حصاد 2024: سطوة إسبانية على البطولات والأرجنتين استثناء

23 ديسمبر 2024
الإثارة رافقت أهم البطولات في عام 2024 (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حقق المنتخب الإسباني لقب يورو 2024 بعد مشوار مميز، متجاوزاً منتخبات قوية مثل كرواتيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا، وفاز في النهائي ضد فرنسا بفضل أهداف نيكو ويليامز وأويارزابال. كما فاز ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا للمرة الخامسة عشرة واختتم العام بكأس الأندية للقارات.

- واصل المنتخب الأرجنتيني تألقه بفوزه بكوبا أميركا 2024، متجاوزاً دور المجموعات وتفوق على الإكوادور وكندا قبل هزيمة كولومبيا في النهائي، رغم إصابة ميسي.

- فاز الإسباني رودري بجائزة الكرة الذهبية، مما أثار ردود فعل من ريال مدريد، بينما حصل فينيسيوس جونيور على جائزة ذا بست من "فيفا".

شهد عام 2024 سطوة إسبانية على البطولات في مختلف المستويات، بفضل تألق المنتخب الأول والأندية، كما جاء المنتخب الأرجنتيني بمثابة استثناء، بعد نجاحه في الفوز ببطولة قارية، أكد عبرها استحقاقه لتصدر قائمة الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" لهذه السنة، كما توج الدولي الإسباني رودري بجائزة الكرة الذهبية التي تنظمها مجلة فرانس فوتبول، كانت هذه أبرز أحداث الرياضة العالمية بعيداً عن حصاد العرب بين أفريقيا وآسيا.

وشقّت إسبانيا طريقها نحو النجاح منذ بداية بطولة يورو 2024، عبر نتائج مثالية في دور المجموعات، وكشفت عن ثوب الراغب في تحقيق اللقب، عبر الفوز أمام المنافسين المباشرين، وهم كرواتيا 3-0، وإيطاليا بهدف من دون مقابل، وألبانيا بنفس النتيجة، لتتخطى مجموعة الموت عن جدارة، وتفتح المجال لتجاوز منافسيها في الأدوار النهائية. ولم يجد "الماتادور" صعوبة تُذكر في الفوز على منتخب جورجيا، عبر أربعة أهداف مقابل واحد، لترتفع صعوبة المباريات في الدور ربع النهائي، خلال لقاء استمر إلى الأشواط الإضافية ضد ألمانيا، وانتهى لصالح زملاء الموهبة لامين يامال بهدفين لواحد، ليصطدم الفريق المكون بالمجمل من الشباب بمنتخب فرنسا، ومع ذلك، قاده نجومه مجدداً للتفوق بنتيجة هدفين لواحد، قبل أن يصل موعد النهائي، والذي أحرز فيه الثنائي نيكو ويليامز وأويارزابال هدفين كانا كافيين لتحقيق اللقب، رغم استمرار المواجهة بنتيجة التعادل إلى غاية الدقيقة 86.

وحمل نادي ريال مدريد النسخة 69 لدوري أبطال أوروبا، بفضل مشوار استثنائي في آخر نسخة تُلعب بشكلها القديم، وهو اللقب 15 في مشواره، وقد جسّد من خلاله السيطرة الإسبانية على الألقاب، حتى على مستوى الأندية. وجاء التألق بداية من تصدره دوري المجموعات، إذ جمع 18 نقطة من مواجهاته ضد نابولي الإيطالي، سبورتينغ براغا البرتغالي ويونيون برلين الألماني. واستمر تألق الملكي في مرحلة خروج المغلوب عندما واجه لايبزغ الألماني، ففاز في مجموع المباراتين بهدفين لواحد، ثم مرّ الفريق لخوض مباراة الربع النهائي، أمام منافس يخشاه الجميع، وهو مانشستر سيتي، فعادت الغلبة للميرينغي وتأهل إلى الدور الموالي، وفي هذا الدور، واجه عملاقاً أوروبياً آخر، وهو نادي بايرن ميونخ، فتفوق من جديد بفضل المد الهجومي المميز 4-3، قبل أن يحسم النهائي بالتخصص، عندما لاقى بوروسيا دورتموند من جديد، وفاز عليه بهدفين دون مقابل.

وتابع النادي الملكي حصد التتويجات، بعد أن فاز بالكأس الممتازة الأوروبية على حساب أتالانتا الإيطالي في مباراة مثيرة وصعبة، ثم أنهى عامه بلقب جديد عندما توج بكأس الأندية للقارات في قطر منذ أيام قليلة. ويُعتبرُ حصاد ريال مدريد وسيطرته على الألقاب، مؤشراً على تألق كرة القدم الإسبانية، التي عاشت موسماً استثنائياً كما أن ريال مدريد أظهر أنه قادر على التألق دون وجود نجوم في حجم كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة، فقد واجه الفريق أندية قوية غير أنه كسب التحدي بقيادة مدربه الإيطالي الذي واصل حصد اللقب وذلك للمرة الخامسة في مسيرته وأصبح أكثر مدرب يتوج مع ريال مدريد برصيد 15 لقباً في كل المسابقات.

وكان من الطبيعي أن يواصل المنتخب الأرجنتيني على منوال التألق، بعد فوزه بآخر نسخة من كأس العالم، قطر 2022، وذلك عبر الفوز ببطولة كوبا أميركا 2024. وسجّل الألبي سليستي بداية نارية في دور المجموعات، عبر الفوز في ثلاثة لقاءات، وسارت الأمور كما رغب ليونيل ميسي وزملاؤه، عبر الفوز ضد كندا بهدفين دون مقابل، ثم التفوق على تشيلي بهدف دون مقابل، وأخيراً أمام البيرو بهدفين نظيفين، وهو الدور الذي شهد تألق المهاجم لاوتارو مارتينيز عبر تسجيله أربعة أهداف.

وسار المنتخب الأرجنتيني في طريق التتويج باللقب القاري، بداية من تجاوزه منتخب الإكوادور عبر سلسلة ركلات الترجيح، بعد نهاية اللقاء بهدف في كل شبكة، ثم تفوق على منتخب كندا من جديد، وهذه المرة في الدور نصف النهائي، بنتيجة هدفين دون مقابل، ليأتي الدور على كولومبيا في نهائي مليء بالحماس، وسط تكافؤ في الفرص، لترفع الأرجنتين الكأس أمام مشجعيها الذين حضروا بالآلاف في ملعب ميامي غاردنز، وقد كانت إصابة ليونيل ميسي في النهائي، من أبرز اللقطات في البطولة، خاصة بعد أن ظهر "البولغا" يبكي قبل أن يتحول حزنه إلى فرح بعد انتصار منتخب "التانغو" والمحافظة على اللقب.

وصاحب حفل جائزة الكرة الذهبية، الذي شهد فوز الإسباني، لاعب خط وسط مانشستر سيتي، رودري، ردات فعل قوية ومقاطعة من نادي ريال مدريد، بسبب أنه لم يتقبل حرمان نجمه البرازيلي، فينيسيوس جونيور من الفوز بالاستحقاق، رغم الموسم المثالي الذي أداه، ومشاركته في تتويج فريقه بدوري أبطال أوروبا، وهو ما سلّط الضوء على القضية.

واحتفل بطل أوروبا مع لاروخا بإنجازه الشخصي، إذ وصفه بالمستحق، رغم كل ما قيل ونُشر على وسائل الإعلام العالمية، باعتبار المجهود الذي بذله مع ناديه أو المنتخب، وخوضه عدداً كبيراً جداً من المباريات، بينما توج فينيسيوس بجائزة ذا بست، الخاصة بـ"فيفا" وهي جائزة احتضنتها العاصمة القطرية الدوحة، وسط متابعة كبيرة، إذ كانت بمثابة التعويض للاعب البرازيلي، بعد أن جاءت في وقت صعب عليه، وانتقادات طاولته بعد حفل جائزة الكرة الذهبية. ويُعتبر تتويج رودري انتصارًآ أيضاً للاعبي وسط الميدان، فقد فشل الكثير منهم في الحصول على الجائزة رغم مستوياتهم المميزة، إذ كان الكرواتي لوكا مودريتش آخر لاعب وسط توج بالجائزة وذلك في عام 2018.

المساهمون