دوّن مهاجم تونس لكرة القدم حمزة رفيعة (24 عاماً)، اسمه في سجلات كرة القدم التونسية، بعد أن سجل الهدف رقم 100 لتونس في تاريخ كأس أمم أفريقيا، وذلك عندما خطف كرة كانت تبدو صعبة وأودعها في شباك حارس منتخب مالي.
وجاء هدف رفيعة بعد سلسلة من التمريرات هي الأطول في النسخة الحالية لكأس أمم أفريقيا، حيث تبادل لاعبو المنتخب التونسي الكرة بينهم 16 مرة لتصل إلى رفيعة الذي عدّل النتيجة لصالح "نسور قرطاج" 1-1 وهي النتيجة التي انتهت عليها المباراة.
حمزة رفيعة.. ولادة في تونس وتكوين في فرنسا
ولد حمزة رفيعة في قلعة سنان، بالقرب من الحدود الجزائرية التونسية، وكغيره من الأطفال التونسيين، بدأ يمارس كرة القدم في الشارع برفقة أصدقائه، لكنه سرعان ما هاجر مع عائلته إلى فرنسا، وهذه المحطة كانت حاسمة في مشواره الكروي، حيث باشر تكوينه في المدارس الأوروبية.
أولمبيك ليون اكتشف موهبته
ولعب رفيعة عام 2005 في نادي برون تيرايون وسنه لم يكن قد تجاوز 6 سنوات، وواصل تكوينه مع برون غراند ليون، لتأتي فرصته حين راقبه أحد كشافي مواهب أولمبيك ليون وقرر أن يصحبه معه ليكون ضمن أكاديمية النادي الفرنسي العريق، وهناك قضى 6 سنوات كاملة.
يوفنتوس ومحطات الإعارة
وتسارعت خطوات حمزة رفيعة ليلفت انتباه يوفنتوس الإيطالي، في حين لم تستمر تجربته معه أكثر من سنتين لم ينل فيهما فرصة كافية، وهذا ما دفعه لطلب المغادرة على سبيل الإعارة، فكان له عبر الانتقال إلى نادي ستاندار لييج البلجيكي، وبعدها عاد إلى الدوري الإيطالي للعب مع كريمونيسي.
ومع مرور الوقت لم يجد اللاعب التونسي ضالته فغيّر النادي مجدداً وهذه المرة بالانتقال إلى دلفينو بيسكارا، وهي خطوة عاد بها إلى الخلف لأنه لعب في دوري الدرجة الثالثة، ومع ذلك نجح في لفت انتباه نادي ليتشي الذي أعاده للعب في "السيري A".
زميل رونالدو وهدف تحت أنظاره
وتألق حمزة رفيعة تحت إشراف المدرب الإيطالي أندريا بيرلو، وحظي بفرصة عند مشاركته في إحدى مباريات كأس إيطاليا، إذ سجل هدفاً تحت أنظار الأسطورة البرتغالي، كريستيانو رونالدو، والذي انبهر به بما أنّ هدفه كان حاسماً لإنقاذ "السيدة العجوز" وضمان التأهل على حساب جنوى.
تونس خيار أول
ورغم تمثيله المنتخب الفرنسي في فئات أقل من 16 و17 عاماً، دائماً ما أبدى رفيعة تعلقه بموطنه الأصلي، ولم يتأخر في الموافقة على تمثيل المنتخب التونسي عام 2020، حيث لم يتجاوز سنه آنذاك 19 عاماً، ومع ذلك ترك كل أحلام اللعب مع "الديوك" فقط لإسعاد الجماهير التونسية.
غياب عن المونديال وعودة أقوى
وعاش المهاجم الشاب أوقاتاً صعبة عندما غاب عن المشاركة في كأس العالم 2022 لخيارات فنية تعود لتراجع مستواه، غير أنه فضّل مواصلة العمل بجدية وانتظار فرصته، فكان له ما تمناه وأكثر، إذ سجل هدفاً تاريخياً في مشوار المنتخب التونسي خلال كأس أمم أفريقيا.