لم تكن طريق المنتخب التونسي لضمّ موهبة نادي مانشستر يونايتد الإنكليزي حنبعل المجبري سهلة على الإطلاق، حيث واجه مسؤولو اتحاد الكرة المحلي صعوبات بالغة للغاية، كادت أن تعصف بآمالهم في الاستفادة من جهود الموهبة الشابة.
منذ أشهر قليلة، كان مجرد التوقع بأن حنبعل سينضم إلى منتخب "نسور قرطاج" يعدّ حلما يصعب تحقيقه هذا العام، بما أن والد اللاعب، لطفي المجبري، أجّل حسم اختيار ابنه وطلب من المسؤولين التونسيين أن لا يضغطوا على اللاعب (17 سنة)، معتبرا أن الوقت لم يحن بعد لتقرير مصيره.
وعلم "العربي الجديد" أن مسؤولي الاتحاد التونسي لكرة القدم عبروا عن استيائهم في وقت سابق من معاملة المجبري الأب، حتى أن بعض الأصوات داخل الاتحاد نادت بإغلاق الملف نهائياً وصرف النظر عن ضمّ حنبعل، تزامنا مع اهتمام الفرنسيين به، وهو الذي لعب من قبل لفرق الناشئين والشباب.
وفي الأثناء، كان موقف عائلة المجبري ووكيل أعماله واضحاً، حيث طالبوا بانتظار التطورات التي ستحدث لابنهم مع مانشستر يونايتد، لتتسارع الأحداث لمصلحة المنتخب التونسي بعد توقيع حنبعل عقد احتراف مع "الشياطين الحمر"، ومشاركته لأول مرة مع الفريق الأول في الدوري الإنكليزي الممتاز.
وبانضمامه لتدريبات الفريق الأول لمانشستر، انتظر المجبري لفتة من المدرب الأول لمنتخب فرنسا ديدييه ديشان، أو حتى اتصالا يؤكد له أنه يحظى بالمتابعة من الجهاز الفني لـ"الديوك"، لكن ذلك لم يحدث على الإطلاق، ليشعر اللاعب بأن الطريق نحو المنتخب الفرنسي معقّدة.
وفي خطوة أولى، أدار موهبة "اليونايتد" ظهره لمنتخبات الفئات السنيّة الفرنسية، وقرر التفكير طويلاً مع عائلته وأصدقائه في مستقبله الدولي. وفي تلك الفترة، كان حنبعل منبهراً باهتمام التونسيين به، معبّراً عن فخره بأصوله التونسية وعن سعادته بمساندة الجماهير له على صفحات التواصل الاجتماعي.
ويؤكد مصدر مقرب من اللاعب أنه كان يتابع بانبهار ما يحكى عنه في وسائل الإعلام التونسية، وشعر بأنه مرحب به في منتخب بلاده، كما أن المحادثات التي جمعته برئيس الاتحاد وديع الجريء، وكشّاف المواهب محمد سليم بن عثمان، حفزته على قبول دعوة "النسور".
كانت اللحظة الفارقة في المفاوضات مع حنبعل عندما أخبر والده بأنه يحلم بالمشاركة في بطولة كأس العالم المقبلة، التي ستقام في قطر عام 2022، مع المنتخب التونسي، حينها رحّب المجبري الأب باختيار ابنه وكذّب كل التوقعات التي تحدثت عن رفض العائلة التحاقه بزملاء الخزري.
ووصل حنبعل المجبري، منذ يومين، إلى تونس رفقة والديه ووكيل أعماله، ووقّع الوثائق التي يفرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، حتى يثبت موافقته الرسمية على اللعب لتونس دون سواها. ومن المتوقع أن ينضم اللاعب السابق لموناكو الفرنسي قريبا إلى تدريبات المنتخب، الذي يقيم معسكراً تدريبياً في العاصمة تونس.