رغم ارتباط ريال مدريد بالعديد من الأخبار عن صفقاته المرتقبة في الميركاتو الشتوي المقبل، فإنّ النادي لم يصدر بياناً يُكذّب من خلاله وجود مفاوضات مع أحد النجوم، فقد تعددت الأخبار عن اهتمامه بإيرلينغ هالاند وفيكتور أوسيمين، والكثير من النجوم من دون أن يُبادر النادي إلى كشف موقفه.
واختلف الوضع بالنسبة إلى كيليان مبابي، ذلك أنّ الريال أصدر، السبت، بياناً رسمياً كذّب من خلاله كل الأخبار التي أشارت إلى اتفاقه مع مهاجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي، ليضع حداً لهذه الأخبار، وطبعاً فإنّ البيان لا يعني أنّ الريال غير مهتم بضم النجم الفرنسي.
وهذه الخطوة المفاجئة من قبل الريال قد تكون خوفاً من التبعات القانونية التي قد يتعرض لها الفريق في حال لجأ النادي الفرنسي إلى الاتحاد الدولي، ذلك أن الفصل الخامس في قانون الانتقالات التابعة للاتحاد الدولي يمنع أي ناد التفاوض مع لاعب دون أن يعلم فريقه المرتبط معه بعقد كتابياً. ويمكن لأي فريق التوقيع للاعب قبل 6 أشهر من نهاية عقده، وبالتالي فإنّ الريال أو أي فريق يريد التعاقد مع لاعب سيكون حراً في نهاية الموسم الحالي، عليه أن ينتظر بداية العام المقبل لتوقيع العقد، وقبل ذلك سيكون عرضة للعقوبات.
وكانت مصادر فرنسية، مثل موقع ماكسي فوت، قد أشارت خلال الصيف الماضي إلى أن النادي "الباريسي" يفكر في اللجوء إلى الاتحاد الدولي، بخاصة أن بعض مسؤولي الريال لم يترددوا في الحديث عن الاهتمام بمبابي، في وقت كانت فيه إجابات رئيسه فلورنتينو بيريز طريفة، عندما يطرح عليه اسم مبابي من قبل الجماهير، وآخر إجاباته قوله إنه لا يعرفه.
وهذا القانون لا يتم اللجوء إليه إلا في حالات نادرة للغاية، ذلك أن أشهر قضية هي التي تعلقت بالمدافع الإنكليزي آشلي كول، الذي كان مرتبطاً بعقد مع أرسنال، قبل أن يقع التفطن إليه في عام 2005 وهو يتفاوض مع نادي تشلسي سراً، بعقد لقاء في أحد فنادق لندن، في قضية عرفت بـ"فضيحة كول"، إذ اضطر تشلسي إلى قبول شروط أرسنال خوفاً من عقوبات الاتحاد الدولي، كما عاقب الاتحاد الإنكليزي اللاعب بغرامة مالية وكذلك مدرب تشلسي حينها جوزيه مورينيو الذي التقى اللاعب.
وهذا القانون "المُهمل" لا يُثير المخاوف بشكل كبير، لأنّ الأندية يمكنها التفاوض مع اللاعب بطريقة غير مباشرة عبر التواصل مع وكيل أعماله، وبالتالي يمكن للنادي أن يفلت من عقوبات الاتحاد الدولي في هذه الحالات التي يصعب خلالها إثبات وجود المفاوضات بشكل رسمي.
أمّا السبب الثاني الذي ربما يكون قد دفع ريال مدريد لإصدار البيان، هو الأخبار التي تؤكد اقتراب باريس سان جيرمان من تمديد عقد مبابي، وبالتالي فإن النادي "الملكي" خشي من صفعة ثانية من النادي "الباريسي"، بعد صفعة "ميركاتو 2022" عندما مدّدت إدارة النادي الفرنسي عقد لاعبها قبل أيام من نهايته.