بعدما اكتفى في 2020 بلعب دور المتفرج ومشاهدة غريمه الإسباني رافاييل نادال يعادل رقمه القياسي بإحرازه لقبه العشرين في بطولات "غراند سلام"، يخوض السويسري المخضرم روجيه فيدرر غمار الموسم المقبل وعينه على ذهبية أولمبية في ألعاب طوكيو، ليحتفل بأفضل طريقة بميلاده الأربعين.
خاض فيدرر دورة واحدة فقط في 2020، حيث وصل بصعوبة إلى نصف نهائي بطولة أستراليا الكبرى أوائل العام، قبل أن يضطر للابتعاد نتيجة خضوعه لعملية جراحية في ركبته.
وبعد أن دخل فيروس كورونا على الخط وأدى إلى تعليق المنافسات طيلة خمسة أشهر، ومن ثم تسببه بإلغاء بطولة ويمبلدون المحببة على قلبه، اتخذ فيدرر القرار بإنهاء موسمه.
وخلافاً لغريمه نادال، ما زال فيدرر يبحث عن ذهبيته الأولمبية الأولى في الفردي، بعد أن ذاق طعم الذهب في الزوجي خلال ألعاب بكين 2008 بصحبة مواطنه ستانيسلاس فافرينكا.
واستفاد نادال في 2020 على أكمل وجه من غياب فيدرر لكي يعادل السويسري من حيث عدد الألقاب الكبرى، وذلك بعد تتويجه للمرة الثالثة عشرة بطلاً لفرنسا المفتوحة التي أقيمت استثنائياً في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول بعد بطولة فلاشينغ ميدوز الأميركية، نتيجة تداعيات فيروس كوفيد 19.
لفيدرر أهداف أخرى إلى جانب الفوز بالذهبية الأولمبية للفردي، إذ إنّ ألقابه الـ103 تجعله على بعد ستة ألقاب فقط من الرقم القياسي المسجل باسم الأميركي جيمي كونورز، كما أن تتويجاً آخر في "غراند سلام" سيجعله في 2021 أكبر لاعب يحرز أحد الألقاب الكبرى.
وستكون بطولة ويمبلدون الإنكليزية الفرصة الكبرى لفيدرر لكي يحقق هذا الإنجاز، لاسيما أنه توج بطلاً هناك في ثماني مناسبات، في حين يبدو غريمه الآخر الصربي نوفاك ديوكوفيتش الأوفر حظاً للقب تاسع في بطولة أستراليا التي لم يقرر موعدها حتى الآن بسبب كوفيد- 19، فيما سيكون نادال الأوفر حظاً في رولان غاروس الفرنسية التي حقق فيها 100 فوز مقابل هزيمتين فقط خلال 15 عاماً.
صحيح أن فيدرر أحرز لقب فلاشينغ ميدوز خمس مرات خلال مسيرته، لكن تتويجه الأخير في نيويورك يعود إلى العام 2008، فاتحاً الباب أمام نادال للفوز منذ حينها بأربعة ألقاب وديوكوفيتش بثلاثة.
وكان ديوكوفيتش المصنف أول عالمياً مرشحاً في سبتمبر/ أيلول للقب الرابع في البطولة الأميركية، لكنه أقصي من الدور الرابع بقرار تحكيمي نتيجة توجيهه كرة قوية باتجاه إحدى حكمات الخط.
كما فشل في أن يصبح أول لاعب منذ 50 عامًا يفوز بلقب كل بطولة كبيرة أقله لمرتين عندما سقط سقوطًا مدويًا بثلاث مجموعات نظيفة في نهائي رولان غاروس أمام نادال.
وإذا كان فشل فيدرر في إحراز أي لقب العام 2020 مبرراً إلى حد كبير نتيجة انتهاء موسمه باكراً بسبب العملية الجراحية، فإنّ أسطورة السيدات سيرينا ويليامز حصلت الموسم الماضي على ست فرص، لكنها استثمرت واحدة أوائل العام بإحرازها لقب أوكلاند قبل أن تخرج من الدور الثالث لبطولة أستراليا، ثم ربع نهائي دورة لكزينغتون وثمن نهائي دورة نيويورك ونصف نهائي فلاشينغ ميدوز والدور الثاني لرولان غاروس بعد انسحابها بسبب الإصابة.
وعلى غرار فيدرر، تحتفل سيرينا الصيف المقبل بميلادها الأربعين، وتحديداً في 26 سبتمبر/ أيلول، أي بعد أسبوعين من نهائي بطولة فلاشينغ ميدوز. وستحاول الأميركية مرة أخرى الوصول إلى الرقم القياسي المطلق لعدد الألقاب الكبرى في حقبتي الهواة والاحتراف والمسجل باسم الأسترالية مارغاريت كورت (24 لقباً). لكن سجلها في البطولات الكبرى خلال الأعوام الأخيرة لا يدعو إلى التفاؤل، إذ يعود لقبها الأخير في "غراند سلام" إلى أستراليا 2017 حين توجت بطلة وهي حامل بمولودتها الأولى.
ومن حينها، بدأت عقدة سيرينا مع البطولات الكبرى، إذ وصلت إلى النهائي أربع مرات من دون أن تتمكن من معادلة رقم كورت. كان 2020 استثنائياً في مسيرة الأميركية التي بدأت مشوارها الاحترافي العام 1998، إذ فشلت في بلوغ أي نهائي كبير للمرة الأولى منذ العام 2006، وأنهت العام في المركز الحادي عشر في تصنيف رابطة المحترفات، بحسب "فرانس برس".