استمع إلى الملخص
- تطور تصميم كرات اليورو منذ 1960، مع كل بطولة تشهد تحسينات تقنية وجمالية تلبي متطلبات اللعبة المتطورة، مثل "تاتغو مونديال" و"أوروبا تانغو".
- كل كرة يورو تحمل قصصًا وتطورات تقنية، مثل "روتيرو" و"أونيفوريا"، تعبر عن التطور التاريخي والثقافي لكرة القدم الأوروبية، مؤكدةً على أهميتها كجزء من تراث اللعبة.
ستلفت كرة بطولة يورو 2024 الرسمية الأنظار حين تنطلق بعد أيام في ألمانيا، بسبب شكلها الرائع والألوان التي تميزها، إذ يطغى عليها اللون الأصفر والأسود والأبيض، وأطلق عليها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا، اسم "فوسباليبي" الذي يعني باللغة الألمانية "حُب كرة القدم"، لتكون هذه الكرة الجديدة، امتداداً للتاريخ الطويل من الكرات الرسمية للبطولة، التي يحرص الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا على استخدامها، معولاً على مزوّدها، شركة أديداس، التي تحرص على توفير الكرات للبطولة.
وتُعتبر كرة بطولة اليورو الأكثر إثارة بين جميع كرات البطولات العالمية، خصوصاً أن الشركة المصنعة تحرص على إضافة شكل خاص يتطور مع تقدم الزمن، سواء على مستوى التصميم أو النوعية أو حتى الاسم، إذ يتوجه المشجعون إلى المتاجر الرسمية لشرائها بكثافة. وكشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يويفا، في تقرير نشره على موقعه الرسمي، أنه بدأ منذ عام 1960 في تصميم كرات خاصة للبطولة، رغم أنها في ذلك الوقت لم تكن تحتوي على أي مميزات، كما أن لونها الذهبي لم يكن يظهر على كاميرات التلفزيون، ولا حتى في الصحف، حين كان يظهر فقط اللونان الأبيض والأسود، كما لم تختلف كرة يورو 1964 عنها كثيراً، باستثناء تغيّر اللون من الذهبي إلى الأبيض.
وبرز نوع من التغيير في كرة 1968، التي تم تصميمها باللونين الأبيض والأسود الشهيرين، في الوقت الذي شهد فيه يورو 1972 تقسيم الكرة إلى 32 قطعة، مع كتابة اسم اليورو والبطولة والشركة المصنعة عليها باللون الأخضر، في ما احتفظت كرة يورو 1976 بالتصميم نفسه وطريقة الكتابة، ولكن هذه المرة بالأسود، كما تم إضافة لون آخر هو البرتقالي، وفي ذلك الوقت تطورت الكرة من ناحية المواد التي تحتوي عليها، بحيث لا تتأثر سرعتها بالأمطار على عشب الملاعب.
أما في يورو 1980، ظل اللونان الأبيض والأسود، ولكن التصميم تغيّر، إذ أصبح اللون الأبيض على الكرة بالكامل يُضاف إليه اللون الأسود على شكل مثلثات، بالإضافة لوجود اسم الكرة والشركة، وأُطلق اسم "تانغو مونديال" على كرة عام 1984، التي أضيف إليها اللون الأحمر المكتوب به اسم الكرة، علاوة على اسم البطولة، في الوقت الذي تغيّر فيه الاسم في يورو 1988 ليصبح "أوروبا تانغو"، صنعت بالمادة نفسها التي صممت بها كرة مونديال المكسيك 1986 التي كانت مقاومة للأمطار.
وأُقيم مونديال 1990 وأولمبياد برشلونة 1992 ويورو 1992، بالكرة نفسها التي احتفظت بالاسم نفسه، مع إضافة زخرفة حول المثلثات السوداء، وداخلها صور من رؤوس الأسود الثلاثة، كما كانت تتميز بالثبات في ذلك الوقت لاحتوائها على مادة بولييوريثان. وأطلق اسم "كويسترا أوروبا" على كرة يورو 1996، التي استخدمت في تصميمها مادة البولسترين، ما جعلها أسرع بكثير على العشب مع عدم تأثر سرعتها بهطول الأمطار، كما كانت أكثر دقة في التصويب، بالإضافة لوجود الألوان: الأسود والأحمر والأبيض، علاوة على وجود نجمة داخل المثلث ورؤوس الأسود حول تلك النجمة، لتصبح في شكلها قريبة من علم إنكلترا، مستضيفة البطولة.
أما كرة يورو 2000 في بلجيكا وهولندا، فقد تطور شكلها بوجود اللونين الفضي والرصاصي حول المثلث، لتظهر المثلثات بشكل مزخرف جديد، وتظهر الكرة بنقاط داكنة باللون الأسود، كما تخلت "أديداس" عن الشعار القديم "زهرة اللوتس"، فيما احتوت مواد جعلتها أسهل للسيطرة عليها وأسرع في الملعب، بخلاف ما كانت عليه في البطولات السابقة، مع وجود طبقة من البالونات الصغيرة مضغوطة بشكل وثيق وممتلئة بالغاز، يجعل تأثير تسديدها متساوياً بالقدم أو بالرأس.
وتعتبر كرة يورو 2004 بالبرتغال، روتيرو، هي الكرة الأشهر في تاريخ البطولة، على اعتبار أنها احتوت مواد جعلتها أسهل في الحركة على العشب، بالإضافة لسرعتها في الهواء، وكانت هي الأولى من حيث عدد النسخ التي تم إصدارها، (2300 كرة للمباريات وللتدريبات)، كما كانت أول كرة تُطبع عليها تواريخ المباريات، وأسماء المنتخبات، وأطلق اسم يورو باس، على كرة يورو 2008 في سويسرا والنمسا، وهي الكرة التي أعادت للأذهان التصميم القديم، كما كانت من أكثر الكرات التي اتفق عليها اللاعبون والمدربون وكذلك حراس المرمى، فقد كانت تحتوي على مواد حرارية جعلت منها ملائمة مع مختلف الأحوال الجوية، وسهلة السيطرة عليها، بجانب سهولة التحكم بها من خلال قفازات الحراس.
ولم يختلف التصميم كثيراً في يورو 2012، فاحتوت كرة تانغو 2012، على ألوان أعلام الدول حول المثلثات واسم الكرة تحت شعار البطولة. وأطلق اسم اللعبة الجميلة على كرة يورو 2016 في فرنسا، إذ إنها ارتبطت بألوان العلم الفرنسي، أما كرة يورو 2020 فقد أطلق عليها أونيفوريا، وأظهرت تصميماً يحمل خطوطاً سوداء، بأسلوب ضربات الفرشاة على مدار الكرة بأكملها، مما يرمز إلى عدم وضوح الحدود بين الدول الأوروبية، وتتخلل هذه الضربات الواسعة ومضات من الألوان الفاتحة الساطعة، والتي تمثل تلاقي الثقافات المختلفة.