عانى النجم البرازيلي ريتشارليسون مهاجم نادي إيفرتون الإنكليزي، من طفولة صعبة للغاية في بلاده، بعدما ترعرع في حي نوفا فينيسيا، المعروف بانتشار عصابات المخدرات والسلاح، واستطاع المحافظة على حياته، رغم المخاطر اليومية التي عاشها، حتى انتشلته رياضة كرة القدم من مأساته.
ولد ريتشارليسون لعائلة برازيلية فقيرة للغاية، فوالده يعمل بمهنة البناء، ووالدته تبيع المثلجات، حتى يستطيعوا تدبر مصاريف أطفالهم الخمسة، وسط حي يشتهر بأنه الأخطر في البرازيل، نظراً لانتشار تجارة المخدرات والسلاح، وكثرة العصابات فيه.
وتلقى ريتشارليسون تربية جيدة من والده، الذي حثه طوال طفولته على الابتعاد عن أي صديق يغرق في تجارة المخدرات، حتى وصل إلى اللحظة الفاصلة، التي كان قريباً منها من الموت، وهو في السن الـ14 من عمره، عندما وجه أحد زعماء العصابات البندقية إلى رأسه وكاد يقتله.
وشعر ريتشارليسون بالخوف الشديد، وبأنه سيفارق الحياة، لأن زعيم العصابة اتهمه بسرقة المخدرات الخاصة به، من خلال حمله لكراته بشكل دائم، وبأنه يقوم بتخبئة أكياس الكوكايين فيها، لكنه استطاع إقناعه بأن يقوم بفتحها، ورؤية ما يوجد بداخلها، لينجو بعدها من الموت بشكل عجيب.
وأقسم ريتشارليسون على عدم العودة مرة أخرى إلى حيه، حتى يحقق النجاح في عالم كرة القدم، ليبتسم الحظ بعدها للموهبة، عندما التقى برجل الأعمال ريناتو فيلاسكو، الذي رأى الإمكانات الفنية الكبيرة التي يتمتع بها الشاب، وقام على الفور بجلبه لفريق ريال نورريست المحلي في عام 2013.
ولعب ريتشارليسون لعدد من الأندية في بلاده بعدها، حتى استطاع تحقيق حُلم طفولته باللعب في إنكلترا، من خلال الانتقال إلى واتفورد في عام 2017 مقابل 11 مليون جنيه إسترليني، بفضل مُكتشفه ريناتو فيلاسكو، الذي وقف معه في جميع محطات مسيرته الاحترافية.
ويُعد حصول ريتشارليسون على إقامة عمل بسرعة في المملكة المتحدة أمراً مثيراً للدهشة، كون السلطات المحلية لا تمنح اللاعبين الأجانب تصاريح عمل، من دون أن يكون سبق له تمثيل منتخب بلاده، وهذا ما حدث مع النجم البرازيلي.
واستطاع ريتشارليسون خطف الأضواء مع واتفورد، بعد أن خاض 38 مباراة سجل فيها 5 أهداف، جعلته مثار اهتمام من نادي إيفرتون، الذي دفع مقابل الحصول على خدمات النجم البرازيلي 50 مليون جنيه إسترليني، ليتمكن من تحقيق حُلمه باللعب مع أحد فرق "البريميرليغ"، وينسى معاناته الكبيرة في بلاده.