استمع إلى الملخص
- غوارديولا يواجه تحديات في الحفاظ على نجاحاته السابقة، مع تزايد الانتقادات بسبب غياب الحلول الإبداعية وتراجع أداء النجوم مثل إيرلينغ هالاند، والتفريط في لاعبين مؤثرين.
- رغم التحديات، جدد غوارديولا عقده حتى 2026، لكن التساؤلات مستمرة حول مستقبله مع الفريق وإمكانية تحقيق حلمه بتدريب منتخب كبير بعد كأس العالم 2026.
واصل مانشستر سيتي سقوطه ونتائجه السلبية في مختلف البطولات، سواء في الدوري الإنكليزي الممتاز وكأس الرابطة، أو دوري الأبطال. وكان آخرها الهزيمة 1-2 أمام أستون فيلا في الجولة 17 من "البريمييرليغ"، فقد خاض الفريق 12 مباراة مؤخراً في جميع المسابقات، تعرض خلالها لتسع هزائم، منها ست في الدوري واثنتان في دوري الأبطال، بالإضافة إلى الخروج من كأس الرابطة، بعد الهزيمة أمام توتنهام 1-2 في دور الـ 16، بينما حقق فوزاً واحداً فقط في الدوري على نوتنغهام فورست 3-0، وتعادل مرتين مع فاينورد الهولندي أوروبياً 3-3، وكريستال بالاس محلياً 2-2، مما وضع ضغطاً كبيراً على المدير الفني الإسباني، بيب غوارديولا (53 عاماً)، الذي يواجه موجة من الانتقادات الحادة.
ويواجه غوارديولا حملة اتهامات وتشكيك في قدرته على إخراج "السيتي" من هذه الأزمة، إذ لم يشهد طوال مسيرته التدريبية هذا التراجع في الأداء، وفقدان الحلول والأفكار اللازمة للخروج من هذا المنحدر، وهو صاحب الفلسفة الكروية المبدعة، التي حقق بها نجاحات كبيرة مع كل الأندية التي دربها، إذ فاز مع برشلونة خلال الفترة من عام 2008 إلى 2012 بـ14 لقباً، أبرزها ثلاثة ألقاب في "الليغا" الإسبانية، وأحرز دوري أبطال أوروبا مرتين، محققاً سداسية تاريخية مع "البلاوغرانا" بموسم 2009-2010، بينما قاد بايرن ميونيخ الألماني، اعتباراً من العام 2013 إلى 2016، توجها بسبعة ألقاب، منها ثلاثة ألقاب بـ"البوندسليغا" ولقب كأس العالم للأندية، قبل أن ينتقل إلى مانشستر سيتي، منذ عام 2016، محرزاً 18 لقباً حتى الآن، من بينها ستة ألقاب بـ"البريمييرليغ"، منها أربع مرات متتالية، محققاً رقماً قياسياً بـ100 نقطة في موسم 2017-2018، بالإضافة إلى تحقيق حلم دوري الأبطال في 2023.
ويُلقب بيب غوارديولا (53 عاماً) بـ"الفيلسوف" و"الداهية"، بفضل فلسفته الكروية الاستثنائية، التي صنعت له مسيرة حافلة بالإنجازات في عالم التدريب. ورغم نجاحاته الكبيرة، فإن البعض يراه محظوظاً بوجود كوكبة من النجوم، الذين يمتلكون إمكانات استثنائية، ساعدت في تحقيق تلك البطولات. فمع برشلونة كان لديه جيل لا يُنسى من اللاعبين، مثل ميسي وتشافي وإنييستا. ومع بايرن ميونيخ، قاد لاعبين، ومنهم: فرانك ريبيري وفيليب لام ومانويل نوير وأرين روبن، وروبرت ليفاندوفسكي، إلى ألقاب عديدة. ومع مانشستر سيتي، كان هناك يايا توريه، وسيرجيو أغويرو، ورياض محرز، وبرناردو سيلفا، وكيفين دي بروين، والإسباني رودري، وصولاً إلى النجم النرويجي، إيرلينغ هالاند، الذي أصبح أحد أبرز المهاجمين في العالم.
وبدأ مانشستر سيتي الدوري الإنكليزي هذا الموسم بنتائج مخيبة، إذ يحتل المركز السابع برصيد 27 نقطة من 17 مباراة، محققاً ثمانية انتصارات، وثلاثة تعادلات، ونال ست هزائم، وسجل الفريق 29 هدفاً، بينما استقبل 25، مما يعكس تدني الحالة الدفاعية للفريق، في حين يتربع ليفربول على صدارة "البريمييرليغ" منفرداً، برصيد 39 نقطة، وله مباراة مؤجلة أمام إيفرتون، يليه تشيلسي بـ35 نقطة، وأرسنال بـ33 نقطة، كما يعاني "السيتي" تراجعاً ملحوظاً في دوري الأبطال، بعد احتلاله المركز 22 برصيد ثماني نقاط بعد ست جولات، محققاً فوزين فقط على سلوفان السلوفاكي (4-0) وسبارتا التشيكي (5-0)، بينما تعادل مع إنتر ميلان الإيطالي 0-0 وفاينورد الهولندي 3-3، وتعرض لخسارتين ثقيلتين أمام سبورتينغ لشبونة البرتغالي (1-4) ويوفنتوس الإيطالي (0-2)، وسجل 13 هدفاً وتلقى تسعة أهداف. ورغم هذه النتائج، فقد جدد بيب غوارديولا عقده مع النادي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حتى 2026. لكن، يظل الفريق يواجه تحديات كبيرة في معالجة الثغرات الدفاعية، وغياب الإبداع، وتراجع القدرة على صناعة الفرص والأهداف، والعجز عن إيجاد الحلول.
وسبب غياب رودريغو رودري عن مانشستر سيتي فراغاً كبيراً في التوازن بين الأدوار الدفاعية والهجومية، مما أثر بوضوح على أداء الفريق، إلى جانب تراجع القوة الهجومية للسيتي على نحو لافت، فقد سجل عشرة أهداف فقط في الدوري خلال آخر شهرين، كما يعاني النجم النرويجي، إيرلينغ هالاند، تراجعاً في مستواه، بعدما أحرز هدفين فقط في آخر ثماني مباريات، رغم تصدره قائمة الهدافين الموسم الماضي، مكتفياً بـ13 هدفاً فقط، ليحتل المركز الثاني خلف النجم المصري محمد صلاح، الذي سجل 15 هدفاً هذا الموسم.
فهل وصل بيب غوارديولا إلى نهاية مسيرته مع مانشستر سيتي؟
ويثير تراجع مستوى الفريق في الآونة الأخيرة تساؤلات حول فلسفته التدريبية، خاصة مع غياب الحلول والأفكار التي اعتاد عليها، رغم امتلاكه كوكبة من النجوم، مثل هالاند ودي بروين، إلا أن أداء الفريق بات يتسم بالفتور، مما يدفع البعض للاعتقاد بأنه فقد شغفه ورغبته في تحقيق المزيد من الألقاب.
وتزايدت الانتقادات له بعد التفريط في لاعبين مثل كول بالمر، الذي أصبح أحد أبرز نجوم الدوري الإنكليزي مع تشلسي. ورغم هذه الظروف الصعبة، لا توجد إشارات من إدارة النادي حول رحيله، خاصة بعد سلسلة من الهزائم غير المسبوقة... فهل تكون كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة، والتي سيواجه فيها الوداد المغربي، والعين الإماراتي ويوفنتوس الايطالي، آخر مهامه مع السيتي؟ أم يأتي الانفصال والرحيل قريباً دون الانتظار لنهاية الموسم؟ وهل يحقق حلمه بتدريب منتخب كبير، مثل البرازيل، بعد كأس العالم 2026؟ قد تأتي الإجابة في الأسابيع المقبلة، لكن يبدو أن رصيده من النجاح قد نفد، مع الواقع المرير الذي يواجهه الآن.