فالنسيا × برشلونة.. كيف تغطي الغيابات وهدايا نيمار المرفوضة

06 ديسمبر 2015
+ الخط -

بعد أن اكتسح برشلونة غريمه ريال مدريد برباعية على أرضه، وتلذذ بنصف دستة أهداف في شباك روما، ثم لم يجد مشكلاً كبيراً وهو يزيح ريال سوسييداد برباعية جديدة، كان أغلب المتابعين يتوقعون انتصاراً جديداً، وربما ثقيل النتيجة، لبرشلونة على فالنسيا الذي يرزح تحت وطأة هزائم أوروبية ومحلية رحل على إثرها، أخيراً، نونو اسبريتو سانتو تاركاً الجمل بما حمل للأخوين نيفيل، لكن مع دور البطولة لمباراة واحدة للمخلص لفالنسيا، السيد فورو منسق النادي.

كيف يمكن تغطية كل تلك الغيابات؟
متاعب فالنسيا لم تقتصر على موسم مثخن بالمشاكل ومدرب مؤقت بل انضمت لها لائحة طويلة من المصابين سواء من لاعبين أساسيين أو احتياطيين قادرين على تعويضهم، فعلى سبيل المثال خاض فالنسيا المباراة بدون ظهير أيمن لغياب كانسيلو وباراجان الأول للإيقاف والثاني للإصابة.

بينما تلقى فالنسيا ضربة قوية بغياب اثنين من عناصره الضاربة وهما سفيان فيجولي الجناح الوحيد الذي لم يختلف اثنين على أحقيته بمركزه الأساسي ولاعب الوسط أندريه جوميش الذي يمتاز بمهارات فنية عالية وانطلاقات مميزة.

فورو عوض الدولي الجزائري بجاستن بيبر الكرة الإسبانية سانتي مينا، فيما اتخذ قراراً رائعاً بإعادة داني باريخو لمركز الارتكاز لتعويض غياب خافي فويجو بدلاً من المخاطرة بوضع دانيلو في هذا المركز وكشف منطقة أنصاف المساحات الشهيرة بين خطي الدفاع والوسط التي يعشق ليونيل ميسي وأندريس إنيستا اللعب فيها، وقد قدم باريخو مباراة ممتازة في هذا الصدد.

وفي الوقت الذي كانت فيه الريح تضرب وجه نيكولاس أوتامندي وهو عاجز وحده عن إيقاف طوفان ستوك سيتي، كان أيمن عبدالنور يستعد ليثبت أنه قدم ليكون البديل الكفء للدولي الأرجنتيني بعد سلسلة من العروض غير المقنعة، لكن من جديد برهن زميله أديرلان سانتوس الذي لعب بديلاً لشكودران موستافي أنه هو المعوض الحقيقي لرحيل أفضل مدافعي الليغا في الموسم الماضي، بحسب تصنيفي وليس تصنيف رابطة الليغا التي منحت هذا اللقب، ويا للغرابة، لسيرخيو راموس.

تبقت ثغرة تلك التي نفذ منها برشلونة بامتياز
تقريباً استطاع فالنسيا إغلاق كل المنافذ أمام مرماه بقلبي دفاع أحدهما على الأقل في قمة مستواه وبثلاثي وسط في الموعد يقودهم داني باريخو بينما وقف خوسيه جايا يزود عن جبهته كصخرة ضئيلة الحجم عظيمة التأثير.

لكن بقيت ثغرة الظهير الأيمن تلك التي تزامنت مع تواجد نيمار أفضل لاعبي العالم في آخر 3 أشهر، ذاك الذي بات يعجز أحد عن إيقافه بل فقط يختفي بالحد نوعاً من الخطورة كحد أقصى.

نيمار تمكن تماماً من استغلال هذه الثغرة لكن ميسي وسواريز رفضا هداياه في الوقت الذي كان فالنسيا ينجح في إلغاء فكرة مشاركة أظهرة البرسا بعدما بدأ يعتمد على سانتي مينا ورودريغو دي باول كمحطات مهمة لنقل الهجمة، ما دفع بلويس إنريكي بالتنبيه على ألفيش وألبا بالتزام أماكنهما، وذلك رغم أن دي باول هو من نجح فيما هو مطلوب منه بعكس مينا الذي صحيح أنه تمتع بروح وقتالية داخل الملعب، إلا أن قدراته المحدودة بدت حاضرة فنسبة تمريراته كانت 58% رغم أن أغلبها قصير بينما قام بـ3 انطلاقات نجح في واحدة فقط منها.

أين ميسي؟ وإصابة مفيدة!
لم يكن المرشح الاكلينيكي للكرة الذهبية في أفضل مستوياته بل كان بطيء الحركة والقرارات، فتمكن لاعبو فالنسيا من استخلاص أكثر من كرة منه بدون ارتكاب أخطاء كما صنع فرصة واحدة في الوقت الذي صنع فيه نيمار 4 فرص كما قدم البرازيلي 3 تمريرات مفتاحية بينما لم يقدم ميسي أية واحدة.

والحقيقة أنه منذ عودة ميسي من الإصابة فإنه لم يقدم مستوى مبهراً إلا أمام روما، فيما كان يبدو ثقيل الوزن أمام ريال مدريد، رغم تقديمه لنصف ساعة مميزة، وليس في أفضل حالاته أمام سوسييداد، ويبدو أن الدولي الأرجنتيني يحتاج لفترة أطول ليستعيد ما فاته بعد أطول إصابة في تاريخه.

وعلى ذكر الإصابات فإن إصابة إنزو بيريز دفعت فورو دفعاً لتبديل أضاف لقوة فالنسيا الهجومية بعد أن بات الفريق أكثر قدرة على شن الهجمات المرتدة بدون قطعها بعد التحول من خطة 4/3/3، أشبه بـ4/5/1 في الحالة الدفاعية، إلى 4/2/3/1 وذلك في ظل مجهود مبهر من باريخو ودانيلو اللذين منحا سانتي مينا والبديلين بقالي وبياتي حرية أكبر ليمرر بقالي طولية لباكو الذي سيطر أخيراً على إحدى الكرات الطولية، وهي ميزة افتقدها الخفافيش كثيراً هذا الموسم، ليمرر لسانتي الذي أطلقها في المرمى في هدف شبابي جداً بدأ من ذي الـ 19 عاماً إلى ذي الـ 22 ربيعاً وانتهت عند صاحب الـ19 الآخر.

قلق وتفاؤل
مباراة الأمس لم تكن مباراة إيفان راكيتيتش الهزيلة الأولى هذا الموسم وهو أمر قد يهدد مكانه الأساسي، خصوصاً مع استعداد البرسا لاستقبال أردا توران بعد أقل من شهر من الآن.. مستوى الكرواتي مقلق ويحتاج لوقفة.

لكن لا شيء يدعو برشلونة للقلق بشكل عام فالفريق أنهى أغلب الملاعب الصعبة في الدور الأول، ورغم ذلك يتقدم في جدول الترتيب كما أن التعادل لم يأتِ متزامناً مع مستوى سيئ للفريق أو ما شابه، بل إن التفاؤل هو في مرحلة البرسا بعد أن استعاد أغلب مصابيه.

التفاؤل يمكن أيضاً أن يُستمد من أداء فالنسيا أمس الذي قد ينفض عنه غبار تجربة نونو في موسمها الثاني لكن التجربة تحتاج في البداية لهدية من زينيت مع انتصار على ليون ليواصل الفريق في دوري الأبطال.

اقرأ أيضاً..
مفارقة غريبة...روما لا يفوز بغياب المصري صلاح!

المساهمون