في "تريغوريا نشعر بشيء مميز هذه الأيام"، هكذا قال بيليغريني بعد الفوز العريض على سسكا صوفيا، بيليغريني الذي يقدم أفضل مستوى له على الإطلاق في هذا الموسم، ما جعل الجميع، وفي مقدمتهم توتي، يكيل المديح لقائد روما الجديد.
بيليغريني هو انعكاس كبير لما فعله مورينيو في هذه الفترة القصيرة. قدرة المدرب على تطوير لاعبيه ذهنيا وإعطائهم حافزا كبيرا. في وقت سابق، قال في إحدى المقابلات عن لورنزو: "لو أملك ثلاثة منه في الفريق فسأشركهم دائما"، هذا مثل جديد لقدرة مورينيو على التأثير على لاعبيه. في إنتر، قال عنه يوما زلاتان "في الملعب كنت مستعدا للموت من أجله"، وفي إنتر أيضا كان ماتيراتزي المعروف بطبعه القاسي أكثر من بكى لمغادرة المدرب البرتغالي، بعد أمسية مدريد التاريخية، في لقطة وثقتها الكاميرات، علما أن ماتيراتزي كان يلعب قليلا جدا مع الفريق.
في كل الأندية التي مر عليها مورينيو، يمكن إيجاد أمثلة مشابهة، التحدي الجديد له في روما يبدو ممتعا جدا، لافتا جدا، بعد تجربة توتنهام الفاشلة، يحتاج إلى نجاح يعيد له بريقه على أرض الملعب وليس فقط في المؤتمرات الصحافية. تشكيك الكثيرين بتجربة روما جعل التحدي أكبر، ومن يعرف مورينيو يدرك جيدا أن هذا أقصى ما يمكن أن يطلبه من أجل تحفيز لاعبيه.
أذكر جيدا، كما يذكر الكثيرون، مؤتمراته الصحافية أيام إنتر، حديثه عن صفر ألقاب "ليوفي، ميلان وروما" كان تاريخيا، الكلام عن سماعه وقع أقدام الأعداء تحول إلى عبارة لا تنسى.
الحماس الذي أشعله مورينيو عند جمهور روما لم نرَ مثله منذ سنوات، صورة المشجعين الذين ينتظرونه خارج المطعم هي أكبر دليل، كسب الجميع بسرعة، لم يعد بمقدوره التنقل براحة في شوارع العاصمة، الأمور مختلفة تماما عمّا كانت عليه في لندن.
طريقته في التواصل ساعدته على السيطرة بسرعة على كل شيء في "تريغوريا"، مقر تدريبات النادي، ظهوره الأول على الدراجة النارية كان رائعا، في محاكاة للجدارية التي رسمها له الجمهور في أحد أحياء المدينة قبل وصوله.
على أرض الملعب لا أحد يملك عصا سحرية، روما ليس من بين المرشحين للفوز باللقب، أو على الأقل هكذا كان قبل انطلاق الموسم، الطموحات ارتفعت الآن، ستة انتصارات متتالية، لكن مورينيو يحاول دائما إبقاء أقدام الجميع على الأرض، "أكيد سنخسر، لا أدري متى، يجب أيضا أن نعرف كيف نتصرف بعد الخسارة".
بعد هدف الشعراوي الذي أعطى فوزا دراماتيكيا على ساسوولو، ركض مورينيو ليحتفل مع اللاعبين تحت "الكورفا سود" بشكل غير مسبوق لمدرب في هذا المكان، كانت مباراته رقم 1000، حماسه يبدو أنه عاد كبيرا، من حسن حظ روما.