لماذا يصر مورينيو على التعاقد مع بابا الأفريقي؟

16 اغسطس 2015
+ الخط -


يعتبر عبد الرحمن بابا أو كما يُطلق عليه في الصحف الألمانية "بابا رحمن"، أحد أهم المواهب الشابة في البوندسليغا خلال الموسم الماضي، بعد تقديمه مستوى مميزاً مع فريقه أوغسبورغ، ومساعدته له في الحصول على المركز الخامس بسلم الترتيب، ليتحول الغاني الصغير إلى كنز ثمين تبحث عنه مختلف الأندية الكبيرة داخل القارة الأوروبية، وتشيلسي بالتأكيد من بين هؤلاء، حتى أصر جوزيه مورينيو على جلبه مهما كان المقابل، خصوصاً بعد رحيل البرازيلي فيبلي لويس.

بابا
عبد الرحمن مواليد العام 1994، طوله 179 سم، وزنه 70 كلغ، يملك قواماً رياضياً يساعده على شغل مركز الظهير الأيسر، ولعب دور المدافع الإضافي أثناء المرتدات، نتيجة سرعته وقوته أمام أي التحام قوي. وتأتي هذه الميزة لتؤكد أنه سيكون سلاحاً مناسباً في تشكيلة المدرب البرتغالي، يعتمد مورينيو دائماً على أسماء تجيد أداء الشق الدفاعي أمام مرماه، قبل التفكير في شن الغارات الهجومية على مرمى الخصوم.

بالعودة إلى إحصائيات "أوبتا الدوري الألماني"، لعب عبد الرحمن 31 مباراة بالموسم الأخير، أكمل 29 حتى النهاية وتم استبداله في مباراتين فقط، وساهم في صناعة أربعة أهداف، مع أكثر من 20 فرصة للتسجيل. مع مردود دفاعي لا يشق له غبار، قام الأفريقي بعمل 91 عرقلة مشروعة، مع 83 افتكاك سليم للكرات، بالإضافة إلى 12 حاجزاً دفاعياً أخيراً، أرقام تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن عبد الرحمن بابا هو الخيار المثالي لكتيبة "الزرق" في لندن.

لكل لاعب نقاط ضعفه بكل تأكيد، ويؤكد خبراء "السكاوت" أن الغاني يحتاج إلى تحسين قدراته الهجومية، وجعلها تعادل مردوده الدفاعي المميز، كذلك يجب أن يعمل على تقوية البنية الجسمانية، حتى يناسب الاندفاع البدني غير المحدود بالدوري الإنجليزي. ورغم أن بابا يراوغ بشكل مميز، قإن دقة تمريره سيئة للغاية، وبالطبع هذا الجانب لن يفيده في بعض المباريات التي تريد تمريرات طولية من الخلف إلى قلب منطقة الجزاء.

الداء والدواء
دفاع تشيلسي هو سر قوته، كان هذا هو العنوان الرئيسي لمسيرة البطل بالموسم الماضي، لدرجة أن هدف ممثل لندن في الأبطال أمام باريس في قلب العاصمة الفرنسية، جاء عن طريق إيفانوفيتش بمجهود كامل من الخط الأخير. وحافظ مورينيو على نفس العناصر في افتتاحية النسخة الجديدة، لكن مع عودة لويس إلى أتلتيكو مدريد، أصبح تدعيم هذا المكان أمراً واجب النفاذ.

أمام سوانزي في ستامفورد بريدج، وضح على دفاع تشيلسي الإجهاد والتعب أمام العناصر الهجومية السريعة، إيفانوفيتش يعاني أمام أصحاب المهارات، والإسباني أزبليكويتا لا يهاجم كثيراً، مما جعل فكرة الضرب من الخلف ضعيفة بعض الشيء، وستزيد المشاكل الفنية بشكل أكبر أمام الفرق العملاقة، خصوصاً في منافسات دوري الأبطال، الهدف الرئيسي للبرتغالي هذا الموسم.

تنص القاعدة في إنجلترا على صعوبة الحفاظ على اللقب، بنفس اللاعبين للموسم الثاني على التوالي، لذلك يأتي التعاقد مع بابا رحمن كأولوية من أجل تجديد الدماء، وإضافة حلول جديدة أمام الفرق التي تلعب بقوة أمام تشيلسي، مع التسليم بأن فكرة الحصول على فريق متكامل صعبة للغاية داخل أروقة الكرة الحديثة.

أين سيلعب؟
يمتاز الغاني بابا بقدرته على شغل مركزي الظهير الأيسر والأيمن بنجاح، لأنه يجيد اللعب بالقدمين، وبالتالي من الممكن استخدامه في أكثر من مكان خلال المباراة الواحدة. ويُفضل المو هذه النوعية من اللاعبين، بعد تفضيله سيزار أزبيليكويتا، اللاعب الإسباني الذي شغل مركزي الظهير بنجاح، لدرجة أنه لعب أساسيا على حساب البرازيلي فيليبي لويس، بسبب القدرة التكتيكية الفائقة لسيزار، التي تجعله يتألق بشكل طبيعي في مركزه الرئيسي على اليمين، وتساعده في إيقاف الأجنحة المقلوبة على اليسار، نتيجة مقابلته لهم بقدمه اليمنى السريعة في العمق.

يستطيع عبد الرحمن اللعب كظهير أيسر تقليدي في أغلب الأحيان، لكن أمام الفرق التي تمتاز بجناح سريع وقوي، من الممكن إراحة إيفانوفيتش وجعل الغاني هو الظهير الأيمن، حتى يستطيع مواجهة النجوم الذين يقطعون من الخط إلى داخل العمق، بسبب الحركة المرنة لقدمه اليسرى.

لعب الهولندي هيدينك بالبرتغالي بوسينجوا على اليسار رغم أنه يلعب بالقدم اليمنى، وذلك لإيقاف ليونيل ميسي، الجناح المهاري القادر على القطع من الطرف إلى العمق، خلال دوري أبطال أوروبا 2009. وأمام مانشستر يونايتد هذا الموسم مثلاً، من الوارد مشاهدة عبد الرحمن بابا كظهير أيمن أمام الهولندي السريع ديباي، في انتظار حلول تكتيكية أكبر يقدمها القادم من الملاعب الألمانية.


لمتابعة الكاتب

المساهمون