مرت سنوات على مسيرتك في التعليق التلفزيوني على المقابلات الرياضية، يبدو أنك هرِمت خلف الميكروفون، كيف تستحضر المسيرة الطويلة؟
(مبتسماً): ما من شك في أن مسيرتي تجاوزت 21 سنة بين ما هو محلي ودولي. الأيام مرت بسرعة، لكن الطموح متجدد باستمرار ولا يتوقف، وأعمل باستمرار على تحقيق أهداف أخرى في مسيرتي المهنية.
التعليق أضحى جزءا من حياتي، بل إنه فرد من أفراد عائلتي، بل يكاد يكون كل حياتي. أشعر باستمرار بالرهبة، وأحرص على عدم الخطأ، مع تقديم المعلومة المفيدة في الوقت المناسب. كل موعد يكون بنفس الحرص والقلق، فالذي يحركني هو الحرص على النجاح من أجل إرضاء المشاهدين. وأنا أخاف باستمرار من عدم إرضاء الجمهور الرياضي.
أنا أشعر دائما وكأنني سأعلق لأول مرة.. هذا الشعور يخالجني باستمرار، وهذا يتأتى وينبع من شخصيتي، فأنا مندفع وحماسي وحريص على إرضاء المشاهدين. فعلا أنا أخاف من عدم إرضاء الجمهور، الأمر الذي يجعلني أدخل كل مباراة وكأنها الأولى، وما عليّ إلا الفوز برضا الجمهور.
التعليق معك أضحى وكأنه مباراة داخل المباراة.. حماس وإثارة، بل إنه يتحول إلى عرض فرجوي بالصوت على المتلاعبين بالكرة في كل مباراة؟
هذه فلسفتي ونظرتي للتعليق على مباريات كرة القدم.. نابع من شخصيتي من حيث الإثارة والحماس والاندفاع. بالنسبة لي التعليق الرياضي عمل متكامل ما بين الثقافة والمسرح والمعلومة والحماس ونقل الحدث بأجمل وأحسن صورة ممكنة. أنا في رأيي: على المعلق أن يسعى باستمرار إلى إثارة وتحريك المستمع والمشاهد حتى يشعر وكأنه جزء من اللعبة.. كأنه يتفرج من على المدرج، أو كأنه لاعب داخل الميدان، متحركا مراوغا ومسجلا للأهداف.
قيل إن أعذب الشعر أكذبه، فهل كذلك إن أعذب التعليق أكذبه؟
(بعد صمت وتأمل أجاب): سؤال جيد جدا.. نعم التعليق مرتبط بالعاطفة.. مرتبط بالخلفية.. مرتبط بأهمية الحدث.. التعليق ليس ثابتا.. التعليق متحول ومتغير. في بعض الأحيان يصدر موقف وتقييم ما، لكن حقيقة الميدان التي هي ليست ثابتة تكذبه.. تفنّده.
نجاحك الكبير في التعليق أعطاك ثقة كبيرة، وهذه الثقة تجعلك أحياناً تصدر أحكاماً أو مواقف وتعليقات لا تلقى صدى واسعاً بل تنتقد. ما تعليقك؟
أؤكد أنني عفوي جدا في تعليقي وأحكامي ومواقفي في التعليق . فأنا كما أنا، لا أتصنع أي شيء ما يصدر مني لا يكون بتخطيط او إضمار. لكن بعد الانتهاء والمراجعة اسأل نفسي لماذا كنت حادا ولماذا كنت مندفعا؟ لكن يقيني أن سؤالك لا يجانب الصواب وأنا على يقين أن الجمهور يتقبلني كما أنا، وأنا أتقبل كل النقد والملاحظات منه.
أصبح الحديث دارجاً عن "شوّاليات"، وعن معلقين بصوت الشوّالي وطريقته في التعليق. فهل من المبالغة، في رأيك، القول إن عصام الشوّالي أصبح نهجا ومدرسة في التعليق التلفزيوني؟
أولاً، هذه ملاحظة تسعدني. ثانياً، ودون غرور هي موجودة. ثالثاً، يبقى الحكم للجمهور هل أن هناك أسلوب الشوالي متبع أم لا. هذه الملاحظة التي قلتها لي، ذكرها لي أيضا الرمز والأسطورة الفنية التونسية الفنان لطفي بوشناق، قال لي إنك صنعت مدرسة خاصة بك في التعليق.
لا أدري إن كان ذلك محقاً تماماً؟ كل ما أعلمه أنني أحرص على الاجتهاد والتميز باستمرار وتأسيس طريقة جديدة في التعليق.
لست التونسي الوحيد الذي برز في التعليق التلفزيوني على مباريات كرة القدم، هناك أيضا رؤوف خليف، ولست أيضا الوحيد من شمال أفريقيا، فهناك أيضا الجزائري حفيظ دراجي، ومن المغرب جواد بدر، فهل يمكن اليوم الحديث عن مدرسة شمال أفريقيا في التعليق الأكثر تميزا والأكثر نجاحا من نظيرتها المشرقية.
تاريخياً التعليق العربي بدأ مع مصر، باعتبار أن التلفزيون المصري هو السباق في الوطن العربي.. ثم إن اللهجة المصرية انتشرت بقوة مع إنتاج وبث المسلسلات والأفلام والمسرح في كل البيوت العربية. وهو ما ساعد المعلق المصري على التميز والريادة لسنوات. ثم جاءت مع مطلع الثمانينيات المدرسة الخليجية مع شراء حقوق البث التلفزيوني للبطولات من خلال قنوات "أوربت" فدخلت اللهجة الخليجية وقبلت بسلاسة باعتمادها أسلوباً مغايراً للتعليق المصري، واقترابها من تعليق معلقي أميركا الجنوبية من حيث الحماس والإثارة، وأيضا استعمال مفردات من اللغة الإنكليزية مثل "جوول" و"أوفسايد".
ثم جاء الحضور المغاربي مع مطلع التسعينيات مع أسماء كبيرة، مثل رضا العودي وشباب اتحاد إذاعات الدول العربية مثلي أنا وحسني الزغدودي، بدأ خطاب جديد يطرق آذان المستمع العربي. تدعّم هذا الأسلوب مع بداية الألفية مع عصام الشوالي بطريقة جديدة تعتمد على اللهجة التونسية مع مفردات فرنسية وإثارة وحماس، فكان القبول والتقبل تدريجيا ثم تدعّمت التجربة بقدوم رؤوف خليف في عام 2004، وأيضا حفيظ دراجي من الجزائر بالتحاقه بالجزيرة الرياضية مع كامل المجموعة المغاربية ليصبح التعليق المغاربي ملفتاً للنظر.
لكن بقي الحضور الخليجي مميزاً، وله قبوله من خلال كلّ من يوسف سيف وسعيد الكعبي وأيضا من مصر مع علي محمد علي وأحمد الطيب.
هل أنت في منافسة مع زميلك رؤوف خليف على نيل قلب المستمع والمشاهد العربي؟
هذا موجود في العقلية العربية وعلى رأي المثل "صاحب صنعتك عدوك"، لكنني أقول إن بيني وبين رؤوف احتراما متبادلا. يمكن القول نحن رفيقا درب، نسافر معا باستمرار، خاصة في الفترة الأخيرة، للتعليق من باريس، مما زاد في قربنا أكثر من بعضنا، إذ نقيم في نفس الفندق ونتناول معا الإفطار، ونكون على متن الطائرة نفسها في الذهاب والعودة.
هذا التنافس قد يكون مشوبا ببعض الحسابات في البدايات، أما اليوم فلا.. فلكلٍ طريقته، ولكل قناته الصوتية، ولكلٍّ متابعٌ وراغبٌ في سماع صوته. كنت أسبق في التجربة، لكن التنافس نزيه بيننا، واليوم بلغنا مستويات كبيرة، وكلانا له مكانته في العالم العربي.
لا توجد إشكاليات مهنية بيننا، فهناك نظام الصوتيات، مما يسمح بتعدد أصوات المعلقين، ثم في هذه التجربة مع قنوات "بي إن سبورتس" الخير كثير، فكل البطولات منقولة، وبالتالي مجال العمل والتعليق واسع جدا ويتسع للجميع.
حتى على مستوى المباريات التي تكون فيها أندية تونسية، نتفق منذ البداية على توزيع مناسب للطرفين، وتسير الأمور من دون أي إشكال، وبرضا تام بيننا.
إذن لم يبق إلا التعليق الثنائي بينكما، فهل حصل مرة أو هل سيحصل قريبا؟
للتاريخ، أول مباراة علق عنها رؤوف في دوري أبطال أوروبا كان تعليقاً ثنائيّاً معي. اليوم التعليق الثنائي غير معتمد في قنوات "بي إن سبورتس". أعتقد انها تجربة يمكن أن تنجح وتقدم صورة جميلة ومختلفة فنياً، على اعتبار أننا نعتمد تقريبا نفس الأسلوب من حيث نفس اللهجة أو نسق التعليق العالي.
عموماً أتمنى أن تحصل الفرصة ونقوم بالتجربة في المونديال الروسي القادم من خلال تعليق ثنائي لعصام ورؤوف.
هل تعكس إحداث كلاسيكو تونس بين النجم الرياضي الساحلي والترجي الرياضي، الشهر الماضي، جانباً حقيقياً من صورة كرة القدم التونسية؟
والله الصورة التي خرجت من ملعب سوسة كانت سوداء وقاتمة جدا. هي نتاج لتراكمات على المستوى الرياضي، وهي نتاج لتراكمات أيضا على مستوى العقلية التي لم تتغير بالنسبة لجمهور الرياضة وهي ثقافة تقبّل الهزيمة. للأسف نحن لا نتقبل الهزيمة وكل واحد يريد أن يفوز، والفوز بالبطولة، ونتناسى أنه في كرة القدم هناك أيضا الهزيمة والتعادل في اي مباراة رياضية.
ثم هناك الأخطاء التحكيمية وعدم مسايرة التحكيم التونسي لتطور مستوى كرة القدم، وارتكابه أخطاء فادحة مما يخلق انطباعا لدى الجمهور بأن التحكيم يتحكم في المباريات، ويوجّه النتائج وهناك ظلم وإجحاف، وأن نتائج المباريات تحسم في الغرف المظلمة. هذا الانطباع والإحساس يزيد في شحن الجماهير مع كل قرار ولو كان عن حسن نية. بل إن الجماهير باتت تأتي إلى المباريات وهي متوترة من الحكام ومن قراراتهم التي ستكون محمولة باستمرار على الخطأ وربما لإرضاء فريق على حساب فريق آخر.
ما هو تعليقك على نتائج الفرق التونسية في المسابقات الأفريقية؟
النجم خرج خروجا مذلا أمام الأهلي المصري بنتيجة 6 مقابل 1. والنادي الأفريقي أيضا تعادل في جنوب أفريقيا في نصف النهائي، وانهزم بالنتيجة الأعرض في تاريخ مشاركاته الأفريقية في تونس أمام سوبر سبورت 1-3. النادي الصفاقسي والترجي يحققان نتائج إيجابية في الدور ربع النهائي على أرض المنافس ثم ينسحبان على ميدانيهما في تونس.. الترجي في رادس أمام الأهلي المصري.. يبدو أن الملاعب التونسية لم تعد عصية على الفريق الأفريقية وهذا تراجع خطير جدا.
هل أصبح الأهلي المصري عقدة للفرق التونسية في الفترة الأخيرة، وهل أصبح أقوى من الفرق التونسية وعصيّاً عليها؟
الأهلي المصري أقوى تنظيميا من الفرق التونسية، من ناحية البنية الأساسية وأيضا التنظيم الإداري. وقد تابعنا انتخاباته الأخيرة وكأنها انتخابات لرئاسة البلد، وليس لرئاسة النادي.
هل يبدو لك كأن الأهلي دولة داخل الدولة المصرية؟
فعلا، وهو كذلك الأهلي دولة داخل الدولة.. منظومة كاملة متكاملة.. نادٍ له تقاليد عريقة وله ثقافة الفوز. مثلاً في أفريقيا فاز الأهلي في رابطة الأبطال بثمانية ألقاب، وحضر في 11 دورا نهائيا، وهذا رقم قياسي أفريقيّاً، مقارنة بالفرق التونسية، الترجي فاز بقلبين من ستة أدوار نهائية، والنجم بلقب فقط من ثلاثة أدوار نهائية. الأهلي يلعب دائما بروح الفريق الأهلاوي ويلعب أيضا على أخطاء منافسيه.
برأيك من أين تأتي قوة الأهلي المصري لتجعل منه استثناءً عربياً وأفريقياً؟
قوة النجم في تنظيمه وتاريخه الكبير. أنا أزعم جدياً أنني أعرف الأهلي المصري على الأرض حيث كرّمني، وأنا على تواصل مع محيط النادي، ومطّلع على تاريخه وآليات العمل داخله، وبالتالي ليس بالغريب أن يحقق ما يحققه من نجاحات. الأهلي مدرسة له إمكانيات مالية كبيرة لكن نجاحه هو في حسن تنظيمه.
كنت معلقاً على مباراة النجم والأهلي المصري في مصر، كيف تقبّلت كتونسي تلك الهزيمة العريضة؟
كانت بمثابة الصفعة التي تلقيتها.. لم أنتظر أن ينزل النجم إلى المباراة بذلك المستوى السيئ. الفريق كان بلا روح وارتكب اللاعبون أخطاء بدائية.
الحديث عن الأهلي المصري يقترن في السنوات الأخيرة بالنجم المعتزل محمد أبو تريكة، ما هي شهادتك عن هذه الأسطورة الحية؟
في كلمة أقول: إن محمد أبو تريكة منحه الله على مقدار طيبة قلبه. في مصر يجب أن ينتظروا سنوات عسى أن يأتيهم محمد أبو تريكة جديد. لكن يبدو أن لمصر حظا كبيرا بصعود أسهم ونجومية محمد صلاح، الذي هو تقريبا بنفس مواصفات محمد أبو تريكة.
هل فاجأك الصعود الصاروخي للنجم محمد صلاح؟
فاجأني بسرعة التأقلم مع الدوري الإنكليزي، مع ليفربول، ولكن لم يفاجئني الشخص واللاعب، لأنه لاعب له خصائصه المميزة، لاعب طموح يريد الوصول إلى أعلى المراتب. هو يعوض بعض النقائص الفنية بالروح والعمل والجدية والسرعة الكبيرة في الأداء. إنه لاعب مخلص في عمله، وبالتالي جاءه النجاح الكبير. محمد صلاح في كلمة: شرف لكرة القدم العربية.
هل تتوقع أن يكون محمد صلاح لاعباً في ريال مدريد مثلا؟
من يلعب في ليفربول بنجاح كالذي يحققه محمد صلاح الآن، سيكون قادرا على اللعب في أقوى الفرق الأوروبية.
في تونس ثمة من يقارن بين موهبة محمد صلاح وموهبة يوسف المساكني، كيف تجد هذه المقارنة، خاصة أن هناك قولاً بقيمة فنية أعلى للمساكني مقارنة بصلاح، لكن الأخير هو الأكثر نجاحاً؟
الأمر يتعلق بالعقلية، فمشكلة يوسف المساكني أنه "كسول". يملك الموهبة الكبيرة والقدرة العالية على تسجيل الأهداف، وهو مهاجم لا يأبه لأي اسم يواجهه، لكنه لا يجتهد كثيرا، مما حرمه من نجاحات كبيرة كان الجميع ينتظرها في تونس.
الرأي عندي أن الموهبة فقط لا تكفي في المستوى العالي، وهو الأمر الذي نجح فيه محمد صلاح بامتياز إلى حد الآن، ولم ينجح فيه المساكني.
هل بدأت نجومية رياض محرز في الأفول؟
قدم محرز موسما استثنائيا تاريخيا، شأنه شأن فريقه ليستر، لكنه بعد ذلك أصيب ببرود وتراجع وأنا كنت أتوقع ذلك، لأنه لم يعرف متى يجب أن يغادر ليستر، واغتنام فرصة أنه حديث كل كبار كرة القدم الأوروبية. لم ينجح في اتخاذ القرار المناسب. بقاء محرز مع ليستر كان خطأ كبيراً، غير أن موهبته لا تموت، وأتوقع عودته بقوة لأنه ما يزال صغير السن.
ما هو ترتيبك لأفضل المحترفين العرب؟
الأول صلاح، الثاني المساكني، والثالث السوري خربين، والرابع عموري، والخامس السوري عمر السومة، والسادس نواف العابد، لاعب الهلال السعودي، والسابع الجزائري فوزي غلام. كما لفت انتباهي المغربي بن الشرقي، لاعب ممتاز جدا، وهو ينشط في المغرب. بالنسبة لأفضل المحترفين العرب أوروبيا: صلاح ثم غلام ثم حكيمي.
هل فاجأتك قرعة المونديال بالنسبة للمنتخب التونسي؟
ليست مفاجأة، باعتبار أن من يشارك في كأس العالم سوف يواجه حتما كبار كرة القدم العالمية. بالنسبة لي أردت أن تواجه تونس الأرجنتين ونجمها ميسي أو البرازيل ونجمها نيمار. كان حلما بالنسبة لي. تونس تواجه إنكلترا وبلجيكا وقد واجهتهما في المونديال في فرنسا وكوريا الجنوبية واليابان. هما أقوى من تونس.. تونس تتقاسم نفس المستوى مع بنما.
أتمنى مشاركة ممتازة على مستوى الأداء. والدعوة للصديق مدرب المنتخب، نبيل معلول، من أجل جعل المنتخب التونسي يلعب كرة هجومية للقطع مع المشاركات الثانية والثالثة والرابعة التي كانت دفاعية سلبية بدون نتائج تحسب أو مستوى فني يذكر.
هل ستكون معجزة لو نجح المنتخب التونسي في تحقيق التأهل إلى الدور الثاني من المونديال؟
زمن المعجزات ولّى وانتهى، اليوم كل المنتخبات مكشوفة ولا حقيقة إلا للميدان في المونديال. سوف أكون راضياً تمام الرضا عن المشاركة، لم يلعب المنتخب التونسي كرة قدم جيدة وهجومية، وهو بإمكانه أن يحقق ذلك أمام بلجيكا وإنكلترا، وأن يفوز على بنما من أجل تحقيق فوز تاريخي في المونديال بعد آخر فوز قبل أربعين سنة في مونديال الأرجنتين 78 أمام المكسيك 3-1.
غير بعيد عن تونس ما هو تعليقك عن الفشل الجزائري في بلوغ نهائيات كأس العالم؟
الفشل الجزائري سببه المباشر الفشل والعجز عن إدارة وتوجيه النجوم من أجل تحقيق الإنجاز المطلوب. كرة القدم الجزائرية بعد مونديال 2014 والنجاحات النسبية لم تُوفق في اختيار المدرب المناسب لقيادة النجوم والعناصر المميزين المتوفرين حالياً. لا أدري إذا كان الاختيار على المدرب رابح ماجر حالياً أم لا؟!
هل رابح ماجر هو المدرب المناسب الآن للخضر؟
ماجر لم يدرب منذ سنوات. وهو اسم تاريخي لكرة القدم الجزائرية والعربية. هو لثالث مرة سيدرّب المنتخب ويبدو أنهم استأنسوا بالتجربة التونسية من خلال نبيل معلول، باعتباره لاعبا كبيراً سابقا. الكلمة الفصل بالنسبة للنجاح تكمن في مدى قدرة ماجر على التعامل مع النجوم وتطويعهم لفائدة المنتخب.
المنتخب السعودي يعود إلى المونديال بشكل قوي، كيف وجدت مسيرته؟
لا يختلف أحد حول التصفيات الكبيرة التي قام بها المنتخب السعودي ونجاحه اللافت. وكان له المدرب الأنسب مارفيك، وأنا استغرب كيف وقعت القطيعة معه.
السعودية للمرة الخامسة في المونديال، مما يعني أنها تملك تقاليد عالمية، كما أن الدوري السعودي قوي ومثير جماهيريا، وهناك زخم إعلامي كبير حول كرة القدم هناك. الاتحاد السعودي اختار التغيير. المدرب الجديد بيتزي له تجربة وقوي وقادر على النجاح معهم. سيقوم بتحضيرات كبيرة على ما يبدو. أتصور أن المنتخب السعودي سيقدم مستوى محترماً، لكن الدور الثاني قد يكون صعب المنال.
هوية المنتخب المصري تغيرت مع هيكتور كوبر، لكن المنتخب ينجح في تحقيق حلم طال 28 سنة؟
فلسفة كوبر هي كرة القدم الواقعية، منذ تجاربه على مستوى الأندية، لكنه مدرب ألقاب. الجيل الحالي لكرة القدم المصرية أقل بكثير من الأجيال السابقة، لكنه حقق ما عجزوا عنه. كوبر نجح في تحقيق النتائج وهو المطلوب. المنتخب المصري قادر على الظهور بمستوى محترم في المونديال الروسي.
هل ظلمت القرعة المنتخبين السعودي والمصري في مجموعة البلد المنظم روسيا؟
لا أعتقد، فسيكون أمام أحدهما فرصة تحقيق الانتصار، ولكنني أخشى أن يُراعى البلد المنظم تحكيمياً، من أجل أن يستمر أكثر ما يمكن من الوقت في البطولة لضمان نجاحها الجماهيري.
هل فوجئت بالمستوى العالي للمنتخب المغربي؟
بصراحة شكّل المنتخب المغربي مفاجأة قوية، حيث إنه في بداية التصفيات كان بعيدا عن الحلم الروسي، لكنه تطور بشكل سريع، وبات يقدم كرة قدم هجومية وأداء جيدا جدا مع مجموعة قوية مع المنتخب الإيفواري خصوصاً.
انطلاقة المنتخب المغربي كانت منذ بطولة الأمم الأفريقية في الغابون والفوز على المنتخب الإيفواري بنتيجة هدف مقابل صفر. المدرب هيرفي رونار نجح في كل شيء واستعاد المنتخب المغربي الثقة في النفس، فللمغرب نجوم ولاعبون جيدون كان هناك فقط مشكل ثقة، وأيضا كان هناك مشكل توافق بين المحليين والقادمين من أوروبا.
نجاح المنتخب المغربي ما هو إلا امتداد لثورة تعتمر في كرة القدم المغربية؟
هذا مؤكد فهناك إرادة سياسية من أعلى هرم السلطة وأعني الملك. لم يكن اعتباطيا هذا النجاح وإنما مع سابق تخطيط. فالمغرب يريد العودة بقوة، وبات يثبت ذلك، فهو من أسقط عيسى حياتو، ومن أتى بأحمد لرئاسة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم. سينظمون بطولة الأمم الأفريقية للمحليين، وسوف ينظمون وهذه على مسؤوليتي بطولة الأمم الأفريقية القادمة.
ما تعليقك على مجموعة المغرب، خصوصاً مع إسبانيا والبرتغال اللذين هما جيرانه؟
مجموعة صعبة جدا، بصراحة وحتى المنتخب الإيراني ليس في المتناول. كل المباريات ستكون صعبة. الإيجابي أن المغرب سوف يفتح المونديال مع إيران، والفوز سوف يدخل المنتخب في المنافسة بقوة. للمغرب مستوى فني محترم جدا يمكنهم من الوقوف بندية مع إسبانيا والبرتغال. أنا أعتقد أن المنتخب المغربي هو المنتخب العربي القادر فعليا على التأهل للدور الثاني في المونديال الروسي.
فوز كريستيانو رونالدو بالكرة الذهبية لمجلة فرانس فوتبو،ل هل كان متوقعاً بالنسبة لك؟
الفوز بالكرة الذهبية أضحى تحصيل حاصل لمن يفوز برابطة الأبطال والبطولة الكبرى في ذلك العام، وهذا ما نجح فيه كريستيانو رونالدو مع ريال مدريد ومع البرتغال.
هل كان يبالغ رونالدو عندما صرح بأنه أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم؟
طبعا كان يبالغ. هو بالنسبة لي ليس أعظم أفضل "في التاريخ". أما أفضل لاعب في التاريخ فأنا متأرجح بين مارادونا وميسي. إذا فازت الأرجنتين بالمونديال القادم، فسوف أمنح ميسي إمبراطورية كرة القدم العالمية.
من تفضّل: كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي؟
بالنسبة لي ميسي أعظم لاعب في تاريخ كرة القدم، ورونالدو أعظم هداف.
كيف تجد مسيرة نيمار مع باريس سان جيرمان ؟
أعتقد ان نيمار جاء بتعالٍ كبير للدوري الفرنسي، وهو يتصور نفسه أكبر من الفريق والبطولة بحالها ولا يفكر إلا في نفسه. يفكر في الفوز بالكرة الذهبية التي لم يكن ليصل إليها تحت ظل ميسي في برشلونة. مشكلة نيمار أنه لا يفكر إلا في اللعب الفردي.
ما هي المباراة الحلم بالنسبة لك للتعليق؟
كل ما فات كان جميلاً، لكنني بصراحة أحلم بالتعليق لفوز تونسي في نهائيات كأس العالم. أنا المعلق الوحيد في العالم الذي علق على كل النهائيات الممكنة على مستوى كل البطولات الخاصة بالفيفا حتى كرة القدم داخل القاعة وحتى المباريات النسائية.. كل الدربيات العربية علقت عنها. يبقى حلمي هو التعليق على فوز تونسي في المونديال، أتمنى ذلك في المونديال الروسي.
من هو اللاعب الذي لا تملّ من التعليق عنه؟
قطعا ليونيل ميسي.
لماذا؟
لأنه لاعب خارج السرب، من كوكب آخر. أكاد أقول فيه شعرا: أنا الذي نظر الأعمى إلى قدمي.. وأطربت مراوغتي من به صمم. ميسي لاعب مثير، يفجّر الكلمات، وهو لاعب يثير جنوني.
ما هي تشكيلتك العالمية؟
بوفون، كافو، مالديني، بيكنباور، زانيتي، كروييف، إنيستا، فالكو، زيدان، ميسي، رونالدو.
بعيداً عن كرة القدم والتعليق.. كيف تفاعلت مع قرار الرئيس الأميركي ترامب واعترافه بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني؟
أصدقك القول: لقد بكيت وأنا أتابع هذا الخبر. وا أسفاه على أمة صارت تقبل الإهانة والاعتداء وتقبل الظلم من دون ردة فعل. للأسف عشت النكسة مرة أخرى. جدي عاش النكبة في عام 48، ووالدي عاش النكسة في 67، وها أنا أعيش الاستسلام والخنوع في 2017.
فلسطين هي قضية الجميع. نحن في زمن الضعف العربي، لكن النصر قادم، وعلى الجامعة العربية أن تحل نفسها وتبحث عن تصور جديد لهيكل سياسي عربي جديد.