يعتبر الأرجنتيني باولو ديبالا واحداً من أبرز النجوم في الدوري الإيطالي لكرة القدم، معه تبدو آمال عشاق روما أكبر للعودة إلى دوري أبطال أوروبا، المسابقة التي تفضلها جميع الأندية الكبيرة.
ويشهد الدوري الإيطالي تطوراً ملحوظاً على صعيد الانفتاح على منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط في السنوات الماضية. فعلى سبيل المثال، أقيم السوبر الإيطالي في قطر مرتين، ثم استضافته السعودية أخيراً، وافتتح "السيريا أ" مكتباً إقليمياً في أبوظبي بالإمارات، ليكون على مقربة من المشجعين العرب.
وحلّ باولو ديبالا نجم روما الحالي ضيفاً على "العربي الجديد"، في مقابلة تناول فيها العديد من الملفات المثيرة، وهو الذي خبر الكالتشيو منذ سنوات طويلة، حين وصل شاباً يافعاً إلى هناك في عام 2012 قادماً من الأرجنتين، فدافع عن ألوان باليرمو ثم يوفنتوس وبعدها روما.
-
غادر جوزيه مورينيو نادي روما أخيراً، كيف كانت الفترة التي قضيتها معه وتحت قيادته، مع العلم أن العديد من الأندية تبدو مهتمة بضمّه خلال الفترة المقبلة، هل سنراه في نادٍ كبير مجدداً؟
كان العمل مع المستر مورينيو محفزاً وعامل نمو مهماً بالنسبة إليّ. لا شك أن المدرب الذي حقق الكثير في مسيرته يجلب خبرته إليك ويساعدك على التطور كلاعب كرة قدم. بصراحة، لا أعرف ما يخبئه له المستقبل؛ بالتأكيد لن أكون الشخص الذي يتوقع ذلك، لكنني متأكد أنه سيستمر في تدريب الأندية الكبرى.
-
ماذا عن ماسيمليانو أليغري، لقد أشرف عليك في مرتين سابقتين حين كنت في يوفنتوس، هل كانت الفترة الأولى مختلفة عن الثانية؟
كان التدرب تحت قيادة ماسيمليانو أليغري أيضاً محورياً في مسيرتي خلال فترتين مختلفتين، عندما انضممت إلى يوفنتوس قادماً من باليرمو، كنت صغيراً جداً ودخلت فريقاً يضم لاعبين غير عاديين مثل بوفون وكيليني والعديد من الأبطال الآخرين مثل تيفيز وإيغوايين، ولاحقاً كريستيانو رونالدو. كنت صغيراً، ولكنني نضجت بسرعة وتعلمت الكثير من أليغري وزملائي. كانت تلك سنوات جميلة حققنا فيها الكثير. في المرة الثانية، كنت أكثر نضجاً، وعملنا بشكل مختلف، ولكن دائماً مع حضور تلك القيمة المضافة التي يجلبها أليغري المتمثلة بالرغبة دائماً في الفوز والعمل من أجل الانتصار.
-
ماذا يعني لك كأس العالم في قطر 2022، الفوز هناك مع منتخب الأرجنتين باللقب الثالث في تاريخ التانغو؟ وكيف كان شعورك؟
ليس من السهل أبداً وصف مشاعر يوم الثامن عشر من ديسمبر، تلك الليلة كانت أعظم شعور عاطفي في مسيرتي، عندما رفعت الكأس، فكرت في والدي وعائلتي، لأنني كنت أحقق أيضاً أمنيتهم الكبرى: الفوز مع الأرجنتين مع بلدي، لن أنسى أبداً كأس العالم في قطر، وأنا سعيد لأنني سأرويها لأطفالي ذات يوم، وستكون قصة جميلة.
-
يجذب الدوري السعودي العديد من النجوم، حيث هناك رونالدو وبروزوفيتش ونيمار وكريم بنزيمة وميتروفيتش وياسين بونو وآخرون، ما رأيك في المسابقة، وما رأيك في ما يفعله كريستيانو على مستوى تسجيل الأهداف؟
لقد كان نموّ الدوري السعودي في العامين الماضيين مذهلاً، سواء من اللاعبين أو الأندية، وأيضاً من حيث جودة لعبة كرة القدم. لقد شاهدت العديد من المباريات على شاشة التلفزيون، وقد أعجبت بمستوى اللعب وشغف الجماهير، حيث تكون الملاعب ممتلئة دائماً. كرة القدم محبوبة حقاً من قبل الأجيال الشابة. بالإضافة إلى ذلك، العديد من زملائي الأرجنتينيين يلعبون هناك، وكثيراً ما يتحدثون عن الدوري بشكل جيد. أما بالنسبة إلى كريستيانو رونالدو، فهو بطل. كان اللعب بجانبه أمراً رائعاً بالنسبة إليّ، لكنه كان أيضاً وسيلة للتعلم من تفانيه، وقبل كل شيء رغبته المستمرة في الفوز وتحسين نفسه. لست مندهشاً من أنه يقوم بعمل جيد حتى في الدوري السعودي هناك.
أريد أن أقدّم كلّ ما لديّ لروما وجماهيره
-
زاملت العديد من اللاعبين والنجوم الكبار، إن كان في المنتخب الأرجنتيني أو حتى الأندية، لكنك من بين القلائل الذين حظوا بفرصة اللعب جنباً إلى جنب مع كريستيانو رونالدو وميسي، ما الذي يميزهما؟
كما قلت من قبل، تعلمت من رونالدو التفاني في الرياضة، وهذا الإصرار من أجل تحقيق الفوز، لكن اللعب مع ليونيل ميسي كان حلم طفولتي، ميسي مصدر إلهام مستمر لنا، نحن محظوظون برؤيته بجانبنا في الملعب، هي فرحة لن أنساها أبداً أنني شاركته كأس العالم.
-
التدريب على مستوى الأندية يختلف عن المنتخبات، هل يمكن للمدير الفني ليونيل سكالوني النجاح مع أحد الفرق الكبرى في أوروبا على غرار ما حققه مع منتخب الأرجنتين؟
يمكن للمدرب ليونيل سكالوني أن ينجح في أي مكان، هو يتمتع بكفاءة تكتيكية هائلة، وكان أيضاً لاعباً مهماً هنا في أوروبا. يتمتع بالقدرة على التفاعل مع لاعبيه وغرس أفكاره بشكل استثنائي، ويمتلك طاقم عمل ممتازاً إلى جانبه. يمكنه التدريب في أي مكان، لكن بالطبع آمل أن يبقى مع المنتخب الوطني لفترة طويلة، ويمكننا معاً الفوز بالمزيد من الألقاب.
-
أين يرى ديبالا نفسه في المستقبل، هل من الممكن أن تسير على خطى رونالدو مثلاً بالذهاب إلى الدوري السعودي أو إلى الدوري الأميركي مثلما فعل ميسي بالانتقال إلى إنتر ميامي؟
في الوقت الحالي، ألعب لروما، وأتخيل نفسي مع روما، لدينا مدرب جديد، هو دانييلي دي روسي، الذي كان رمزاً في روما كلاعب، وهو الآن ملتزم تماماً دوره الجديد. إنه ينقل أفكاره، ومن المحفز حقاً العمل معه. أريد أن أقدم كلّ ما لدي لهذا الفريق وللجماهير التي رحّبت بي بطريقة مذهلة. أود تحقيق نتيجة إيجابية والوصول إلى دوري أبطال أوروبا هذا العام، في الوقت الحالي، مستقبلي هو المباراة التالية، وبعد ذلك سنرى ما سيحدث. من المؤكد أن الدوري السعودي واحد من أهم الدوريات، إلى جانب الدوري الأميركي وكذلك الدوريات الأوروبية.
-
لعبت أخيراً في السوبر الإيطالي في السعودية، كيف كانت تجربتك هناك؟
المشاركة في كأس السوبر في السعودية كانت بمثابة تجربة جديدة بالنسبة إليّ، لم يسبق لي أن زرت المملكة العربية السعودية، وكانت تجربة إيجابية للغاية، لقد أذهلني بالفعل شغف المشجعين بكرة القدم وتفانيهم في هذه الرياضة.
-
لديك العديد من الصداقات في عالم كرة القدم، ولعبت إلى جانب لاعب كبار، من زملاؤك الثلاثة المفضلون للّعب معهم، ولماذا؟
زملائي الثلاثة المفضلون للّعب معهم هم: ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو وغونزالو إيغوايين.
-
ما الهدف الذي تذكره دائماً ولا تنساه خلال مسيرتك حتى اللحظة؟
إذا اضطررت إلى اختيار واحد من أهدافي، فسأقول إنه الهدف في شباك إنتر بموسم 2019-2020 بتمريرة من آرون رامسي. ثم ركلة الجزاء في كأس العالم، وهي الأهم على الإطلاق.
لن أنسى أبداً كأس العالم في قطر
-
لعبت إلى جانب مدافعين مميزين في مسيرتك مثل سمولينغ وكيليني وبونوتشي وليساندرو مارتينيز، وواجهت آخرين، ما الذي يلفتك في اللاعب المدافع حين تكون في خط المقدمة؟
هذا سؤال عظيم. جميع المدافعين الذين واجهتهم كانوا أقوياء وأبطالاً، ويمتازون بالصلابة، لكلّ منهم خصائصه الخاصة، ولكن أود أن أسلط الضوء على قدرتهم على الاستمرار في التركيز على اللعب خلال 90 دقيقة كاملة. في الواقع، كلهم مدافعون استثنائيون.
-
العديد من النجوم يبقون في ذاكرة المشجعين بعد الاعتزال، كيف تريد للمشجعين أن يتذكروا ديبالا؟
أود أن يتذكرني الناس كلاعب موهوب حاول دائماً تقديم كلّ ما لديه على أرض الملعب، وأود أيضاً أن يتذكرني الناس باعتباري لاعباً قادراً على الإلهام وإظهار جمال كرة القدم للأجيال الشابة.. وأن أستطيع أن أكون مثالاً يُحتذى به داخل الملعب وخارجه، سيكون هذا هو الإنجاز الأكثر أهمية بالنسبة إليّ.