لا يملك المنتخب السلوفاكي تاريخا كبيرا في منافسات بطولة "اليورو"، إذ إن مشاركته في "يورو 2020" هي الثانية في تاريخه الكروي. وسيسعى المنتخب الصغير لتكرار الإنجاز الكبير الذي حققه في نسخة فرنسا عام 2016، عندما تأهل المنتخب السلوفاكي إلى دور الـ16 من أول مشاركة تاريخية رسمية، فهل ينجح في تقديم أداء مُقنع ويذهب أبعد من الدور الثاني في عام 2021؟
لمحة وتاريخ في "اليورو"
كانت سلوفاكيا جزءا من "تشيكوسلوفاكيا" بين سنوات 1960 و1992، ومنذ عام 1996، أصبح لسلوفاكيا منتخب يُمثلها في منافسات "اليورو"، إلا أنه لم ينجح في تحقيق الهدف والتأهل، لأنه فشل في التصفيات بين سنوات 1996 و2012، ليتأهل لأول مرة إلى بطولة "يورو" فرنسا عام 2016.
وفي أول مشاركة رسمية لعب المنتخب السلوفاكي في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات ويلز، إنكلترا وروسيا، وبدأ مشواره بالخسارة أمام ويلز (2 – 1)، ثم تفوق على المنتخب الروسي في انتصار تاريخي (2 – 1)، ليختم مشواره في الدور الأول بالتعادل مع المنتخب الإنكليزي سلبياً من دون أهداف.
وتأهل المنتخب السلوفاكي بعد أن حل ثالثاً في المجموعة، وحلّ في المركز الأول بين أفضل أصحاب المركز الثالث في ترتيب جميع المجموعات، متقدماً على منتخب أيرلندا والبرتغال وأيرلندا الشمالية، التي رافقته إلى الدور الثاني بفضل ترتيبهم أيضاً.
لكن لسوء حظ المنتخب السلوفاكي اصطدم بالمنتخب الألماني القوي في الدور الثاني، وخسر بثلاثة أهداف نظيفة، ليودع بطولة "يورو 2016"، من دور الـ16، والذي يُعد أبرز إنجاز حققته سلوفاكيا في تاريخ مشاركتها في البطولة الأوروبية، والذي يسعى لتكراره في نسخة عام 2021، أو ربما الذهاب أبعد من هذا الدور.
التصفيات ونقاط القوة والضعف
تأهل المنتخب السلوفاكي لكرة القدم إلى بطولة "يورو 2020"، بعد أن احتل المركز الثالث في المجموعة الخامسة من التصفيات الأوروبية، وجمعت سلوفاكيا 13 نقطة (4 انتصارات وتعادل و3 خسارات)، وسجلت سلوفاكيا 13 هدفاً مقابل تلقيه 11 هدفاً.
وبعد أن حلت سلوفاكيا ثالثة في مجموعتها، خاضت منافسات الملحق، وتفوقت في الدور نصف النهائي على منتخب أيرلندا بركلات الترجيح (4 – 2)، بعد نهاية المباراة بالتعادل السلبي، ثم تفوقت في المباراة النهائية على منتخب أيرلندا الشمالية (2 – 1) بعد التمديد.
رغم تبديل القيادة الفنية للمنتخب السلوفاكي مؤخراً، إلا أن المدرب الجديد، ستيفان تاركوفيتش، نجح في تغيير الأمور وتحسين شكل المنتخب على الصعيدين الفردي والجماعي. وفي 3 مباريات حتى الآن، لعب المدرب بخطة (4-1-4-1)، وأظهر تنوعا مثاليا بين الدفاع والهجوم.
ويملك المنتخب السلوفاكي نقطة قوة تتمثل بتواجد لاعبين خط وسط محترفين في أقوى الدوريات الأوروبية، والذين يمكنهم صناعة الفارق على أرض الملعب في المباريات. كما يُركز المدرب في معظم المباريات على دعم خط الوسط لخط الدفاع، وتشكيل جدار دفاعي يوقف هجمات المنافسين.
وفي حال نجح المدرب، تاركوفيتش، في خلق التوازن بين الأداء الدفاعي والهجومي، فإن منتخب سلوفاكيا يُمكنه تخطي دور المجموعات وتكرار إنجاز عام 2016، والتأهل إلى الدور الثاني من جديد، فهل ينجح في الخروج من المجموعة الصعبة التي يلعب فيها؟
المجموعة والتشكيلة
يلعب المنتخب السلوفاكي في المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبات إسبانيا، بولندا والسويد، ويبدأ مشواره ضد المنتخب البولندي، ثم يلعب ضد المنتخب السويدي في مباراة صعبة، ويختتم مشواره في الدور الأول ضد المنتخب الإسباني أقوى منتخبات هذه المجموعة.
أما بالنسبة لتشكيلة المنتخب السلوفاكي فمضت في حراسة المرمى (مارتين دوبرافكا، ماريك روداك، دوسان كوشياك)، وفي خط الدفاع اختار المدرب (بيتر بيكاريك، لوبومير ساتكا، دينير فافرو، ميلان سكرينيار، توماس هوبوكان وياكوب هولوبيك).
وفي خط الوسط هناك (ماريك هامسيك، ستانيسلاف لوبوتكا، باتريك هروسوفسكي، يوراج كوكشا، أوندريج دودا، روبيرت ماك، فلاديميري فيس، لاسزلو بينيس، لوكاس هاراسلين، توماس سوسلوف، ماتيوس بيرو وإريك جيركا)، أما في خط الهجوم فهناك (ميكال دوريس، روبيرت بوزينيك، دافيك سترليك).
نجوم المنتخب
يُعتبر لاعب خط الوسط الهجومي، ماريك هامشيك، من أبرز نجوم المنتخب السلوفاكي في بطولة "يورو 2020"، وهو الذي خاض حتى الآن 126 مباراة دولية ودية ورسمية، وسجل 26 هدفاً حتى الآن، هذا ويعتبر هامسيك اللاعب الأكثر تمثيلاً لسلوفاكيا في التاريخ. وبدأ هامسيك مسيرته الدولية في عام 2007، وأمسى قائداً للمنتخب لأول مرة وهو في سن الـ21 سنة، وهو من أبرز اللاعبين الذين ساهموا في صناعة المنتخب السلوفاكي للإنجاز التاريخي بالتأهل إلى دور الـ16 في نسخة "يورو 2016، وذلك بعد أن سجل 5 أهداف في 4 مباريات.
مدرب المنتخب
يقود المدرب، ستيفان تاركوفيتش، المنتخب السلوفاكي منذ عام 2020، وهو الذي سبق له أن درب أندية متوسطة وصغيرة، مثل كوسيش وتاتران بريسوف وزيلينا، كما عمل مساعداً لمدرب منتخب سلوفاكيا بين السنوات الممتدة من 2013 حتى 2018. وتعتبر خطة (4-1-4-1) المفضلة للمدرب والتي من المتوقع أن يستخدمها في المباريات الثلاث الأولى في دور المجموعات، والهدف تسجيل نتائج إيجابية تؤهل سلوفاكيا إلى الدور الثاني للمرة الثانية في تاريخه الكروي.