وكانت آخر وأخطر فصول الحرب الداخلية، الثلاثاء، حين خرج ليونيل ميسي قائد البرسا وهدافه التاريخي، للرد على المدير الرياضي إيريك أبيدال، بعدما صرح الأخير بأن اللاعبين أرادوا رحيل المدرب إرنستو فالفيردي.
في أول أيام 2020 خرج رئيس النادي جوسيب بارتوميو لتهنئة الجماهير، وتعهّد بتحقيق أقصى نجاحات رياضية هذا العام.
لكنه لم يدرك بعد مرور 38 يوماً من رسالته أن مجلس إدارته سيكون في مرمى النيران بسبب فوضى في تداخل المهام، وأن الفريق سيخرج من نصف نهائي السوبر الإسباني، وهو ما سيؤدي إلى رحيل المدرب فالفيردي.
ولم يكن رحيل فالفيردي حلاً للمشاكل، بل بداية مشاكل جديدة، بعدما تواصل النادي مع أسطورته تشافي هرنانديز لتدريب الفريق، لكن مدرب السد القطري رفض العرض بعد اجتماع مع أبيدال في الدوحة.
وهاجم الأسطورة أندريس إنييستا إدارة النادي للتواصل مع تشافي دون احترام فالفيردي الذي كان لا يزال في منصبه.
وقرر البرسا تعيين كيكي سيتين سريعاً لخلافة فالفيردي، وكان على رأس طلباته التعاقد مع مهاجم جديد بعد صدمة إصابة لويس سواريز لمدة 4 أشهر.
وبعد ترشيح العديد من أسماء المهاجمين، انتهى الميركاتو الشتوي من دون ضم أي مهاجم جديد، وتقبل سيتين الأمر الواقع وقال إن عثمان ديمبلي سيكون صفقة الشتاء في البرسا بعد تعافيه من إصابة طويلة. لكن سيتين وناديه أصبحا الآن في ورطة بعد تجدد إصابة ديمبلي الذي قد يغيب حتى نهاية الموسم.
وكان سيتين قد تعهد بالاعتماد على ناشئي النادي، لكن فوجئ الجميع ببيع المهاجم الصاعد كارليس بيريز إلى روما، والآن سيضطر البرسا للاعتماد على ميسي وغريزمان، غير ثابت المستوى، وأنسو فاتي (17 عاماً)، حتى نهاية الموسم دون بديل.
كما هاجم إيفان راكيتيتش الإدارة، في واقعة نادرة بالنادي، لعدم احترامه ولإدخال اسمه في أي عرض لصفقة تبادلية. وبعدها خرجت أنباء عن مشاجرة بين اثنين من أبرز نجوم الفريق خلال مران. وتسببت تصريحات أبيدال الأخيرة في ثورة البركان، بعدما ألقى باللوم على اللاعبين في تغيير فالفيردي.
واضطر ميسي للرد، لأنه يدرك أن وسائل الإعلام ستتهمه بالتمرد على المدرب وبضغطه على الإدارة لإحضار مدرب جديد.
وقال ميسي في رسالة صريحة إلى أبيدال، زميل الملاعب السابق، عبر إنستغرام: "يجب على المسؤولين بالإدارة الرياضية بالنادي تحمل المسؤولية وخاصة القرارات التي يتخذونها، وعند الحديث عن اللاعبين يجب تحديد أسماء بعينها وعدم تلطيخ الجميع وإشاعة أشياء غير حقيقية".
ووسط هذه الفوضى، يتخوف جمهور البرسا من موسم سيئ، خاصة أن الغريم ريال مدريد يمر بفترة جيدة ويتصدر الليغا بفارق ثلاث نقاط قبل أسابيع قليلة من كلاسيكو برنابيو، مع العلم أن النادي الكتالوني ودّع كذلك كأس ملك إسبانيا على يد أثلتيك بلباو يوم أمس، الخميس، وهو ما يُنذر بأزمة جديدة.