مع انطلاقة بطولة كتارا العالمية للكرة الطائرة الشاطئية في العاصمة القطرية، أعادت الدوحة التأكيد على أن ما أثير حيال قواعد اللباس الخاص بحظر البيكيني في هذا الحدث الرياضي، ليس إلا "بروباغندا لغايات أخرى"، فيما تواصل خططها من أجل "عنابي السيدات".
ووجهت بعض اللاعبات، الشهر الماضي، انتقادات لقطر، بعدما قام الاتحاد الدولي للكرة الطائرة بتحديث قواعد اللباس الرسمي، ليطلب من السيدات ارتداء قمصان وسراويل طويلة.
وأعلنت نجمتا الكرة الطائرة الشاطئية الألمانيتان كارلا بورغر ويوليا سوده، الشهر الماضي، أنهما ستقاطعان البطولة التي تستضيفها قطر، لأنها تمنع اللاعبات من ارتداء البيكيني، لكن الاتحاد القطري للعبة نفى لاحقاً مزاعمهما، كما ذكر الاتحاد الدولي لاحقاً أن المنظمين القطريين قدموا تأكيدات بأنه "لا توجد قيود على اللاعبات اللواتي يرتدين الزي الرسمي"، ليتمّ تكذيب كلّ هذه الأخبار والإشاعات.
وعلى هامش المباريات التي انطلقت الإثنين، وبمشاركة لاعبات يرتدين البيكيني، قال المنسق العام للبطولة محمّد سالم الكواري، لوكالة "فرانس برس": "بعض وسائل الإعلام، وبعض الأشخاص لغايات أخرى، صنعوا بروباغندا حول هذا الموضوع، لكن الأمر ليس حقيقياً تماماً. نحن لم نُجبر أي شخص على فعل أي شيء ضد قواعد الاتحاد الدولي للكرة الطائرة".
وأضاف الكواري، وهو عضو مجلس إدارة الاتحاد القطري للكرة الطائرة: "لا أعتقد أن اللباس هو السبب، فهناك 4 فرق من ألمانيا تشارك في بطولة السيدات". وتابع: "لقد تناولوا الموضوع بطريقة خاطئة. نعم لدينا بعض التقاليد كبلد مسلم، لكن الموضوع برمّته كان نقاشاً داخل الاتحاد الدولي عما إذا كانت هناك إمكانية لارتداء اللاعبات اللباس الطويل، خصوصاً أن البطولة تقام في أجواء باردة ليلاً".
المنسق العام للبطولة محمّد سالم الكواري: "بعض وسائل الإعلام، وبعض الأشخاص لغايات أخرى، صنعوا بروباغندا حول هذا الموضوع، لكن الأمر ليس حقيقياً تماماً. نحن لم نُجبر أي شخص على فعل أي شيء ضد قواعد الاتحاد الدولي للكرة الطائرة"
وأضاف الكواري أنه "سُئلَت اللاعبات عن آرائهن، ومعظمهن قلن إنه لا مشكلة في الأمر، فنحن نريد تنظيم البطولات في المستقبل في هذه المنطقة، ومناطق أخرى".
"عنابي السيدات" في آسياد 2030
وهذه المرة الأولى التي تستضيف فيها الدوحة نسخة السيدات بعد استقبالها منافسات الرجال لسبع سنوات، علماً أنها سمحت بارتداء المشاركات للبيكيني في الألعاب العالمية الشاطئية 2019 التي نظمها اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية "أنوك".
وإذ شدد الكواري على أن قطر تلتزم قواعد الاتحاد الدولي، أوضح أن النقاش كان ديمقراطياً، "فنحن نفكر أيضاً في دول المنطقة، وليس في قطر فحسب".
وأضاف: "نعلم أن هناك دولاً مجاورة عدة ربما ترغب بتنظيم بعض البطولات، لكنها تتخوف بسبب قيود المجتمع والأصوات التي قد ترتفع اعتراضاً على اللباس، لكن ربما إذا أتيحت الفرصة وكان هناك لباس تقليدي، مثل أي رياضات أخرى، ستتشجع الدول على تنظيم البطولات، وهذا من شأنه أن يرفع من مستوى الكرة الطائرة الشاطئية في منطقتنا".
وفيما يسعى المنتخب القطري للرجال، المكون من الثنائي شريف يونس وأحمد تيجان (المصنف الـ13 عالميًا، والأول آسيوياً)، لمواصلة عروضه القوية والذهاب بعيداً في المنافسة على لقب البطولة، تضع قطر خطة طويلة الأمد لتكوين منتخب للسيدات للمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية 2030 التي فازت الدوحة باستضافتها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأوضح الكواري، الذي مثّل العنّابي في "آسياد 2006"، أن العمل انطلق بالفعل لتوسيع قاعدة السيدات في الطائرة الشاطئية، مضيفا: "نظمنا بطولة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ووجدنا تشجيعاً وتحفيزاً من ذوي اللاعبات".
ووسط الجائحة، وقبل طوكيو، وبينما تخطو اللاعبة القطرية سارة غريب، التي ترتدي الحجاب، خطواتها الواثقة لخوض المباريات في الكرة الطائرة الشاطئية، اعتبرت الروسية ناتاليا ميخالشينكوفا، عضو اللجنة المنظمة للبطولة، أن اللاعبات اللواتي قاطعن البطولة "خسرن بعدم المشاركة".
وأضافت أن "الأمر يتعلق بالكرة الطائرة، وليس بالبيكيني، فنحن هنا للاستمتاع وإرسال رسالة إلى العالم بأننا نخوض بطولة دولية حتى في ظل انتشار جائحة كورونا".
وتقام البطولة ضمن نظام الفقاعة الطبية، أمام مدرجات صامتة، وسط إجراءات صارمة للوقاية من فيروس كورونا، إذ يلتزم جميع المنظمين بالأقنعة الإلزامية، كما باستخدام تطبيق "احتراز" الإلزامي لتتبع جهات الاتصال.
وأكد الكواري، في الإطار نفسه، أن "أسرة الكرة الطائرة الشاطئية الدولية سعيدة بإقامة الجولة الدولية الأولى منذ تفشي جائحة كورونا، خصوصاً أنها مهمة جداً للفرق التي تتنافس على التأهل لأولمبياد طوكيو الصيف المقبل".
وتعد بطولة كأس كتارا العالمية للكرة الطائرة 2021 إحدى جولات الاتحاد الدولي للكرة الطائرة الشاطئية للموسم الرياضي 2020-2021 على مستوى 4 نجوم، ومن الجولات التي تمنح نقاطا تصنيفية مؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية- طوكيو، وهي أول بطولة عالمية تقام بعد توقف طويل بسبب جائحة كورونا.
ومن أبرز الدول المشاركة في نسخة هذا العام قطر، البرازيل، فرنسا، النمسا، الولايات المتحدة الأميركية، سويسرا، النرويج، بلجيكا، روسيا، إيطاليا، إسبانيا، إستونيا، بولندا، غامبيا، ألمانيا، هولندا، تركيا، السويد، الدنمارك، لاتفيا، التشيك، الهند، كندا، اليونان، اليابان، وليتوانيا، مع العلم أن المباريات تشهد منذ اليوم الأول منافسة عالية وقوية في ظلّ الإصرار الكبير على الذهاب بعيداً.
(فرانس برس، العربي الجديد)