فاجأ فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، الجميع بالتوصّل إلى اتفاق يقضي بعودة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، بعد سنوات قليلة من إقالته من تدريب الفريق "الملكي"، رغم أنّه وضع حداً لسنوات انتظر خلالها الريال وجماهيره الحصول على دوري أبطال أوروبا للمرة العاشرة في تاريخ "المرينغي".
قرار بيريز كان غريباً، باعتبار أنّ كل التوقعات الأولى كانت تشير إلى أنّ الإيطالي أنطونيو كونتي أو الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو، هما الأقرب لتدريب الريال خلفاً للفرنسي زين الدين زيدان المستقيل، غير أنّ بيريز كان له موقف مخالف ليكون أنشيلوتي المدرب الجديد للنادي "الملكي".
موقف بيريز، قد يعني أنّه أحس بأنّه تسرّع عندما استجاب لضغط الجماهير، وأقال المدرب الإيطالي، في 25 مايو/أيار عام 2015، فرغم أن الريال نجح بعد رحيل "كارليتو" في الحصول على دوري الأبطال 3 مرّات مع زيدان الذي كان مساعد أنشيلوتي، إلا أنّ ذلك لا يعكس قيمة العمل الذي قام به المدرب الإيطالي.
ويمكن القول إنّ الريال الذي سيطر لاحقاً على الصعيد الأوروبي، اعتمد على تركيبة اختارها أنشيلوتي، ذلك أنّ زيدان لم يغيّر الكثير في أسلوب لعب الريال، بل واصل على منوال المدرب الإيطالي وحصد ثمار ذلك بوصوله إلى المجد الأوروبي والحصول على دوري الأبطال 3 مرات.
وبقرار إعادة المدرب الإيطالي من جديد، فإنّ بيريز قد يكون بصدد إصلاح الخطأ الذي ارتكبه سابقاً خاصة وأنّ الريال مع المدرب الإيطالي لعب بشكل جيّد، وكان قريباً من الوصول إلى النهائي، كما أنّ المدرب الإسباني رافائيل بينيتيز الذي عوض أنشيلوتي لفترة قصيرة (موسم واحد 2015/2016) فشل فشلاً ذريعاً.
وترك أنشيلوتي، صدى ممتازاً لدى إدارة الريال، فرغم خروجه من الباب الصغير في عام 2015، إلا أنّه لم ينكر فضل النادي عليه، كما أنّ مردود بايرن ميونخ معه لم يكن سيئاً في فترة تواجده بين عامي 2016 و2017، رغم النهاية الصعبة إثر الخسارة ضد باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا وما أُثير لاحقاً عن المشاكل مع نجوم النادي الألماني.
كما أن مستوى فريق نابولي الإيطالي الذي دربه أنشيلوتي بعد الرحيل عن بايرن في عام 2017، ومردوده المميز بقيادة هذا المدرب، وكذلك تألق إيفرتون الإنكليزي في بداية موسم 2019-2020 تحت إشراف المدرب الإيطالي، جميعها عوامل جعلت بيريز يسارع لإعادته.
وليس على المتابع البحث كثيراً عن أسباب قبول أنشيلوتي العودة إلى الريال، فتدريب "الملكي" يغري أي مدرب في العالم ومثلما فعل عندما ترك باريس سان جيرمان الفرنسي ليدرب الريال عام 2013، فإنّه لم يتردد في قبول العودة من جديد.
أنشيلوتي الواثق من نفسه يعلم أنّ الحصول على دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة في تاريخه يمرّ عبر قيادة فريق كبير في حجم الريال، كما أن هذه التجربة قد تساعده في الحصول على الدوري الإسباني، فهو الدوري الوحيد الذي لم يفز به بعد تتويجه بـ"الكالتشيو" و"الليغ 1" و"البريميرليغ" و"البوندسليغا" سابقاً.