ودّعت أسرة كرة القدم الليبية والعربية، الحكم الدولي السابق عبدالله بالة، يوم الثلاثاء، وهو الذي يعتبر أحد أهم رموز التحكيم في هذا المجال على المستوى العربي، وأقدم حكم على الساحة الليبية، وذلك بعدما وافته المنية عن عمر ناهز الـ91 عامًا.
وعمّت حالة من الحزن الأوساط الرياضية، حيث أصدر اتحاد الكرة الليبي بياناً قدم خلاله العزاء لأسرة الراحل وجميع المؤسسات الرياضية، خاصة أن بالة يعتبر أحد أهم الأسماء التي عملت في مجال التحكيم وساهمت في النهوض بالكرة محلياً وأفريقياً.
وكان الراحل قد بدأ مسيرته التحكيمية في منتصف الخمسينيات واستمر في ميادين التحكيم خلال فترة الستينيات، حيث تم ترشيحه للشارة الدولية، ثم حاز عليها في بداية السبعينيات عن استحقاق، وساهم في إدارة الكثير من المباريات المحلية والدولية، على مستوى الفرق والمنتخبات في العديد من مسابقات الأندية الأفريقية وبطولات الأمم الأفريقية، إذ كان حاضراً في العديد من المحافل المهمة وشاهداً على أحداثٍ تاريخية في هذه المنافسات.
مشواره في عالم كرة القدم، في بدايته انطلق كلاعب، إذ شغل مركز حارس مرمى فريق الطليعة، ولعب بعدها لفريق الأهلي بنغازي، وعند اعتزاله اللعب تفرّغ لمجال التحكيم، وكان يشهد له بالكفاءة والقدرة على إدارة أكبر المباريات المحلية والإقليمية.
يشار إلى أن الحكم الدولي عبدالله بالة، يعتبر أقدم حكم ليبي، وهو الذي استمر بالملاعب على مدار 32 عاما، ولم تسجل عليه أي تجاوزات في مجال الصافرة خلال مشواره.
وبعد انتهاء مسيرته التحكيمية في النصف الثاني من الثمانينيات، أعلن اعتزاله لكنه لم يبتعد عن عالم كرة القدم، بعدما قرر الاتجاه للمجال الإداري، فخاض العديد من التجارب وتسلّم عدّة مناصب ومسؤوليات، منها رئاسة الاتحاد الفرعي لكرة القدم ببنغازي ورئاسة لجان التحكيم، وحاول جاهداً لسنوات مساعدة الحكام الشباب من خلال المشاركة في دورات لصقل قدراتهم وتطوير أنفسهم في هذا المجال من خلال الاستفادة من خبرته الطويلة في الملاعب.
وفي آخر سنوات عمره بقي بالة محافظاً على الحيوية والنشاط، فقد صرّح في عدّة مناسبات بأن الرياضة مهمة في حياته ولها أفضال كثيرة لا يمكن نسيانها، والسنوات التي قضاها في ميادينها وربوعها شيء رائع.