لأول مرة في مونديال قطر..

27 سبتمبر 2022
سينطلق مونديال قطر بعد أقل من شهرين (Getty)
+ الخط -

المونديال الحالي سيكون آخر مونديال يشارك فيه 32 منتخباً بعد قرار فيفا رفع العدد إلى 48 بدءاً من عام 2026، وسيكون استثنائياً حتى قبل موعده بالنظر لما يحمله من خصوصيات لم يسبق لها مثيل في تاريخ المسابقة منذ عام 1930، سواء تعلق الأمر بتوقيته أو مكان إقامته والملاعب التي تجري فيه مبارياته، أو بامتيازات من يحضره من الجماهير ومن يشارك فيه من المنتخبات، وخاصة أنه سيجري في مدن متقاربة.

وملاعب هذه المدن متقاربة أيضاً، حيث يمكن للمناصر الواحد أن يحضر مبارياته اليومية في مدرجات الملاعب إذا اقتنى كل التذاكر، وعليه سيكون مونديال الاستثناءات الذي يشارك فيه البلد المنظم لأول مرة في النهائيات، وهي سابقة لم تحدث مع أي مستضيف، و يمكن أن ينتهي بتتويج منتخب جديد لم يسبق له الفوز بكأس العالم حتى يكتمل نصاب الوقائع التي تحدث لأول مرة.

لأول مرة في تاريخ المونديال يحتضن بلد عربي خليجي ومسلم نهائيات كأس العالم بعد 12 سنة من احتضان جنوب أفريقيا للنهائيات كأول بلد أفريقي، بعد محاولات عديدة خاضها المغرب رغم محاولاته المتكررة، لتنال قطر شرف التنظيم في أول محاولة لها أمام كبار العالم على غرار أميركا وأستراليا، وهو ما يفتح الباب أمام بلدان عربية أخرى خاصة إذا نجحت قطر في امتحانها، أو يجعل من تكرار التجربة أمراً مستحيلاً خلال العشرين سنة المقبلة على الأقل، لذلك سيكون التحدي كبيراً لكل الوطن العربي خاصة أمام الحملات الإعلامية الغربية المستمرة الى الآن، والتي تعتقد بأن قطر ليست أهلاً لاحتضان عرس من هذا الحجم، لأن العرب بالنسبة إليهم لا يقدرون على ذلك ولا يستحقونه.

في قطر سيجري المونديال لأول مرة في 7 ملاعب جديدة من أصل ثمانية تم تشييدها خصيصاً لاحتضان مبارياته، آخرها ملعب لوسيل الذي يتسع لنحو 80 ألف متفرج ويحتضن المباراة النهائية، في حين سيتم تفكيك أجزاء من ملعب 974 بعد المونديال والتبرع بها لدول أخرى، وهو الأمر الذي يحدث أيضاً لأول مرة في تاريخ كأس العالم، كما سيجري المونديال لأول مرة في نطاق جغرافي ضيق ضمن 5 مدن قريبة بعضها من بعض ولا تفصلها سوى بضعة كيلومترات عن الدوحة، لوسيل، الوكرة، الخور والريان، وسيكون بمقدور الجماهير متابعة كل المباريات من مدرجات الملاعب من خلال التنقل بواسطة المترو فقط، بدلاً من التنقل بالقطارات والطائرات كما كان عليه الحال في كل النهائيات السابقة. 

لأول مرة سيكون المونديال شتوياً وليس صيفياً كما جرت العادة بعد قرار فيفا برمجته في فصل الخريف بسبب الحرارة والرطوبة العالية رغم بناء ملاعب مكيفة لأول مرة في التاريخ، وهو الأمر الذي يفرض على كل دوريات العالم فترة توقف فريدة من نوعها تدوم أكثر من شهر بين نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول. كما سيشهد مونديال قطر لأول مرة في التاريخ إجراء المباراة النهائية في يوم العيد الوطني للبلد المنظم في الثامن عشر من ديسمبر، الذي أريد له أن يكون عرساً وطنياً وعالمياً تكريماً لقطر التي دخلت التاريخ منذ فوزها بشرف التنظيم كأول بلد عربي، إلى غاية دخولها التاريخ بتنظيم قد لا يكون هو الأفضل عبر التاريخ، لكنه سيكون الأكثر تميزاً.

من الناحية الفنية يمكن للمدربين استخدام خمس تبديلات لأول مرة في مباريات المونديال مثلما يحدث في الدوريات منذ 2020، كما سيكون لكل المنتخبات الحق في تسجيل 26 لاعباً بدلاً من 23، على أن يجلس 15 لاعباً في مقاعد الاحتياط للمرة الأولى في تاريخ النهائيات، دون أن ننسى تعيين ثلاثي تحكيم نسوي لإدارة مباريات كأس العالم للرجال في سابقة أولى يراد من خلالها إشراك العنصر النسوي في صناعة تاريخ كأس العالم لكرة القدم مثلما تم إشراك العرب والمسلمين لأول مرة في المساهمة الفعلية في كتابة التاريخ الذي سنرويه للأجيال الصاعدة ونفتخر ونعتز به، وخاصة أنه ربما لا  يتكرر في الوطن العربي على الأقل في عصرنا الحالي، وإذا حدث وتكرر لن يكون على المدى القريب، ولن يكون بالشكل نفسه من التميز. 

المساهمون