- نشأ رحيمي في أسرة متواضعة بالدار البيضاء، متأثرًا بوالده العامل في نادي الرجاء ومحاطًا بتاريخ النادي ونجومه، مما شكل قصة ملهمة لتحقيق النجاح.
- بفضل الانضباط والتضحية التي غرسها والده، تحول رحيمي إلى أيقونة لجيله ونادي الرجاء، متصدرًا قائمة هدافي دوري أبطال آسيا بـ11 هدفًا، متفوقًا على نجوم كبار.
ترك نجم العين الإماراتي سفيان رحيمي (27 سنة) بصمته في إياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال آسيا ضد الهلال السعودي، مساء الثلاثاء، حين ساهم في تأهل فريقه إلى المباراة النهائية، رغم الخسارة (2-1)، مستفيداً من فوزه ذهاباً (4-2)، سجل منها النجم المغربي ثلاثة أهداف "هاتريك". ولم يُخالف رحيمي التوقعات، حين أثبت مرة أخرى أنه نجم يختلف كثيراً عن باقي اللاعبين الذين بدأوا ممارسة كرة القدم في الأكاديميات والمعاهد ذات المستوى العالي في التعليم والتطوير، فقصة هذا النجم الموهوب مميزة جداً.
ولد سفيان رحيمي في 2 يونيو/ حزيران عام 1996 في الدار البيضاء المغربية، وسرعان ما اندمج في كرة القدم بفضل والده، محمد رحيمي، الشهير بـ"يوعري"، الذي كان يعمل حاملاً للأمتعة في نادي الرجاء المغربي، قبل حوالي 23 عاماً.
نشأ رحيمي الابن في أسرة متواضعة إلى جانب أسوار نادي الرجاء، الفريق الذي كان يتألق محلياً وقارياً تحت قيادة المدرب البوسني، وحيد حاليلوزيتش، في تلك الفترة، بينما كان حينها سفيان رحيمي يسرق النظر من شرفة منزل والده المتواضع، ليتابع تدريبات نجوم الرجاء ويشاهد نجوما مثل الحارس مصطفى الشادلي ومصطفى مستودع وعبد الكريم نزير وجمال السلامي وعبد اللطيف جريندو ومحمد خربوش وغيرهم.
ولم يكن ليحقق سفيان رحيمي هذا المجد الكروي لولا صبر وتضحيات والده، الذي ظل وفياً لنادي الرجاء منذ ثمانينيات القرن الماضي، دون أن يغادره ولو للحظة، إلى أن حقق ما أراد، برؤية نجم ابنه سفيان يُبدع في الملاعب الآسيوية.
ويُعتبر محمد رحيمي أسطورة حقيقية لنادي الرجاء الرياضي، وأفضل مثال لابنيه سفيان وحسين، مع الإشارة إلى أن الأخير يلعب حالياً مع نادي شباب السوالم المغربي، على سبيل الإعارة من نادي الرجاء، وكان بديهياً أن يمرر لهما رسائل ذات قيمة كبيرة، وهي الانضباط والوفاء والتضحية، في سبيل تحقيق الأهداف المطلوبة في كرة القدم.
وبعد سنوات من الاجتهاد والمعاناة والتهميش في فترات كثيرة، أصبح سفيان رحيمي مثالاً لأبناء جيله، وابناً باراً لوالده "يوعري"، وأيضاً لنادي الرجاء الرياضي، كيف لا وهو يتربع حالياً على صدارة هدافي دوري أبطال آسيا بـ11 هدفاً، متقدماً على ألكسندر ميتروفيتش هداف نادي الهلال السعودي، وكريسان داكروز نجم شاندونغ تايسان الصيني، وأندرسون تاليكسا مهاجم النصر السعودي، بثمانية أهداف لكل منهما، لكن النجم المغربي بإمكانه توسيع الفارق أكثر بعد التأهل إلى نهائي دوري أبطال آسيا.