دوري أبطال أفريقيا: مواجهات قوية للأندية العربية

13 سبتمبر 2024
الأهلي والترجي على ستاد القاهرة الدولي في 15 مايو 2024 (أيمن عارف/Getty)
+ الخط -

تعود الحياة من جديد إلى بطولة دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم لموسم 2024-2025، عبر انطلاق جولة ذهاب الدور الثاني من عمر البطولة المؤهل إلى مرحلة المجموعات، وسط ترقب لموقف الأندية العربية ومدى تحقيقها لضربة بداية قوية في نسخة يتوقعها الخبراء الأقوى في تاريخ البطولة على الإطلاق، وخاصة أنّ الكرة الأفريقية بصفة عامة والعربية بصورة خاصة شهدت ارتفاعاً كبيراً في قيمة التشكيلات التي تمتلكها الأندية بفضل الصفقات المميزة التي تم إبرامها خلال فترة الانتقالات الصيفية.

وتمثّل نسخة دوري أبطال أفريقيا الجارية حالياً أهمية كبيرة في ظل الجوائز والمكاسب التي يحصدها الفريق البطل، في ضوء التغييرات التي تمّت في المشهد القاري خلال الفترة الأخيرة، يتصدّرها منح الفريق الفائز جائزة مالية تصل إلى أربعة ملايين دولار أميركي، وإلى جانب الجائزة المالية يحصل الفريق الفائز على بطاقة المشاركة في بطولة العالم للقارات السنوية، والتي تصل فيها قيمة المشاركة فقط إلى مليون دولار، إضافة لجوائز إضافية وفقاً للنتائج، وأخيراً منح الفائز بطاقة المشاركة في بطولة العالم للأندية التي استحدثها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وينتظر انطلاقها في عام 2025 بمشاركة أبطال دوري أبطال أفريقيا في آخر أربع سنوات.

وينطلق الدور الثاني لدوري أبطال أفريقيا بمشاركة عربية كبيرة لأندية تسعى للحفاظ على الكأس، مثل الأهلي المصري (حامل اللقب في آخر نسختين)، وأخرى تبحث عن حلم استعادة اللقب القاري الكبير، مثل الترجي التونسي والرجاء المغربي، وثالثة تملك حالياً مؤهلات المنافسة على حصد الكأس القارية بعد سلسلة من التدعيمات القوية، مثل مولودية الجزائر بطل الدوري الجزائري ووصيفه شباب بلوزداد وأيضاً الجيش الملكي المغربي وبيراميدز المصري، بالإضافة إلى أندية عربية تبحث عن التمثيل المشرف والوصول لأبعد مدى في البطولة القارية، مثل الهلال والمريخ السودانيين، كما تشهد انطلاقة الدور الثاني لدوري أبطال أفريقيا مشاركة قوية للأندية من القوى التقليدية في القارة السمراء، والفرق ذات الاسم الكبير في القارة، مثل مازيمبي الكونغولي وصن داونز الجنوب أفريقي وبترو أتلتيكو الأنغولي.

وشهد "ميركاتو" دوري أبطال أفريقيا لدعم القوائم انتقالات عربية قوية لأندية استقدمت صفقات قوية، مثل الأهلي المصري الذي ضم الرباعي الخطير يحيى عطية الله نجم سوتشي الروسي، وأشرف داري مدافع بريست الفرنسي، وعمر الساعي لاعب وسط الإسماعيلي، ويوسف أيمن مدافع الدحيل القطري، وتخطت قيمتها حاجز الثلاثة ملايين دولار. كما ضمّ الترجي العديد من الصفقات النارية، يتصدرها النجم الجزائري الكبير يوسف بلايلي، ومعه نجوم تونس البشير بن سعيد وأيمن بن محمد ويوسف العبدلي وحمزة الجلاصي، وهي صفقات لم تتخط قيمتها المالية 500 ألف يورو في ظل الاتجاه لضم لاعبين لا يرتبطون بعقود سارية المفعول مع أندية.

ويبرز نادي مولودية الجزائر، الذي واصل تعاقداته القوية في الميركاتو الصيفي واستقدم أكرم بوراس الموهبة المتألقة في الجزائر مع شباب بلوزداد في الفترة الأخيرة، مع الطيب المزياني نجم الأفريقي التونسي وصاحب الخبرات الكبيرة. كما لمع في الصورة نادي شباب بلوزداد الذي أبرم صفقة الموسم بالتعاقد مع الهداف التاريخي لمنتخب الجزائر إسلام سليماني الذي لعب لسنوات طويلة في أندية أوروبية كبيرة، إضافة لضم أحد أفضل المواهب في أفريقيا مايو خانيسا في صفقة تخطت المليون يورو، وأيضاً استعارة أيمن محيوص هداف إيفردون السويسري لموسم.

ومن الأندية التي دعمت صفوفها بقوة أيضاً، يظهر نادي بيراميدز المصري الذي أنفق أكثر من مليون دولار لضم عبد الرحمن مجدي نجم النادي الإسماعيلي، ويوسف أوباما لاعب وسط الزمالك، وطارق علاء نجم دفاع نادي سموحة، وهي صفقات قوية. وأبرم نادي الهلال السوداني أغلى صفقة عربية في تاريخه قبل انطلاق الدور الثاني لدوري أبطال أفريقيا بالتعاقد مع الطيب بن زيتون هداف البنزرتي التونسي، التي وصلت قيمتها إلى 200 ألف دولار.

وتبدأ منافسات الدور الثاني لبطولة دوري أبطال أفريقيا، وتحديداً جولة الذهاب، عبر قمة عربية خالصة تجمع بين الاتحاد المنستيري وصيف الدوري التونسي ومولودية الجزائر بطل الدوري الجزائري في ملعب الأول، وهي مباراة مفتوحة على مصراعيها لكل السيناريوهات في ظل الأحلام الكبيرة التي يملكها الناديان في رحلة البطولة القارية.

ويسعى الاتحاد المنستيري لاستغلال عنصري الأرض والجمهور في تحقيق الفوز بفارق هدفين على الأقل، وسط توقعات بأن يلعب مدربه محمد الساحلي بطريقة هجومية مع القوة الضاربة، مثل أحمد سليمان وفابريس زيغي وضياء الجويني وفرات السلطاني ومحمود غربال وموزيس أوركوما ومعز الحاج علي وشهاب الجبالي وأحمد الجفالي وأيمن الحرزي وإياد الحاج خليفة. في المقابل، يدخل مولودية الجزائر المواجهة مع مدربه الكبير أمير بوميل، وهو يبحث عن نتيجة ايجابية، مثل التعادل خارج ملعبه لتسهيل المأمورية أو تحقيق الفوز ووضع قدم في الدور التالي.

ويراهن أمير بوميل مدرب مولودية الجزائر على تشكيلة قوية يملكها، يتصدرها أيوب عبد اللاوي وزكريا دراوي ومحمد زوغرانا ومحمد بن خماسة وكيبري جونيور وزكريا نعيجي، إضافة لصفقات جديدة شملت لاعبين يعوّل عليهم وانضمّوا أخيراً، مثل الطيب المزياني وأكرم بوراس، وسط توقعات بأن يلعب أمير بوميل المواجهة بتوازن بين الدفاع والهجوم لتجنب شبح الخسارة، خاصة في ظل وضع مولودية الجزائر بطولة دوري أبطال أفريقيا ضمن أحلامه. وتقام مباراة أخرى في ضربة بداية الدور الثاني، وتجمع بين إينوغو رينجرز النيجيري وساغرادا الأنغولي، بحثاً عن النتيجة المطلوبة للاقتراب من دور المجموعات.

المساهمون