تبدو المرحلة الثانية من منافسات الدوري الإيطالي لكرة القدم شديدة التنافس، بما أنّ الفارق في أعلى الترتيب اتسع تدريجياً، حيث أصبح نادي نابولي الوحيد الذي تجاوز عتبة 40 نقطة، وهو يحلق بمفرده في المركز الأول بفارق ثماني نقاط عن أول ملاحقيه نادي ميلان، المهدد بدوره بخسارة المركز الثاني من قبل نادي يوفنتوس، العائد من بعيد مع رصيد 31 نقطة، بينما يحتل إنتر ميلانو ولاتسيو المركز الرابع برصيد 30 نقطة.
وبعدما غاب "الأزوري" عن مونديال قطر، فإنّ الجماهير في إيطاليا تحلم بأن يستعيد الكالتشيو بريقه وتكون المنافسة قوية لتعويض الغياب عن كأس العالم في 2018 و2022، والذي كشف عن حجم الصعوبات التي تعاني منها كرة القدم الإيطالية في السنوات الماضية.
ولن يكون من السهل معادلة إنجازات فريق نابولي المنطلق بسرعة قصوى في بداية الموسم، مستفيداً من قوة هجومه الذي صنع الفارق في المباريات الكبرى، وأمكنه التغلب على كل الأندية القوية، ولا سيما العودة بالفوز من ميلانو على بطل الماضي نادي ميلان، وهي النتيجة التي جعلت الفارق مهماً.
ورغم أنّ المباريات الودية شهدت تراجعاً في أداء نابولي الذي خسر الكثير من نقاط قوّته، إلا أنّ الواقع قد يختلف مع عودة المسابقات الرسمية، بما أنّ الفريق خسر العديد من اللاعبين خلال فترة الراحة، وسيستهل مرحلة الدفاع عن مركزه الأول بمواجهة قوية في ملعب "سان سيرو"، حيث ينزل ضيفاً، اليوم الأربعاء (22:45 بتوقيت مكة) على إنتر ميلانو، والذي سينزل بكل ثقله من أجل استعادة الأمل في التتويج، وهو يحمل أيضاً آمال بقية الفرق التي ترغب في التتويج، وتعلم أنّ انتصار نابولي سيجعل المهمة شبه مستحيلة في الفترة الثانية.
وقمة إنتر ونابولي، يتوقع أن تشهد إثارة كبرى بالنظر إلى أنّ كل فريق يتسلّح بالعديد من النجوم وخاصة في الهجوم، حيث سيعتمد الإنتر على بطل العالم الأرجنتيني لاوتارو مارتينيز الذي سيكون مدعوماً بالبلجيكي روميلو لوكاكو؛ الثنائي الذي يتوقع له أن يقود الإنتر في المرحلة المقبلة.
كما أنّ الفريق يملك العديد من الأسماء القوية، أما نابولي فإنّ وجود النيجيري فيكتور أوسيمين في صفوفه، يجعله أكثر ثقة في قدراته، وهو هدّاف مميز ولكنه ليس مصدر القوة الوحيد، حيث يملك الفريق العديد من اللاعبين الممتازين في وسط الميدان. وسيحاول نابولي دعم رقمه في بداية الموسم، بما أنه الفريق الوحيد في الدوريات الأوروبية الكبرى الذي لم يعرف الخسارة إلى حدّ الآن في الدوري المحلي.
وستتوجه الأنظار بشكل خاص في المرحلة المقبلة إلى نادي يوفنتوس، الذي يعيش على وقع ثورة إدارية جديدة وتغييرات كبيرة شهدها خلال فترة التوقف باستقالة إدارته السابقة، وهي تحولات سيكون لها انعكاس كبير على واقع الفريق الذي عاد بقوة في الأسابيع الأخيرة التي سبقت التوقف. فقد نجح يوفنتوس في حصد 15 نقطة من آخر 5 مباريات ولم يقبل أي هدف، وبخط دفاع يُسيطر عليه لاعبو منتخب البرازيل، نجح "السيدة العجوز" في تكذيب كل التوقعات، بعدما ساد الاعتقاد بأنّ الفريق لن يكون قادراً على المنافسة على مركز ضمن الرباعي الأول.
ولكن نتائجه الأخيرة كانت بمثابة الرسالة إلى كل المنافسين، مفادها بأنّ الفريق لم يتأثر بفشله في دوري أبطال أوروبا، وهو قادر على المنافسة الفعلية، لا سيما وأنه انتصر في آخر مباريات القمة على الإنتر، وهي النتيجة التي كشفت عن قدرة فريق المدرب الإيطالي ماسيمو أليغري على العودة بقوة مثلما فعل في العديد من المواسم السابقة. وبعد تعافي الأرجنتيني أنخيل دي ماريا وإمكانية عقد صفقات جديدة، فإنّ يوفنتوس سيكون رقماً مهماً في النصف الثاني من الموسم، وقد يكون المنافس الوحيد لنادي نابولي.
ولا يبدو بطل الموسم الماضي، نادي ميلان، مستعداً للدفاع بقوة عن مركزه الثاني، أو اللقب الذي تُوج به في الموسم الماضي، ذلك أنّ مستوى الفريق في المباريات الودية سجّل تراجعاً لافتاً، كما أنّ المدرب الإيطالي ستيفانو بيولي يُعاني كثيراً بسبب ضعف الخيارات البديلة أمام تواتر الإصابات التي تلاحق الفريق منذ بداية الموسم، وسببت له العديد من الأزمات.
ولم تقم إدارة النادي بخطوات جدية من أجل دعم الفريق بعناصر أقوياء، حيث تسعى إلى التعاقد مع المواهب أو اللاعبين الذين يعانون من مشاكل في فرقهم، وهذه السياسة أضعفت ميلان للغاية، واتضح ذلك في المباريات القوية. ورغم ذلك، فإنّ خبرة العديد من الأسماء، قد تمكّن ميلان من دخول النصف الثاني من الكالتشيو بقوة، خاصة بعدما كسب دفعاً معنوياً مهماً بتأهله للدور المقبل من منافسات دوري أبطال أوروبا.
ويُتابع فريقا العاصمة روما التطورات في سوق الانتقالات بكل اهتمام، ذلك أنّ الهدف المشترك للفريقين هو الحصول على مركز بين الرباعي الأول في نهاية الموسم، بما أنّ كل فريق لا يملك الإمكانات التي قد تُساعده على المنافسة على اللقب. ورغم ذلك، فإنّ الجميع في انتظار فريق "الذئاب" بقيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي كان مرشحاً للرحيل عن نادي روما بعد عرض من الاتحاد البرتغالي لكرة القدم، ولكنه فضّل المواصلة مع روما رغبة منه في قيادة الفريق إلى دوري الأبطال مجدداً، بما أن هذا الهدف الأساسي للنادي، وهو يعتزم إجراء بعض الصفقات وخاصة في الدفاع، الذي لم يجد له المدرب حلاً منذ الموسم الماضي، وفريقه يقبل أهدافاً كثيرة.
أمّا نادي لاتسيو، فقد حقق بداية إيجابية بقيادة مدربه ماوريسيو ساري، ولكن الفشل الأوروبي الذي تعرض له الفريق يؤكد أنّه ما زال غير جاهز للمنافسة على المراكز الأولى.