كيف أعاد إنفانتينو الهدوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم؟

16 مارس 2023
إنفانتينو كسب أهم التحديات (ليونيل هاهن/Getty)
+ الخط -

نجح الإيطالي - السويسري، جاني إنفانتينو، في إعادة الهدوء إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بعد سنوات من الأزمات العاصفة التي هزت صورة أهم هيكل رياضي يُشرف على كرة القدم في العالم، وكادت أن تُهدد مصداقيته، غير أن فترة الرئيس الحالي، تُعتبر الأفضل منذ سنوات طويلة، واستعاد الاتحاد الدولي دوره القيادي وغابت الفضائح أو الأزمات مع إجراءات قوية اتخذها الرئيس الحالي، الذي كان قوياً على مستوى التواصل والإلمام بكل الملفات والقضايا الحارقة.

وأكد غياب المنافسين لإنفانتينو، خلال الانتخابات التي أقيمت في روندا ومنحت الإيطالي القيادة لأربع سنوات قادمة بالتزكية، حجم الرضى عن عمله طوال فترة رئاسته، إذ استعاد الاتحاد الدولي مكانته وتفادى الأزمات التي كانت تُحاصره وتهدد استمراريته إضافة إلى الاستقرار المالي الذي يعتبر مؤشراً على حسن التصرف في الموارد المالية وحسن استغلالها عبر المساعدة في اعتماد مشاريع تطور الموارد المالية.

وتميز إنفانتينو خلال فترة إشرافه على الاتحاد الدولي، بشخصيته القوية ودعمه لأهم القضايا وخاصة قبل كأس العالم التي أقيمت في قطر، حيث ساند مجهودات قطر منذ البداية ودافع عن البطولة بمواقف صريحة أكدت مساندته لقطر في كل القرارات التي اتخذتها لتضمن إقامة بطولة تاريخية، وقد كان المؤتمر الصحافي الذي عقده قبل ساعات من ضربة البداية حدثاً تاريخياً، بعد أن راهن منذ البداية على أن مونديال قطر سيكون تاريخياً بكل المقاييس وهو ما حصل فعلاً، إذ ساهم نجاح البطولة في رفع أسهم إنفانتينو وكذلك ارتفاع منسوب الرضا على عمل الاتحاد الدولي.

كما كان موقفه الرافض لمشروع "السوبرليغ" الذي أرادت بعض الأندية الأوروبية فرضه، مؤشراً على أنه عازم على أن يضع حداً لرغبة بعض الأندية في ضمان استفادتهم المادية على حساب بقية الفرق، بل إن الاتحاد الدولي اتخذ مجموعة من الخطوات التصعيدية التي ساهمت في انسحاب عديد الأندية من المشروع سريعاً عندما هدد بفرض عقوبات قوية على الأندية أو اللاعبين الذين يُشاركون في البطولة في حال إقامتها.

كما لعب إنفانتينو دوراً كبيراً في محاولة تطوير المسابقات على الصعيد الأفريقي، وساند بقوة مشروع "السوبرليغ" في القارة معتمداً تصوراً مختلفاً عن الذي أرادت الأندية الأوروبية تطبيقه، ومن المفترض أن تنطلق البطولة في الأشهر القادمة في نسختها الجديدة التي قد تحدث ثورة كبيرة في أفريقيا وستساعد في دعم موارد الأندية المالية.

وتابع رئيس "فيفا" محاولاته من أجل تحسين عمل الاتحاد الدولي، من خلال دعم عديد القضايا عبر وضع قوانين جديدة تهم عمل وكلاء اللاعبين ودعم الرياضة النسائية، إضافة إلى تطبيق إجراءات جديدة في مجال الحوكمة ساعدت في رفع المكاسب المالية لـ"الفيفا" وتسجل أرباحاً كبيرة.

كما أن قرار رفع عدد المنتخبات التي ستشارك في كأس العالم انطلاقاً من نسخة 2026، كان له دور كبير في أن يحصل إنفانتينو على دعم كبير من قبل مختلف الاتحادات، خاصة وأن البطولة ستوفر عائدات مالية كبيرة ستساعد الاتحادات المحلية على الحصول على مكاسب إضافية وكذلك تدعم موارد "فيفا"، كما سيكون بمقدور عديد الدول أن تضمن الحضور في النهائيات بعد رفع عدد المنتخبات. 

ولعب الاتحاد الدولي دوراً كبيراً في دعم الاتحادات المحلية التي واجهت صعوبات مالية، كما كان له دور كبير عبر توفير المساعدات والمنح المالية ضمن حملات دعم بعض الشعوب في الكوارث.

ولأن إنفانتينو خسر معركته مع الاتحاد الأوروبي وكذلك اتحاد أميركا الجنوبية، بخصوص تنظيم كأس العالم كل عامين، فإنه كسب المعارك مع الأندية بخصوص كأس العالم للأندية، التي ستعرف ثورة حقيقية في السنوات القادمة، وذلك من خلال رفع عدد الأندية التي ستشارك في البطولة وبالتالي ضمان عائدات مالية كبيرة، وقد تصبح أفضل مسابقة للأندية في العالم لتتفوق على دوري أبطال أوروبا.

المساهمون