خاض الفرنسيان مهدي بالاميسا، مخرج الأفلام الوثائقية، وغابرييل مارتن، المنتج التلفزيوني، رحلة مثيرة بالدراجة الهوائية من باريس إلى الدوحة، استمرت ثلاثة أشهر، قطعوا خلالها أكثر من 7 آلاف كلم، لدعم منتخب بلادهما في كأس العالم قطر 2022، خلال مشواره نحو الدفاع عن لقبه، والفوز بالكأس للمرة الثالثة في تاريخه.
وفي حوار لموقع اللجنة العليا للمشاريع والإرث السبت، بعد وصولهما إلى استاد لوسيل قبل أيام من انطلاق منافسات البطولة؛ أعربا عن سعادتهما بالقدوم إلى الدوحة لدعم منتخب الديوك، وتطلعهما إلى فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم، بعد تحقيق لقبه الأول في استاد فرنسا عام 1998، ثم استعادة الكأس مرة أخرى في النسخة الماضية من المونديال في روسيا 2018.
وقال غابرييل مارتن: "من الرائع أن نصل إلى هنا أمام استاد لوسيل، الذي سيشهد في 18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل تتويج الفائز بلقب المونديال، ونأمل أن يتصدر منتخبنا المشهد في تلك الليلة التاريخية ويرفع الكأس أمام أكثر من 88 ألف مشجع".
وأضاف مارتن: "لقد كانت رحلة مذهلة غيرت حياتنا، مررنا خلالها بالعديد من الأماكن الرائعة، مثل إسطنبول والبتراء والقدس. وبالطبع، لم تكن رحلة سهلة على الإطلاق، لقد واجهنا العديد من المشكلات التقنية مع دراجاتنا، وحاولنا تجنب التعرض للإصابة والإرهاق، إلا أن هذه الصعوبات منحت الرحلة خصوصية من نوع آخر".
وكانت فكرة السفر إلى الدوحة بالدراجة الهوائية قد بدأت بعد أن سافر الثنائي من فرنسا إلى إيطاليا لحضور إحدى مباريات دوري الأمم الأوروبية العام الماضي، وبعد تجربتهما الناجحة بالدراجة؛ قررا قيادة دراجتيهما على طول الطريق من فرنسا إلى قطر، أرض المونديال، لحضور منافسات أول نسخة من كأس العالم في الشرق الأوسط والعالم العربي.
من جانبه، قال مهدي بالاميسا: "نحن نعشق كرة القدم، ونهوى قيادة الدراجات الهوائية، كنا واثقين أن الرحلة ستكون رائعة، فقد نجحنا في قطع مسافات طويلة، ومنحنا أنفسنا الوقت الكافي للاستمتاع بكل ما مررنا به في طريقنا إلى الدوحة".
وأضاف بالاميسا: "كانت رحلة طويلة بالفعل، ولكن بفضل عزيمتنا، تمكنّا من مواصلتها، وصنعنا ذكريات ستبقى معنا مدى الحياة، فقيادة الدراجة فوق الجبال في تركيا وعبر الصحراء العربية، منحتنا تجارب رائعة ستبقى خالدة في ذاكرتينا ما حيينا".
وتابع: "كانت قيادة الدراجة في الصحراء لمدة 4 أسابيع أمراً مذهلاً للغاية، مجرد استماعي إلى نفسي وأنا أصف الرحلة يبدو أمراً لا يصدق، إلا أن ما مررنا به من ترحيب وكرم ضيافة جعل الرحلة أسهل، ومنحها أهمية خاصة، لقد كانت تجربة مذهلة".
واختتم بالاميسا حديثه بالقول: "رغم أننا نعلم أن مونديال الدوحة هو وجهتنا النهائية، إلا أننا أجلنا الاحتفال بحماسنا حتى عبرنا الحدود، ورغم صعوبة الرحلة، إلا أن الاستقبال الرائع غمرنا بسعادة وحماس كبيرين، ونتطلع للاحتفال مع الآلاف من المشجعين بتتويج منتخب الديوك بالكأس الذهبي في استاد لوسيل".
يشار إلى أن مارتن وبالاميسا من بين المشجعين الذي خاضوا رحلات استثنائية إلى قطر للاستمتاع بفعاليات كأس العالم، فقد قطع الرحالة السعودي عبد الله السلمي أكثر من 1600 كلم سيراً على الأقدام، من مدينة جدة السعودية على ساحل البحر الأحمر إلى العاصمة القطرية الدوحة على شاطئ الخليج العربي، على مدى 55 يوماً. فيما تمكن الرباعي الأرجنتيني، لوكاس ليديزما وليوناردو بيجي وسيلفيو غاتي وماتياس فيرسيسي، من قيادة دراجاتهم لمسافة 10 آلاف كلم، في رحلة استمرت 177 يوماً من جنوب أفريقيا إلى أرض المونديال.