عن الأرقام في عالم كرة القدم

13 أكتوبر 2021
الأرقام في بعض الأوقات لا تعكس الحقيقة (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

"نسبة تمريرات كيليني الصحيحة تفوق بوضوح نسبة تمريرات بونوتشي الصحيحة"، هكذا تقول الإحصائية التي ترافق مباريات ثنائي الدفاع الأشهر مع يوفنتوس وإيطاليا.

حسناً، لنتمعن قليلاً. بالنسبة إلى أشخاص لا يعرفون من هما بونوتشي وكيليني، بمجرد أن يشاهدوا الإحصائية، سيقولون بوضوح إن كيليني يمرر أفضل من بونوتشي، هذا استنتاج طبيعي، لكنه ببساطة استنتاج خاطئ، ليس بسبب أرقامها، بل بسبب حيثياتها.

في مباريات يوفي، عادة ما يطلب مدرب الفريق المنافس الضغط على بونوتشي، لأن تمريراته أفضل وأخطر، وغالباً ما تكون بالعمق، أي إنه يأخد المبادرة فيها، ما يجعل بطبيعة الحال نسبة نجاحها أقل، بينما يترك كيليني مرتاحاً، فتكون أغلب تمريراته على الأطراف دون أي خطورة، فطبيعي أن تكون نسبة نجاحها أعلى.

هذه مقدمة مطولة لشرح أن الأرقام في عالم كرة القدم، رغم أهميتها الكبيرة التي تساعد في دراسة صحيحة وتطوير أفضل وتقييم يتوافق مع الحقيقة، لكنها أحياناً تعطيناً صورة مغايرة عن الواقع. لنأخذ عدد الأهداف، إذ لا يمكنه أن يكون مثالاً أكيداً على أفضلية لاعب على آخر. إيموبيلي مثلاً، فاز منذ سنتين بالحذاء الذهبي، هل يعني ذلك أنه كان افضل من المهاجمين الذين سبقهم مثل كريم بنزيمة وهاري كين وروبرت ليفاندوفسكي كي لا نذكر أسماء آخرين؟

في مطلع هذا الموسم اعتمد برنامج شهير يبث كلّ يوم أحد عبر قناة سكاي، على إضافة ترتيب جديد للهدافين بموازاة ترتيبهم الحقيقي، يعتمد على عملية حسابية ليست سهلة، الشرح وقتها بسيط: إذا سجلت هدف التقدم لفريقك أو هدف التعادل تحصل على نقاط أكثر مما لو سجلت هدف زيادة الفارق الثاني أو الثالث أو الرابع، وهكذا. وفي شرحهم للموضوع وقتها، أشاروا إلى أن تسجيل الأهداف الحاسمة والمهمة، أصعب من الأهداف التي لا تغير شيئاً سوى زيادة النتيجة، معتبرين أنه ليس أمراً عادلاً التعامل مع الأهداف كأرقام فقط.

في إنكلترا اشتهرت قصة منذ فترة عن نادي برينتفورد الذي يحتلّ المركز السابع حالياً في البريمييرليغ، فهو كان يعتمد في تقييمه للاعبين في الميركاتو على أرقامهم بناءً على إحصاءات خاصة، وليست بشكل عام. مثلاً، بالنسبة إليه، مهاجم يلعب عشرين دقيقة ويحصل على فرصتين ويسجل هدفاً، تقييمه أفضل من مهاجم يلعب 90 دقيقة ويحصل على 10 فرص ويسجل هدفين. بمعنى آخر، الهدف هنا أهم من الهدفين، بحسب هذا التقييم بالنسبة إلى المهاجم.

موقف
التحديثات الحية

منذ فترة قرأت مقارنة في الأرقام جعلتني ابتسم، ولو أن الأرقام فيها صحيحة طبعاً. تقول الأرقام إن النجم النرويجي إرلينغ هالاند، بعمر 21 سنة، سجل أهدافاً أكثر، وصنع أهدافاً أكثر، علماً أنه لعب مباريات عددها أقل من… الظاهرة رونالدو. هذا أكبر دليل على وهم الأرقام عندما نعتمدها مصدراً وحيداً لتقييم الأفضل.

المساهمون