كان عام 2005 مهما للغاية بالنسبة لميسي، فبخلاف مشاركته في بطولتي أميركا الجنوبية بكولومبيا ومونديال الشباب تحت 20 عاما بهولندا وقع على ثالث عقد له مع برشلونة، الأول الاحترافي، في يوم عيد ميلاده وأثناء مشاركته في كأس العالم.
كان العقد الأول بكل تأكيد هو "ورقة المنديل" الشهيرة لكارليس ريكساش، أما الثاني فذلك الذي اتفق عليه في الرابع من فبراير 2004 وكان يتضمن شرطا جزائيا بقيمة 30 مليون يورو اذا ما صعد ليو لفريق برشلونة الثالث و80 مليوناً اذا ما وصل للثاني و150 مليوناً اذا ما وصل للأول.
جرى التوقيع على العقد الثالث في مدينة أوتريخت قبل نصف نهائي مونديال هولندا تحت 20 عاما أمام البرازيل حيث سافر المدير الرياضي تشيكي بيجرستاين إلى المدينة الهولندية لإتمام الأمر بصحبة خورخي ميسي.
كان ميسي حينها أكمل السن القانوني ويحق له استبدال عقد العمل الذي وقعه والده بأخر للمحترفين مذيلا بتوقيعه الشخصي حيث مدد ارتباط ليو مع برشلونة عامين إضافيين حتى 2010 ولكن مع زيادة العائد المادي، حيث جرى الاتفاق على مليون و450 ألف يورو إذا ما لعب 25 مباراة في الموسم مع إضافة مليون أخر إذا ما وصل عدد المباريات لـ45، بجانب مكافأة بقيمة 225 ألف يورو يحصل عليها في أكتوبر/تشرين الأول 2005.
حينها قال بيجرستاين عن الأمر: "نحن نثق فيه كثيرا كلاعب ولدينا قناعة بأن مشاركته مع الفريق الأول ستصبح ذات أهمية الآن، ليو سيكون قادرا على تغيير وتيرة وديناميكية الكثير من المباريات".
بخلاف هذا الأمر شهد 2005 وتحديدا في معسكر منتخب الشباب قبل مونديال هولندا تعرف ميسي على صديقه الحالي سرخيو كون أغويرو الذي لم يكن حتى ذلك الحين يعرف من هو ليو.. لقد كان أغويرو لاعبا في إندبندينتي الأرجنتيني ولم يكن مهتما بمتابعة أخبار الكرة الأوروبية ولكن حدث تقارب بين اللاعبين خاصة بعد تشاركهما نفس الغرفة ليصبحا صديقين مقربين.
لم تكن بداية المونديال جيدة بالنسبة للأرجنتين أو ليو حيث تعرض خوسيه سويا للإصابة بكسر في المعصم وكان من المفترض أن يزامل بابلو فيتي في الهجوم، ظن الجميع أن الاختيار سيقع على ميسي لبدء المباراة ولكن هذا لم يحدث، حيث قرر بانشو فيرارو الدفع بغوستافو أوبرمان لأنه لم يكن مقتنعا بأن ليو بإمكانه خوض مباراة كاملة لأسباب بدنية.
قبل الاستراحة بست دقائق تأخرت الأرجنتين بهدف، أخبر فيرارو ميسي بأن يجري تمارين الإحماء من أجل دخول الملعب بدلا من أرمنتيروس ولكن التغيير لم يأت بأي ثمار سوى بعض الانطلاقات والمهارات لكن دون هز شباك الخصم.
قبل المواجهة الثانية أمام مصر طلب قادة الفريق (كارلوس زاباليتا ولوكاس بيليا) الاجتماع مع المدرب وأخبروه برغبتهم في أن يبدأ ليو المباراة أساسيا، بينما تقول رواية أخرى غير مؤكدة أن خوليو جروندونا قال لفيرارو "فليلعب ميسي وإلا ستنسى منصبك"، ولكن أيا كان فإن المدرب كان قد اقتنع بضرورة الدفع بليو أساسيا.
يقول أوبرمان عن المباراة التي خاضها ميسي أمام مصر: "لقد أظهر شخصيته، أتذكر أنه في مباراة مصر وجهوا له ركلة لو تلقيتها أنا لما نهضت من مكاني ولكنه نهض واستمر ولم يحتج على الحكم، بل أنا الذي فعلت هذا".
تمكن ميسي من التسجيل في هذه المباراة (د47) وأضاف زاباليتا الهدف الثاني (د91) لتنتهي المباراة بفوز الأرجنتين بهدفين، ثم تمكن من صناعة الهدف الأول لكاردوزو أمام ألمانيا في المباراة التالية التي تعقدت فيها الأمور بحالة طرد مما دفع المدرب لإخراج ليو واجراء تغيير دفاعي وسط استياء من الأخير اعتذر عنه لاحقا.
عاد ليو في ثمن النهائي للتسجيل مجددا في مرمى كولومبيا في أول مباراة كاملة يلعبها مع الفريق أثناء تأخر الأرجنتين بهدف من زاوية صعبة وعقب لعبة تدرب الفريق عليها في اليوم السابق قبل أن يضع باروسو الهدف الثاني ويتأهل فريقه.
التقت الأرجنتين في ربع النهائي مع إسبانيا حيث التقى ليو بزميله السابق في البرسا سيسك فابريغاس الذي كان انتقل لأرسنال حينها وبعد تبادل الذكريات الجميلة بدأت المباراة التي فازت بها الأرجنتين بنتيجة 3-1 حيث صنع ليو الهدف الثاني لأوبرمان وسجل الثالث بعد مراوغة رائعة.
واصل ليو في نصف النهائي عادته المفضلة بالتسجيل في البرازيل حيث انطلق من الناحية اليسرى (د7) وبعد لمستين فقط أصبح متهيئا لإطلاق صاروخ داخل شباك الخصم الذي تأخر كثيرا في التعادل (د75).
تزداد المباراة صعوبة ولكن ميسي في الدقيقة (93) يتلقى الكرة ويرواغ ليجد أغويرو دون رقابة في منطقة الجزاء يمرر الكرة لا يتمكن "كون" من اللحاق بها ولكنها تصل لزاباليتا الذي يسدد لتصطدم الكرة بمدافعين ولكنها تدخل الشباك. هدف! الأرجنتين أصبحت في النهائي والفضل يعود لميسي.
كانت الأرجنتين على موعد في النهائي مع نيجيريا التي أزاحت المغرب من الدور السابق وكان لاعبها جون أوبي ميكيل مرشحا بقوة للحصول على جائزة أفضل لاعب في البطولة، ولكن تلك المكالمة التي أجراها الأسطورة دييغو أرماندو مارادونا وتحدث فيها مع ميسي وطالبه فيها بضرورة التتويج يبدو أن تأثيرها كان قويا.
في الدقيقة 38 ينطلق ميسي ويركض ويرواغ لا يوجد حل أمام الدفاع سوى عرقلته ولكن داخل المنطقة لتحتسب ركلة جزاء كان من المفترض أن يسددها زاباليتا لأنه القائد ولكن ميسي يأخذ الكرة بكل ثقة ويضعها عند نقطة الجزاء يستعد ويسددها بكل ثقة وبرود عكس اتجاه الحارس معلنا تقدم فريقه.
تتعادل نيجيريا (د52) ولكن أغويرو ينجح في الحصول على ضربة جزاء لفريقه بعدها بثلث ساعة يتقدم ليو بنفس الثقة ليسددها وينجح في وضعها مجددا وتنتهي المباراة بتتويج الأرجنتين باللقب.. ميسي نجح مجددا في إثبات نفسه.
اقرأ أيضاً
(كتاب ميسي 15)..الانطلاقة الكتالونية والهدف الأول ريكارد ورونالدينيو
(كتاب ميسي 14)..فشل إسبانيا ودور بييلسا مع "ميتشي"
(كتاب ميسي 13)..ريكارد وفرصة ميسي
(كتاب ميسي 12)..أرواح ميسي الأربع ومواجهة راموس الأولى
(كتاب ميسي..11) "موسم القناع" وخطيئة أرسنال
(كتاب ميسي 10) فيلانوفا ومقالب الحارس الشخصي بيكيه
(كتاب ميسي 9) البداية الكتالونية
(كتاب ميسي 8) مباراة التنس التي غيرت تاريخ الكرة
(كتاب ميسي 7).. انتظار ريكساش والنهاية السعيدة
(كتاب ميسي 6).. لغز اختفاء "المايسترو"
(كتاب ميسي 5)... أزمة هرمون النمو
(كتاب ميسي 4).. أسطورة طفل نيولز أولد بويز
(كتاب ميسي 3)... ليو في المدرسة ومغامرات الجيش!
(كتاب ميسي 2) الجدة سيليا وملعب جراندولي
(كتاب ميسي 1).. ميسي الذي نجا من الموت جنيناً