عمر عبد اللاوي... قصة كفاح نجم فقد بصره وعاد ليرى بعين الإبداع

23 فبراير 2022
عاد عمر عبد اللاوي إلى الملاعب بعد إصابته الخطرة (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

لم يُصدق النجم النرويجي عمر عبد اللاوي، مدافع نادي غلطة سراي، نفسه وهو يعود مرة أخرى إلى الملاعب، بعدما شارك في المواجهة التي انتصر بها فريقه على غوز تبه بثلاثة أهداف مقابل هدفين، يوم الإثنين، ضمن منافسات الأسبوع الـ(26) من الدوري التركي الممتاز لكرة القدم.

عمر عبد اللاوي، صاحب الأصول المغربية، سارع إلى التعبير عن فخره واعتزازه بالعودة إلى الملاعب، بعدما نشر على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "إنستغرام"، اليوم الأربعاء، عدداً من الصور التي تظهر خوضه للمواجهة مع ناديه غلطة سراي، ليعلق عليها: "لقد افتقدت هذا الشعور حقاً. شكرا لكم جميعاً".

حكاية كفاح عبد اللاوي (30 عاماً)، تشبه إلى حد كبير ما نقرأه في القصص والروايات، لأن عمر عبد اللاوي فقد بصره، بعدما كان يحتفل بحديقة منزله في إسطنبول في الـ31 من شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2020، نتيجة احتراق وجهه عقب انفجار إحدى الألعاب النارية.

يومها صرخ عمر عبد اللاوي في الحاضرين: "لا يمكنني الرؤية. هناك شيء ما علي عيني، وأشعر بأن وجهي يحترق، وتحول كل شيء أمامي إلى اللون الأسود"، بحسب ما نقلته صحيفة "الغارديان" البريطانية عقب انفجار إحدى الألعاب النارية، أثناء احتفاله بليلة رأس السنة حينها.

وانقلبت احتفالات ليلة رأس السنة إلى أحزان، والطبيبة في أحد مستشفيات مدينة إسطنبول تقول لعائلة عمر عبد اللاوي "احتمال عودة بصره ضئيلة للغاية، إنها بين 5 و10 بالمئة، ما رأيته بعد معاينتي هو الأسوأ في مسيرتي المهنية خلال 35 عاماً".

يوم الأول من شهر يناير/كانون الثاني عام 2021، وقف المدرب السابق لنادي غلطة سراي فاتح تريم، ولاعبو الفريق خارج غرفة عمر عبد اللاوي وهم في حالة صدمة، فيما كانت عائلة النجم النرويجي في حالة انهيار تام، بعد كلمات الطبيبة.

وتنقل الصحيفة البريطانية عن عبد اللاوي قوله "حاولت بشكل يائس أن أفهم ما حدث معي. لقد اعتقدت أن وجهي احترق بسبب البارود في الألعاب النارية، وظننت بأن الجميع كان يخشى إخباري بذلك، لكنني قررت معرفة ذلك بنفسي، بعدما طلبت من الطبيبة إخباري بالحقيقة".

وأردف "لقد أخبرتني بأن عيني اليسرى متضررة بشكل كبير، واليمنى يوجد بها شك، ومن الممكن أن لا أرى من خلالها مرة أخرى، وهنا لم أعد أقوى على النوم، لأنني خائف من الظلام، وأخشى من إغلاق عيني، وأتحقق دائماً من الضوء".

بعد كلام الطبيبة مع النجم النرويجي، أدركت عائلته أن مدافع غلطة سراي فقد الرؤية بعينه اليمنى، وهناك احتمال بسيط أن يستطيع الرؤية بعينه اليسرى، وكان رأي الأطباء المشرفين على حالته هو زراعة قرنية، ومواصلة إجراء العمليات، وعدم الاستسلام لليأس.

وبدأ عبد اللاوي برحلة علاجه بعدما قام الأطباء بتهدئة عينه وتثبيتها بالأدوية وإجراء تقوية لسطح العين باستخدام غشاء "سلوي"، مأخوذ من المشيمة البشرية، وإنشاء جلد زائف، والعمل على جفن جديد، حتى يحافظوا على عينه.

ودخل عبد اللاوي المرحلة الثانية من علاجه في الربيع الماضي، وانتقل إلى عملية استعادة بصره عن طريق زرع خلايا جذعية سطحية للعين، أخذت من شقيقته إكرام، مع مواصلة المدافع الحفاظ على لياقته البدنية، بعد الاستعانة بمدرب خاص.

وتكفلت إدارة غلطة سراي بجميع تكاليف علاج نجمها، ليعود عمر عبد اللاوي إلى الملاعب بعد 13 شهرا خضع فيها لـ11 عملية جراحية، أعادت إليه بصره، الذي ظن بأنه فقده بشكل نهائي، لكن مع ارتداء نظارة خاصة تقي عينيه.

المساهمون