، حيث راهن الترجي على تكوين الجعايدي في إنكلترا، وأراد أن يستفيد من العقلية الاحترافية التي تميزه قياساً بالمدرسة التونسية "التقليدية"، ولكن الجعايدي الذي اعتمد طريقة تختلف بشكل كبير عن المتعارف عليها في تونس لم ينه الموسم مع الترجي ورحل قبل نهاية الرحلة.
وواجه صاحب أكثر من 100 مباراة دولية مع "نسور قرطاج"، عقبات عديدة تهم الصفقات التي أنجزها النادي وكذلك تواضع النتائج، حيث فشل الترجي في حصد الانتصارات وودع مسابقة كأس تونس أمام فريق يلعب في الدرجة الثانية إضافة إلى الفشل في دوري أبطال أفريقيا، وهي أسباب دفعت إدارة الترجي إلى البحث عن مدرب جديد، فاختارت نبيل معلول ليحل مكان الجعايدي من أجل إنقاذ الموسم.
ولعل الملاحظة البارزة، أنّ الأندية العربية سرعان ما تلجأ إلى الأسماء التقليدية أو التي تملك خبرة بالمسابقات الأفريقية بعد إقالة المدربين القادمين من الدوريات الأوروبية، ذلك أن الوداد لجأ هذا الموسم إلى المدرب التونسي فوزي البنزرتي، ليقود الفريق خلفاً لعادل رمزي، ذلك أن البنزرتي يملك تجربة أفريقية لا يستهان بها إضافة إلى أنه خبير بالدوري المغربي، أما الترجي فقد منح الفرصة إلى نبيل معلول الذي قاد الفريق لحصد دوري أبطال أفريقيا في 2011 وترك إرثا مميزاً في الترجي خلال كل المحطات التي مرّ بها.
وحقق لسعد الشابي "جريدة" القادم من الدوري النمساوي، نجاحات مع الاتحاد المنستيري التونسي، فقاده لحصد اللقب الأول في مسيرته وتأمين مشاركة أفريقية قبل أن يرحل إلى الرجاء المغربي فحقق معه ألقاباً، غير أن الفشل رافقه لاحقا فتعرض إلى الكثير من الصدمات، آخرها إقالته من قبل نادي السويحلي الليبي منذ أيام قليلة بسبب ضعف النتائج، وهو فشل عرفه قبل ذلك في المغرب وكذلك مع النجم الساحلي التونسي.
مدربون عرب نجحوا مع المنتخبات
وبقدر ما كان الفشل مرافقاً للمدربين مع الأندية فقد كان النجاح حليف المدربين الذين قادوا المنتخبات، ذلك أن جمال بلماضي قاد منتخب الجزائر إلى التتويج ببطولة أفريقيا في عام 2019 بعد سنوات من الانتظار، وترك بصمة مميزة في سجل منتخب "الخضر".
أما وليد الركراكي، فقد دخل تاريخ الكرة العربية والأفريقية، بعد أن قاد منتخب المغرب إلى نصف نهائي كأس العالم 2022، وقبل ذلك كان قد حصد نجاحات تاريخية مع الوداد المغربي في دوري أبطال أفريقيا، وهو من الأسماء التي تركت بصمة في الملاعب العربية خلال السنوات الأخيرة.