محرز لن يغادر السيتي!

05 يونيو 2021
محرز حقق لقب الدوري الإنكليزي مؤخراً (Getty)
+ الخط -

"حزين على خسارة نهائي دوري الأبطال، لكن موسمنا لم يكن سيئاً، بل كان ثرياً، لذلك علينا تثمين الإيجابيات والعودة بقوة الموسم المقبل"، الكلمات كتبها رياض محرز في صفحته الرسمية في فيسبوك ثلاثة أيام بعد الإخفاق في التتويج بلقب دوري الأبطال، في إشارة منه إلى أنه مستمر مع السيتي الموسم المقبل، وبأن النادي لم يضعه في قائمة المغادرين كما جاء في صحيفة "الميرور" التي نشرت الخبر في نفس يوم المباراة النهائية، وهو الأمر الذي اعتبره عشاق السيتي محاولة للتأثير على معنويات رياض محرز قبيل النهائي باعتباره واحداً من أفضل لاعبي الفريق خلال الفترة الماضية، إذ لا يعقل أن يتم تسريب خبر مثل هذا يوم المباراة حتى ولو كان صحيحاً، حفاظاً على معنويات محرز وتركيزه على مباراة الموسم التي لم يسبق للسيتي أن خاضها، ولم يسبق له الفوز بها.

السيتي الذي يبحث عن التتويج لأول مرة في تاريخه بدوري الأبطال لا يمكنه الاستغناء عن نجومه دون إمكانية تعويضهم، ومنشور محرز يحمل إجابة واضحة لما جاء في صحيفة "الميرور" المعروفة بإتقان فن إدارة القصص عن طريق استخدام عناوين الإثارة المبالغ فيها والأخبار الكاذبة لدرجة صنفتها موسوعة ويكيبيديا سنة 2017 بأنها مصدر غير موثوق، وهي ذاتها الصحيفة التي كتبت عن نجم الكرة المصرية محمد صلاح في بداية السنة بأنه سيضطر للرحيل عن ليفربول نهاية الموسم، بسبب شعوره بالإحباط من إدارة النادي التي تتردد في تجديد عقده الذي يمتد إلى صيف 2023، وهو نفس موعد نهاية عقد رياض محرز مع السيتي، ما يعني بأن مفاوضات التجديد أو الرحيل ستكون نهاية الموسم المقبل، إلا إذا تلقى محرز وصلاح عروضا مغرية قبل ذلك، وتمكن السيتي وليفربول من تعويضهما.

بعض الملاحظين في إنكلترا اعتبروا نشر خبر رحيل محرز عن السيتي صبيحة نهائي دوري الأبطال غير بريء، بل كان أمراً مقصوداً وراءه صحافي عاشق لتشلسي في صحيفة "الميرور"، أراد التأثير على معنويات رياض محرز وتشتيت تركيزه قبيل المباراة، باعتباره أحد أفضل اللاعبين في الفترة الماضية، ساهم في بلوغ فريقه نهائي دوري الأبطال بعدما سجل أربعة أهداف في مباراتي ربع النهائي ونصف النهائي، وكان يعول عليه غوارديولا كثيراً لصناعة الفارق وقيادة المان سيتي نحو التتويج، لكن تشلسي كان أفضل، أما لاعبو السيتي فكانوا كلهم خارج الإطار، لم يقدروا على صناعة فرص التهديف التي كانوا يصنعونها طيلة الموسم في جميع المباريات والمسابقات.

عقد رياض محرز مع السيتي سينتهي صائفة 2023، وموعد التجديد أو الرحيل لن يكون قبل صائفة 2022، والحديث عن رحيله حالياً وهو في أوج لياقته دون تعويضه بمن هو أفضل منه، سيكون خسارة كبيرة للنادي خاصة بعد رحيل أغويرو وقبله لوروا صاني منذ نهاية الموسم الماضي، وسيكون خسارة كبيرة بالنسبة لرياض محرز الذي بدأ يتأقلم مع متطلبات غوارديولا بعدما تطور كثيراً منذ انضمامه إلى الفريق صيف 2018، وهو الذي لم يبدِ رغبة في الرحيل حتى عندما كان حبيس كرسي الاحتياط، يعيش ضغوطا إعلامية وجماهيرية كبيرة، رغم أنه سيجد عشرات النوادي التي تسعى للاستفادة من خدماته في إنكلترا وإيطاليا وإسبانيا. أما نشر الخبر في صحيفة واحدة دون غيرها، فقد تبين مع الوقت بأنه لم يكن بريئاً، ولا يمكن للسيتي أن يسربه يوم المباراة حتى ولو كان صحيحاً.

منشور رياض محرز على صفحته في فيسبوك والأخبار والتقارير الإعلامية التي جاءت بعد المباراة لم تتحدث تماماً عن رحيل محرز عن السيتي، بل تحدّثت عن انتقال وشيك لبرناردو سيلفا إلى أتلتيكو مدريد ورحيل غابرييل جيسوس ورحيم ستيرلينغ لفسح المجال أمام التحاق مهاجم توتنهام هاري كين، من أجل تعويض رحيل أغويرو إلى برشلونة، وهي الأخبار التي شغلت كلّ وسائل الإعلام الإنكليزية المختصة وتشغل جماهير الكرة عشية انطلاق المركاتو الصيفي الذي لن يكون ساخناً هذه المرة، بسبب شح الموارد المالية التي تمنع النوادي من الإنفاق الجنوني في فترة يسعى فيها الجميع للحفاظ على رأسماله البشري والاكتفاء فقط بتغيير بعض المدربين بحثاً عن النفس الجديد.

المساهمون