سعيود الجزائري.. حوّل السخرية المصرية إلى مجد عربي

18 ديسمبر 2021
سعيود بطل المشهد الختامي في كأس العرب (كريم جعفر/فرانس برس)
+ الخط -

سجّل أمير سعيود لاعب وسط المنتخب الجزائري، اسمه كصاحب الفضل الأكبر في حصد بلاده لقب كأس العرب للمرة الأولى في تاريخها، بعدما سجل هدفاً استثنائياً في النهائي أمام تونس على استاد البيت بقطر، عوض به كلّ ما فاته.

وكان سعيود الذي تجاوز سنّ الثلاثين، قد عوّض كل ما لاحقه من مشقة، وسوء توفيق وسخرية في رحلته الكروية، بعد فترة ترقب طوال بطولة كأس العرب، قضاها على الدكة، في ظل وجود أسماء كبيرة في مركزه، مثل ياسين براهيمي ويوسف بلايلي خلف رأس الحربة أو بغداد بونجاح كمهاجم صريح.

وشارك سعيود (31 عاماً) في اللقاء النهائي بين الجزائر وتونس، السبت، ونجح بقدم يسرى ساحرة في توجيه تسديدة قوية، وضع عبرها "المحاربين" في المقدمة، وفتح الباب أمام الفوز بالبطولة إذ انتهى اللقاء بهدفين مقابل لا شيء.

هي النهاية السعيدة لبداية رحلة نجم أطلقوا عليه في بدايات مشواره "ميسي الكرة العربية" لامتلاكه قدماً يسرى ساحرة، وقد استغل في النهائي بنجاح الفرصة الذهبية التي نالها من جانب مدربه مجيد بوقرة.

لم تكن رحلة سعيود مع الكرة يسيرة الحال، رغم أن البداية كانت تاريخية، عندما أصبح لاعباً في صفوف الأهلي المصري، قادماً من قطاع الناشئين في نادي وفاق سطيف عام 2008، ليجد نفسه يلعب بجوار محمد أبو تريكة ومحمد بركات وعماد متعب أساطير الكرة المصرية والعربية.

تحت قيادة البرتغالي مانويل جوزيه في تلك الفترة، حرم من فرصة الظهور بسبب صغر سنّه، وظلّ ينتظرها لعدة أشهر، وعندما جاءت تحول إلى مثار سخرية الجماهير، بسبب ركلة جزاء أضاعها في لقاء الأهلي وكيما أسوان، عندما أهدرها، وسقط أرضاً بشكل غريب، لتنتهي مسيرته مع الأهلي.

وتأثر سعيود بهذا المشهد، ولم تنجح محاولات إعادة اكتشافه عبر 3 محاولات إعارة من جانب الأهلي إلى العربي الكويتي ومولودية الجزائر والإسماعيلي المصري حتى رحل في عام 2012.

بعدها حاول سعيود إعادة اكتشاف نفسه، ولكن لاحقته المشكلات في الكثير من المحطات مع الأندية التي لعب لها، مثل بيروي البلغاري والرياضي الصفاقسي التونسي ودفاع تاجنات الجزائري.

وخلال الفترة بين 2012 حتى 2019، فشل سعيود في الوصول إلى حلم حياته باللعب أساسياً في المنتخب الجزائري، ومع تقدّمه بالعمر حدثت نقطة التحول الكبرى في حياته عندما لعب لشباب بلوزداد في عام 2019، وبعد موسمين فقط حقق الكثير من أحلامه، فقد فاز بالدوري الجزائري مع بلوزداد، ونال لقب هداف دوري أبطال أفريقيا عام 2021، وحصل على فرصة الاحتراف مجدداً في الخليج عبر نادي الطائي السعودي، حتى وجد نفسه في قطر مع بوقرة وأضحى صاحب الفضل الأكبر في التتويج بلقب كأس العرب لتسجيله الهدف الأول لمنتخب بلاده.

المساهمون