صفقات مدوية في توتنهام: هل يعيد كونتي نجاحاته مع الإنتر؟

05 يوليو 2022
كونتي حقق نجاحات كبيرة (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

نجح فريق توتنهام الإنكليزي في إحداث المفاجأة بنهاية الموسم الماضي، عندما افتك المركز الرابع، في آخر أسابيع، من أرسنال وضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، رغم أنه لم يكن مرشحاً لتحقيق ذلك، نظراً لبدايته الصعبة والأزمات التي عرفها. 

ولعب المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي دوراً كبيراً في نجاح توتنهام، بعدما تمكن من قيادة الفريق إلى انتصارات مثيرة وخاصة ضد مانشستر سيتي، بطل الدوري، وتغلب على منافسيه المباشرين على المقاعد الأوروبية مثل أرسنال، وهو ما ساعد الفريق على تحقيق نتائج ممتازة قادته إلى تحسين ترتيبه بشكل تدريجي إلى أن حقق هدفه الأول، وهو ضمان الحضور في دوري الأبطال. 


وتعتبر هذه الخطوة مكسباً كبيراً للمدرب الإيطالي، الذي قاد الفريق في منتصف الموسم ولم يقم بالصفقات التي كان يرغب فيها، بل جرت إثارة إمكانية رحيله في منتصف الموسم، بعد أن فشلت إدارة الفريق اللندني بالقيام بالصفقات التي يرغب فيها المدرب الإيطالي، قبل أن تتحرك في الساعات الأخيرة من الميركاتو الشتوي، وتتعاقد مع السويدي ديان كولوسيفسكي والأوروغواياني رودريغو بنتنكور من يوفنتوس الإيطالي. 


وخسر توتنهام في الميركاتو الشتوي عديد اللاعبين، مثل الفرنسي ندومبيلي الذي غادر الفريق معاراً رغم أن صفقته كانت مكلفة، والأرجنتيني لوسيلسو الذي رحل إلى فياريال. ورغم أن الفريق كان يعاني من نقص كبير في الحلول الاحتياطية، إلا أن مدربه الإيطالي عرف كيف يرتب البيت وفق التكتيك الذي يعتمده في كل تجاربه إلى حدّ الآن، والنتيجة كانت مثالية.

وطبق كونتي الخطة 3ـ4ـ3، التي قادت إنتر ميلان للتتويج بالدوري الإيطالي، كما أن هذه الخطة اعتمدها سابقاً مع فريق تشلسي الإنكليزي وتوج بـ"البريمييرليغ". ورغم أنه لم يكن يملك لاعبين قادرين على تنفيذ الخطة بنجاح كبير، إلا أنّه نجح في ذلك وبات توتنهام يحقق الانتصار تلو الآخر. 


ويمكن القول إن توتنهام كان مفاجأة النصف الثاني من الموسم، بما أن ليفربول ومانشستر سيتي فقط حققا نتائج أفضل منه ورفعا الفارق منذ الأسابيع الأولى من الدوري، في وقت لعب فيه توتنهام دوراً كبيراً بإعادة التنافس لـ"البريمييرليغ"، خاصة عندما أعاق السيتي، في لقاء مثير ظهرت خلاله عبقرية المدرب الإيطالي، الذي نجح بفضل طريقة اللعب المعتمدة في إجبار مانشستر على الوقوع بالفخ.

وما حصل في الموسم الماضي يعيد إلى الذاكرة ما أنجزه كونتي مع الإنتر، فخلال الموسم الأول، ضمن عودة الفريق إلى دوري أبطال أوروبا، وهو الهدف الأساسي الذي خططت له إدارة النادي الإيطالي، وفي الموسم الثاني، حصد الألقاب المهمة، بعد أن قاد الإنتر إلى التتويج بالدوري عقب سنوات من الانتظار. 

وفرض كونتي اختياراته في الميركاتو من خلال التعاقد مع أسماء تتماشى مع الرسم المفضل بالنسبة إليه وتنسجم مع خطة الفريق، حيث تعاقد الفريق مع أشرف حكيمي الذي لعب دوراً كبيراً في تتويج الإنتر، وحافظ على أهم الأسماء في صفوف النادي وخاصة لوكاكو ولاوتارو مارتينز، ذلك أن كونتي يفرض اختياراته على إدارة النادي، وعندما فكر الإنتر في بيع بعض اللاعبين بالصيف الماضي، تمرّد على القرار ورحل عن الفريق وسط صدمة الجميع.


وخلال الميركاتو الصيفي، فرض كونتي خياراته مجدداً ودفع إدارة النادي اللندني إلى التحرك سريعاً في سوق الانتقالات بصفقات مميزة إلى حد الآن، جعلت توتنهام نجم الميركاتو، خاصة بعد أن تعاقد الفريق مع الكرواتي إيفان بريزيتش في صفقة انتقال حر قادماً من إنتر ميلان، وهو لاعب يتماشى جيدا مع خطط كونتي، ثم دعم الفريق صفوفه بالنجم المالي بيسوما الذي يعتبر من أفضل اللاعبين في وسط الميدان، ويمكنه أن يساعد الفريق خاصة أن خبرته بالدوري الإنكليزي كبيرة.

وتعتبر صفقة التعاقد مع البرازيلي ريتشارليسون واحدة من أكبر الصفقات بالميركاتو الصيفي، فالنجم البرازيلي متألق في الدوري الإنكليزي بالمواسم الماضية، وهو لاعب أساسي مع منتخب بلاده ويشارك بانتظام ويعتبر من أفضل المهاجمين، وساعد فريقه إيفرتون على تأمين البقاء في الدوري الإنكليزي الممتاز الموسم الماضي بفضل أهدافه الكثيرة.


وهذه الصفقة تؤكد أن طموح كونتي تجاوز التألق في الدوري الإنكليزي بالموسم القادم والسعي إلى التقدم بالأبطال، بل إن الفريق سيقاتل من أجل الفوز بالدوري، ذلك أن نتائج الفريق في الموسم الماضي تجعل هذا الحلم وارداً بشكل كبير، خاصة أن الفريق يعتزم القيام بصفقات جديدة بالمرحلة القادمة.

كما أصر كونتي على بقاء النجم هاري كين، الذي لم يعد بدوره متحمساً للرحيل عن النادي، وبالتالي فإن توتنهام بات قادراً على لعب الأدوار الأولى مستفيداً من التراجع الذي قد يعرفه تشلسي وتأخر مانشستر يونايتد في عقد الصفقات، لينافس بقوة على اللقب. 

والأهم من الصفقات التي قام بها المدرب كونتي بالميركاتو الصيفي، هو الروح التي أصبحت تميز الفريق اللندني، الذي بات يقاتل بشدة من أجل حصد الانتصارات وتخلص من العقلية الانهزامية التي حرمته من الحصول على مراتب أفضل، كما أنّه يتعامل مع كل المباريات بجدية كبيرة بهدف حصد النقاط باستمرار، وهو ما تأكد في الموسم الماضي، عندما قلب الفريق تأخره في عديد المناسبات. 

ورغم أن الطريق إلى التتويج لن يكون سهلاً، إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن توتنهام، في نسخة 2022، سيكون مختلفاً، والنجاحات التي حققها كونتي سابقاً مع يوفنتوس وتشلسي والإنتر قد تتكرر مجدداً، خاصة أن الموسم الثاني دائما ما يكون أفضل لكونتي، ولهذا فإن توتنهام قد يلعب دوراً كبيراً في إشعال المنافسة محلياً.

المساهمون