قصة خوان غيلبرتو فونيس.. مهاجم هداف حرمه قلبه حملَ قميص بوكا جونيورز

24 يناير 2023
فونيس رحل عن عمر يناهز 28 عاماً (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

نجح خوان غيلبرتو فونيس في صناعة تاريخ مميز بعالم كرة القدم، رغم أن مرضاً على مستوى القلب، أنهى مسيرته مبكراً في عالم كرة القدم، ومن بعدها حياته في سنّ الـ28 سنة.

النجم الذي تألق مع ريفر بليت وأراد اللعب في بوكا جونيورز، كان مهاجماً يزن أكثر من 90 كيلوغراماً، مثّل فريق ريفر بين عامي 1986 و1987، وسجل خمسة أهداف فقط: واحد في البطولة المحلية، وأربعة في المسابقات القارية، حسب تقرير قناة "تي واي سي" الأرجنتينية. 

وسجل في نهائي كأس ليبرتادوريس الأول الذي فاز به الفريق 2-1 على أميركا دي كالي في كولومبيا و1-0 في بوينس آيرس، في أكتوبر/ تشرين الأول 1986.

ظهر لأول مرة في صفوف ريفر في سبتمبر/ أيلول 1986، وكان يبلغ من العمر 23 عاماً، وفي الأرجنتين كان لاعباً مجهولاً تقريباً حتى ذلك الحين، حيث مثل قبلها أندية هوراكان، سارمينتو دي جونين، وخورخي نيوبري وإستوديانتيس، وبين عامي 1983 و1984، لعب مع الأخير 14 مباراة، وسجل 8 أهداف.

لقب عالمي وخطوة الانتقال

في ريفر، أصبح أيضاً بطل العالم للأندية في ديسمبر/ كانون الأول 1986 (في طوكيو، ضد ستيوا بوخارست)، وفي ديسمبر من العام الذي تلاه غادر النادي فجأة، وذهب إلى أوروبا، لكنه مرّ بوقت سيئ: في أولمبياكوس باليونان لم يتأقلم ولم يلعب سوى القليل، وذهب بعدها إلى فرنسا ولم ينجح أيضاً. 

العودة إلى الأرجنتين

عاد إلى فيليز موسم 1989-1990 واستعاد مستواه: وخاض 25 مباراة وسجل 12 هدفاً، لعب آخر مرة مع الفريق في 13 مايو/ أيار 1990 خلال الخسارة 1-0 أمام فيرو، ولم يتمكن النادي من تجديد عقده، وخلال كأس العالم في إيطاليا، بدأ فونيس بالتدرب مع بوكا.

قلبه يمنع انتقاله إلى "بوكا"

اتفق ممثل فونيس، رجل الأعمال كارلوس كويتو، ونادي بوكا، أنه في حالة وجود عرض من أوروبا، يمكن للاعب قبوله، وجاء هذا الأمر من نيس الفرنسي. 

سافر المهاجم السابق لريفر إلى فرنسا، وفي الوحدات التدريبية الأولى نال إعجاب الجميع، لكن قبل وقت قصير من بداية موسم 1990-1991، أبلغوه أن فحوصات القلب الخاصة به أعطته نتائج سلبية، وأن انتقاله لن يحصل.

عاد إلى الأرجنتين ليتدرب مع بوكا، لكن الآن بات كلّ شيء مرتبطاً في قلبه، وأوضح أطباء القلب أن فونيس يعاني من قصور في الشريان الأبهر.

وعلى الرغم من ذلك، أُعلِنَت أخيراً صفقة انتقاله إلى بوكا في 13 سبتمبر/ أيلول 1990، وكان غلاف الصحف في اليوم التالي، بالملابس الرسمية للنادي، داخل "بومبونيرا"، لكن "فيفا" أرسل إلى بوكا تقريراً يحذره من الحالة الحرجة للاعب.

الحياة أم كرة القدم؟

خاض المهاجم مباراة ودية ضد بانفيلد، ووُضع على مقاعد البدلاء في لقاء الكلاسيكو ضد ريفر بليت في "مونومينتال"، لكنه لم يخض المواجهة: قلبه غير الطبيعي كان منهكاً حقاً.

بعد عمليات الإحماء شعر بألم في صدره، ونقل إلى المستشفى لتشخيص وضعه، وسأله المختصون بعد التأكد من إصابته بقصور في الشريان الأبهر: "فونيس، ما الذي تفضله، الحياة أم كرة القدم؟".

في العام التالي 1991، أجروا له أربع عمليات جراحية من أجل معالجة مشكلة قلبه، في 6 يناير/ كانون الثاني، نُقل بشكل عاجل على متن طائرة خاصة إلى بوينس آيرس. 

دخل المصحة فاقداً للوعي، وبعد خمسة أيام، دخل إلى غرفة العمليات لإجراء عملية قلبه الخامسة والأخيرة، حيث توفي فونيس بعد ثماني ساعات، في الدقائق الأولى من يوم الأحد 12 يناير 1992، عن عمر يناهز 28 سنة.
 

المساهمون