ريال بنزيمة.. مرعب!

09 ابريل 2022
بنزيمة نجم ريال مدريد الإسباني (أنتونيو فيلالبا/Getty)
+ الخط -

الفوز الكبير الذي حققه الريال في لندن أمام تشلسي في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال صنع الحدث في وسائل الإعلام الإسبانية والإنكليزية والعالمية، التي راحت تشيد بالريال ومردود كريم بنزيمة الذي سجل ثاني هاتريك على التوالي في دوري الأبطال بعد الثلاثية أمام سان جيرمان في ثمن النهائي، وبعد أسبوعين من سقوطه بالأربعة أمام البارسا في بطولة الليغا، الذي أدخل الشك في نفوس الجماهير المدريدية، قبل أن يستعيد الفريق توازنه، ويثبت أمام حامل اللقب تشلسي على ميدانه أنه المرشح الأول للتتويج بلقب دوري الأبطال الذي يبقى اختصاصاً مدريدياً بامتياز مهما كانت الظروف، وخاصة في وجود بنزيمة وفينيسيوس، برفقة لوكا مودريتش الذي استعاد شبابه منذ رحيل رونالدو قبل ثلاثة مواسم، رغم أن المأمورية تبقى صعبة في وجود السيتي وليفربول، وحتى البايرن، وهي الأندية المرشحة للمنافسة على لقب هذا الموسم.

في مواجهة تشلسي، استعاد الريال هيبته وأبدع، وأنسى عشاقه تلك الخسارة المذلة أمام البارسا بالأربعة قبل أسبوعين في بطولة الليغا، فحقق أول فوز له على تشلسي في مباراة رسمية في جميع المسابقات الأوروبية، وأول فوز على أرضية ميدان فريق إنكليزي في مسابقة دوري الأبطال منذ 2014 ، بشكل مثير وجميل من كلّ الجوانب الدفاعية والهجومية، الفردية والجماعية، وحتى الفنية والتكتيكية، التي سمحت لكارلو أنشيلوتي باستعادة ثقة الجماهير بقدراته على رفع تحديات الموسم واستعادة لقب الدوري المحلي، ثم التتويج باللقب الحادي عشر لدوري الأبطال أمام العمالقة الإنكليز، تشلسي في ربع النهائي، السيتي في نصف النهائي، ولما لا ليفربول في النهائي، ليكون أجمل سيناريو لأعظم تتويج في تاريخ دوري الأبطال، إذا أضفنا إليه إقصاء البياسجي في ثمن النهائي.

القائد كريم بنزيمة صنع الحدث في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بتوقيعه ثاني هاتريك على التوالي في دوري الأبطال بعد ثلاثية البياسجي، وأول هاتريك خارج القواعد مع الريال في دوري الأبطال، من أصل أربعة سجلها إلى الآن للفريق الإسباني، ليصل إلى 10 أهداف في دوري الأبطال هذا الموسم، و37 هدفاً في 36 مباراة في جميع المسابقات، مؤكداً أنّه أحد أفضل المهاجمين في العالم حالياً، أنسى في ظرف موسمين جماهير الريال النجم رونالدو، بعد أن شكل مع فينيسيوس جونيور ثنائياً من ذهب، خلفه ثنائي آخر مشكل من لوكا مودريتش وتوني كروس، وخلفهما المدافعان المحوريان ايدير ميليتاو وديفيد ألابا، والحارس العملاق تيبو كورتوا، ما يشكل عموداً فقرياً صلباً لفريق لم يتأثر كثيراً برحيل زيدان، ولا رونالدو، لأنه يقوم على منظومة لعب وثقافة انتصار عريقة مهما كانت الأسماء التي يتشكل منها.

البعض يعتقد أن الريال لم يكن قوياً لدرجة تجعلنا نرشحه لإطاحة الفرق الإنكليزية والفوز بلقب دوري الأبطال، بل تشلسي هو الذي كان سيئاً، ودفع ثمن متاعب رئيسه رومان أبراموفيتش، والمشاكل التنظيمية والمادية التي نتجت من إقصائه عن تسيير شؤون فريقه، ما أثّر سلباً بمعنويات اللاعبين التي كانت منحطة وهشة، رغم وجود نجوم كبار في الميدان وفي كرسي الاحتياط لا يتوافر عليهم الريال، لكنه يعيش فترة تراجع في الأداء والنتائج، كان آخرها خسارته على ميدانه بالأربعة أمام الصاعد برينتفورد، ثم الخسارة أمام الريال بالثلاثة، التي قد تفقده تاجه الذي أحرزه بجدارة الموسم الماضي على حساب المرشح الرقم واحد كلّ مرة، نادي مانشستر سيتي، الذي سيكون منافساً شرساً للريال في حالة تأهلهما إلى نصف النهائي.

تشلسي سقط، والريال انتفض، وبنزيمة أبدع وتألق، والمتعة تبقى مضمونة في مسابقة يعتبر فيها الريال نكهتها برصيده الثري الذي يسمح له بأن يكون في الموعد مجدداً لإطاحة السيتي وليفربول مثلما يفعله بتشلسي، بشرط أن يكون بنزيمة في قمة جنونه!

المساهمون