تلاعب بالنتائج وفساد.. تحقيق جديد في مُلاكمة الأولمبياد

01 أكتوبر 2021
حرم الملاكم البريطاني جو جويس من الذهبية في ريو 2016 بسبب الفساد (Getty)
+ الخط -

يخشى المسؤولن القائمون على رياضة المُلاكمة، من أن التحقيق الذي أجراه كبير الباحثين في رياضة "الفن النبيل"، البروفيسور ريتشارد ماكلارين، قد حدد 11 مواجهة في دورة الألعاب الأولمبية بمدينة ريو عام 2016، جرى التلاعب بنتائجها.

وتأتي خشية القائمين على رياضة المُلاكمة، من أن تقرير البروفيسور ريتشارد ماكلارين، يعني بأن عالم المُلاكمة، سيتضرر بشكل كبير للغاية، في دورات الألعاب الأولمبية المقبلة، بعدما كشف انتشار الفساد بها، والتلاعب بنتائجها، سواء كان في أولمبياد لندن 2012 أو ريو 2016، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وقال البروفيسور ريتشارد ماكلارين، إنه خلص إلى أن المبالغ المكونة من ستة أرقام تم تغييرها لاتخاذ القرار في بعض الجولات، بينما تم تحديد مبالغ مالية أخرى لصالح الاتحادات الوطنية أو اللجان الأولمبية، التي قامت بإجراء تحقيق داخلي، حول احتمال تواجد التلاعب بنتائج المواجهات في ريو 2016.

وخلص تقرير البروفيسور ريتشارد ماكلارين، إلى أنه جرى تعيين حكام قاموا بالتلاعب بنتائج المواجهات، بعدما قام بعض مسؤولي رياضة المُلاكمة بإسناد المباريات إليهم، من أجل تحقيق أهداف شخصية، مثل أخذ مكافآت غير ملموسة (رشوة).

ويمكن التلاعب بالمباريات للحصول على أموال لشكر اللجان الأولمبية الوطنية الداعمة، وفي بعض المناسبات تم تغيير مبالغ من ستة أرقام، الأمر الذي يعطي لجنة التحقيق الداخلي، بعض التقدم في ملفاتها، بعد تقرير البروفيسور ريتشارد ماكلارين.

وأكد البروفيسور ريتشارد ماكلارين، أن الملاكم البريطاني، جو جويس، حرم من الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية في ريو 2016، رغم تفوقه في المواجهة أمام منافسه الفرنسي، توني يوكا، في الوزن الثقيل، الأمر الذي شكل صدمة للجماهير الرياضية، التي لم تصدق ما حدث نهائياً.

واعتبر البروفيسور ريتشارد ماكلارين، أن حالة الملاكم البريطاني جو جويس، واحدة من الحالات المشبوهة، التي قام بدراستها في التحقيق الخاص، بالإضافة إلى ما حدث مع الأيرلندي، مايكل كونلان، الذي أثار غضب الجماهير في مباراة ربع النهائي، ضد فلاديمير نيكيتين.

وذكر تقرير البروفيسور ريتشارد ماكلارين، أنه على الرغم من كونها "مباراة متقاربة"، بين كونلان ونيكتين، إلا أن واحداً من الحكام الخمسة احتسب نقطة لصالح كونلان، بعدما تم الطلب من الحكام الأربعة التصويت لصالح ملاكم معين، حتى يضمن الفوز، ما يعني أن النتيجة معروفة قبل بداية المواجهة.

وتابع ريتشارد ماكلارين، الذي كشفت اكتشافاته حول برنامج المنشطات، الذي ترعاه الدولة في روسيا أن هذا البلد ممنوع من المنافسة "تشير دراسة شاملة للمباريات في ريو إلى ما يقرب من تسع نوبات مشبوهة في ما عدا الاثنين أثيرت في وسائل الإعلام في ذلك الوقت".

وأضاف "قد يكون من الضروري إجراء مزيد من الدراسة لتلك الحالات، التي لا يمكن التوصل إلى نتيجة نهائية بشأنها في هذا الوقت. ترجع مشكلة إكمال هذا التحليل إلى التأخر في استلام أوراق الحالات الخمس. لذلك ، قد تكون هناك مباريات أخرى مشبوهة".

وأردف "لقد تم التلاعب بالمواجهات من أجل المال، أو لصالح الاتحاد الدولي للملاكمة، أو لشكر الاتحادات الوطنية ولجانها الأولمبية، وفي بعض الأحيان، لمضيفي المسابقات على دعمهم المالي ودعمهم السياسي".

وقد خلص تحقيق البروفيسور ريتشارد ماكلارين، إلى أن مثل هذا التلاعب ينطوي على مبالغ كبيرة من ستة أرقام في بعض الأحيان. يُعتقد أن الدليل الذي وجده معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هو غيض من فيض، كما زعم التحقيق أيضاً أن الرئيس السابق للاتحاد الدولي للملاكمة، وو تشينغ كو، والمدير التنفيذي السابق للمنظمة كريم بوزيدي، كانا "فاعلين رئيسيين'' في السماح بالتلاعب في المواجهات.

ويقول التقرير إن الحكام والقضاة تم تعيينهم، لأنهم "سيمتثلون للتلاعب أو لأنهم غير أكفاء، لكنهم أرادوا الاستمرار" في دورهم و"يغضون الطرف"، بالإضافة إلى أن الحكام والقضاة كانوا مدفوعين بـ"الأهداف الشخصية، التي كانت في كثير من الأحيان مكافآت غير ملموسة للاعتراف والإدماج والاحترام في بلدانهم الأصلية".

كما يزعم تقرير البروفيسور ريتشارد ماكلارين، أن مسؤولين آخرين في الأحداث قد تم اختيارهم لأنهم أيضاً "يغضون الطرف عن تخصيص وإعطاء المهمة، لحكام غير أكفاء، أو متواطئين معهم، ما يعني نجاح منظمة الفساد في رياضة الملاكمة"، التي أخذت طريقها بموافقة الرئيس السابق، وو تيشنغ كو.

واعتبر تقرير ماكلارين، أن الرئيس السابق، وو تشينغ كو، يتحمل المسؤولية النهائية عن إخفاقات العمل في أولمبياد ريو 2016 والأحداث المؤهلة"، بعدما حصل على دعم كبير من المدير التنفيذي، وجميع المتورطين بأعمال الفساد.

وانتهى عهد وو تشينغ كو كرئيس لمدة 11 عاماً، عندما تنحى في شهر نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، وسط مزاعم بسوء الإدارة المالية، بعد ريو 2016، فيما نقل كريم بوزيدي من منصبه كمدير تنفيذي في الاتحاد الدولي للملاكمة. ولم يعد مدرجاً كمدير على موقع المنظمة.

واختتم تقرير البروفيسور ريتشارد ماكلارين، أن هناك نظاما كاملا لـ"الفساد" في عالم المُلاكمة بدورة الألعاب الأولمبية، بدأ في التصفيات عام 2011، وجرى التلاعب ببعض النزالات في لندن 2012، لكن الأمر أصبح واضحاً في ريو 2016.

وبعد نشر التقرير، سارع عمر كريمليف، رئيس الاتحاد الدولي للملاكمة، إلى القول: "أنا مصمم على ضمان حصول جميع الملاكمين على معركة عادلة، ويتجلى الأمر، من خلال تصميمنا، على كشف الحقيقة للجميع، وسنقوم بدراسة تقرير البروفيسور ريتشارد ماكلارين، من أجل اتخاذ الخطوات اللازمة".

المساهمون