لم يتوقع أحد خسارة بايرن ميونيخ في مباراة الذهاب بثلاثة أهداف نظيفة، حتى أكثر المتفائلين بالنادي "الكتالوني" لم يتوقعوا هذه النتيجة العريضة، لكن ضرب من ضرب وهرب من هرب، انتهت مباراة الذهاب من نصف نهائي أبطال أوروبا، والأن جاء موعد "الانتقام".
يجتمع في فيلم "المنتقمون" أكثر من بطل خرافي من نسج الخيال، لتكوين فريق خاص للتدخل ومنع الشر والأكثر أهمية هو الانتقام من الأعداء بشراسة وكل بطل له على طريقته الخاصة، عندما يأتي إلى الأذهان هذا الفيلم وإن كان خرافياً وخيالياً بعض الشيء، إلا أن السيناريو "الهولييودي" ينطبق على فكر جوارديولا في المباراة أمام برشلونة، إذ يريد المدرب الإسباني جمع مجموعة من المنتقمين بغية إفساد الحفلة "الكتالونية" المتوقعة.
لكي يفوز جوارديولا بهذه المباراة وبنتيجة تاريخية كبيرة عليه الدخول بأفكار من هوليوود حيثُ الأفكار المجنونة والغير طبيعية والتي لا توجد إلا في أرض الخيال، السيناريو الوحيد الذي لا يمكن توقعه من لويس إنريكي ورجاله، هو ذاك السيناريو الذي لا يوجد إلا خلف شاشات السينما في أميركا، تلك الشاشات التي تنقل للمشاهد صوراً خرافية لا يمكن تصورها في العالم الواقعي، ويتفاعل معها الجمهور كأنها حقيقة على الأرض.
وفي فيلم "المنتقمون" الأبطال يخسرون المعارك لكن الحرب من المستحيل أن يخسروها لأن الفيلم يصبح بعد ذلك مجرد تفاهات هوليوودية لا معنى لها وتزعج الجماهير المتابعة، جوارديولا قائد مجموعة "المنتقمون" خسر المعركة الأولى وتعرض لخسائر كبيرة وفادحة، لكنه لم يخسر الحرب التي بدأ فيها منذ بداية الموسم الكروي، الآن حان وقت الانتقام كي لا يصبح الفيلم مجرد قصة سخيفة لا تتصدر شاشات السينما وتحقق أرباحاً طائلة.
إنه اليوم الذي يتوجب على جوارديولا وبايرن ميونيخ السير بإرشادات سيناريو "المنتقمون" الذين ضربوا الخصم أو الشرير في ظهره واستعادوا الهيبة التي فقدوها في معركة الدفاع عن النفس، سيناريو لا يمكن أن يكون سوى محفز لكل لاعبي "البافاري" من أجل قلب الطاولة على رأس برشلونة، ومن ثم الاحتفال بنهاية سعيدة تليق بسمعة "المنتقمون" الذين جاءوا من بيئات مختلفة للدفاع عن أرض الوطن، واجتمعت القوة لضرب العدو مهما كان حجمه، وفي النهاية فإن المستحيل ليس ألمانياً، و"المنتقمون" في الفيلم لا يعرفون معنى المستحيل أبداً في الحرب.