فشل منتخب بلجيكا مرة أخرى في الحصول على لقبٍ يُسعد جماهيره التي تنتظر مع كل بطولة كبرى، أن تنضمّ إلى قائمة المنتخبات التي صعدت على أعلى منصات التتويج، خاصة أنّها حصدت المركز الثالث في كأس العالم 2018، لكن منتخب الشياطين الحمر، غادر البطولة منذ ربع النهائي ضد منتخب لم يتأهل إلى كأس العالم الأخيرة.
خيبة الأمل الجديدة كانت صادمةً، لأن المدرب روبيتو مارتينيز كان يملك ترسانة من النجوم في مختلف المراكز، يحلم أي مدرب بالاعتماد عليها، لكنّه فشل في قيادتها إلى النهائي رغم كل التوقعات التي وضعت بلجيكا على رأس المرشحين للحصول على اللقب مع فرنسا.
ولم تختلف المشاركة الجديدة عن الدورات السابقة، فقد دخل "الشياطين الحمر" البطولة وهم يحتلون المركز الأول في التصنيف الشهري للمنتخبات في العالم، إضافة إلى الاعتماد على لاعبي الخبرة والنجوم المعروفة. كذلك استعاد المنتخب خدمات تيري هنري الذي عزز الجهاز الفني للمساعدة بخبرته الكبيرة.
ولئن عاند الحظ المنتخب البلجيكي في نصف نهائي كأس العالم الأخيرة، إلا أنّه هذه المرة ضد المنتخب الإيطالي لم يكن مقنعاً بالمرة، وباستثناء بعض المحاولات من هجمات معاكسةٍ، فإن السيطرة كانت إيطالية بشكل صريح، وهو أمر حدث أيضاً في الدور الـ16 ضد البرتغال التي لعبت بشكل أفضل، لكنّ هدفاً مفاجئاً من تورغن هازارد صنع الفارق.
ويُلام المدرب مارتينز على الاعتماد على لاعبين يعانون من الإصابة ولم يكونوا في أفضل الجاهزية البدنية، وفي مقدمتهم إيدين هازارد الذي جامله المدرب خلال البطولة، كذلك فإن ألاكس فيتسال لم يشارك في عديد المباريات منذ إصابته مع بوروسيا دورتموند في بداية العام. وخلال ربع النهائي اعتمد المدرب على النجم كيفين ديبروين الذي يبدو أنّه لم يكن في كامل الجاهزية بسبب إصابته ضد البرتغال.
كذلك فإن بلجيكا افتقدت الأسلوب الجماعي الذي كان نقطة قوتها في كأس العالم الأخيرة، إذ كانت معظم العمليات الهجومية ترتكز على مجهودات فردية من لوكاكو ثم هازارد ونهاية بالواعد دوكو، وبمثل هذه الطريقة لا يمكن إرباك منتخبات قوية.
وبالمحصّلة، يبدو أن ثوب المرشح لا يُناسب منتخب بلجيكا، فخيّب الآمال من جديد، كذلك فإنه أفضل جيل أضاع فرصة جديدة لتسجيل اسمه بأحرف من ذهب في سماء الكرة الأوروبية.