تشلسي يُشعل الدوري الإنكليزي

09 ديسمبر 2024
لاعبو تشلسي في ستامفورد بريدج في 1 ديسمبر 2024 في لندن (روبن جونز/ Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشلسي يحقق أربعة انتصارات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، منها فوز مثير على توتنهام، مما يرفعه إلى المركز الثاني برصيد 31 نقطة خلف ليفربول المتصدر.
- تحت قيادة المدرب إنزو ماريسكا، يسعى تشلسي للعودة إلى منصات التتويج مستفيداً من استثمارات الإدارة الجديدة، مع تطوير أداء الفريق بأسلوب لعب 4-2-3-1.
- يضم الفريق نجومًا بارزين مثل كول بالمر وإنزو فيرنانديز، ورغم الانتصارات، يؤكد ماريسكا أن الفريق ليس جاهزًا بعد للمنافسة على اللقب بسبب التحديات المقبلة.

اتسعت دائرة المنافسة على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، بعد تطور الأداء والنتائج لفريق تشلسي الذي حقق الفوز الرابع توالياً بـ"البريمييرليغ"، في ديربي لندن أمام توتنهام، بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، ضمن مباريات الجولة الـ15، بعد تقدم توتنهام في بداية المباراة 2-0، إلا أن "البلوز" استطاعوا العودة والفوز والتقدم إلى المركز الثاني برصيد 31 نقطة، في حين تبقى الصدارة لليفربول بـ35 نقطة من 14 مباراة، بعد تأجيل ديربي "الميرسيسايد" أمام إيفرتون، لسوء الأحوال الجوية، وقد تخطى تشلسي أرسنال الثالث بـ 29 نقطة، والذي تعادل 1-1 مع فولهام، كما أن حامل اللقب في آخر موسمين، مانشستر سيتي، تعثر مجدداً، إثر تعادله 2-2 أمام كريستال بالاس.

ويحلم عشاق ومحبو فريق "البلوز" بالعودة إلى منصة التتويج بالدوري الإنكليزي الممتاز، وهو اللقب الذي غاب عن خزائن الفريق منذ عام 2017، بعد ما حقق ثلاثة ألقاب سابقة مع البرتغالي، جوزيه مورينيو، منها لقبان في ولايته الأولى عامي 2005 و2006 على التوالي، ثم 2015 في ولايته الثانية، كما أحرز تشلسي اللقب مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي (2010) ومواطنه أنطونيو كونتي (2017)، ويشهد الفريق تطوراً كبيراً تحت قيادة مدربه الحالي، الإيطالي إنزو ماريسكا، الذي ترك بصمته في الموسم الأول له مع تشلسي، بعد أن تألق مع ليستر سيتي وحقق معه لقب "تشامبيونشيب" والصعود به إلى "البريمييرليغ".

وقد واجه تشلسي تحديات منذ رحيل المالك الروسي، رومان أبراموفيتش، في مايو/ أيار 2022، بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، ومع استحواذ الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة تود بويلي، تمّ ضخ أموال ضخمة هي الأعلى في تاريخ الدوري الإنكليزي الممتاز، مما يعكس طموحاً لإعادة بناء الفريق والوصول به إلى القمة.

وقد أنفق تشلسي، في المواسم الأربعة الأخيرة، ما يقرب من 942 مليون جنيه إسترليني على التعاقدات، متصدراً بذلك قائمة الأندية الإنكليزية الأكثر إنفاقاً، إذ بلغ إنفاق مانشستر يونايتد 650 مليوناً، وأرسنال 556 مليوناً، وتوتنهام 542 مليوناً، ونيوكاسل 435 مليوناً، ووست هام 328 مليوناً، وليفربول 239 مليوناً.

وشهد تشلسي حالة من الاضطراب الفني، خلال هذه الفترة، بعد تعاقب عدة مدربين على الفريق، بدءاً من فرانك لامبارد، مروراً بالألماني توماس توخيل الذي قاد الفريق لتحقيق ثلاثية مميزة في عام 2021 شملت دوري أبطال أوروبا، والسوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية. ولاحقاً، تولى قيادة الفريق كل من غراهام بوتر، والأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو في الموسم الماضي، بحثاً عن الاستقرار الفني في ظل تلك الاستثمارات الضخمة.

ويقود إنزو ماريسكا (44 عاماً)، الذي وقع عقداً لتدريب الفريق لمدة خمس سنوات قابلة للتمديد عاماً آخر، مشروع تشلسي للعودة أولاً إلى دوري أبطال أوروبا، والمنافسة على لقب "البريمييرليغ"، ولقب دوري المؤتمر الأوروبي، الذي يتصدر فيه ترتيب الفرق بأربعة انتصارات مُحققاً العلامة الكاملة، إذ يملك المدرب الإيطالي شخصية ورؤية في اختيار أسلوب اللعب المناسب وتطوير الأداء، بطريقة لعب 4-2-3-1، ويعمل على تطوير أداء اللاعبين وحُسن تدويرهم بالمسابقات المختلفة، فهو الأقوى هجوماً بـ 35 هدفاً بالدوري، إلا أن الدفاع يحتاج إلى بعض العمل، بعد استقباله 18 هدفاً، مقارنة بالمتصدر ليفربول، الذي استقبل 11 هدفاً، وأرسنال، الذي اهتزت شباكه في 15 مناسبة، ثم مانشستر سيتي، الذي احتضن مرماه 21 هدفاً.

ويضم تشلسي في صفوفه مجموعة مميزة من النجوم، تمنحه التفوق وتجعله منافساً قوياً، يأتي على رأس هؤلاء النجم الإنكليزي المتألق، كول بالمر، الذي سجل 11 هدفاً وقدم ست تمريرات حاسمة هذا الموسم، وهو أحد أبرز اللاعبين في الدوري الإنكليزي الممتاز، بعد ما أصبح رابع أسرع لاعب يصل للمساهمة في 50 هدفاً خلال 48 مباراة فقط، بتسجيله 33 هدفاً وصناعته 17 هدفاً آخر، ويتفوق عليه فقط إيرلينغ هالاند (50 هدفاً في 39 مباراة)، وأندي كول (43 مباراة)، ومحمد صلاح (46 مباراة).

وإلى جانب بالمر، يقدم الأرجنتيني إنزو فيرنانديز أدواراً حاسمة في وسط الملعب، فيما يثبت السنغالي نيكولاس جاكسون نفسه بعد تسجيله ثمانية أهداف، كما تضم التشكيلة أيضاً أسماء بارزة مثل: الحارس الإسباني، روبرت سانشيز ومواطنه المدافع مارك كوكوريا، والواعد ليفي كولويل، إضافة إلى الإكوادوري موسيس كايسيدو في الوسط. وفي الهجوم، يبرز البرتغالي بيدرو نيتو، والإنكليزيان: نوني مادويكي وجادون سانشو، والفرنسي كريستوفر نكونكو، إلى جانب البرتغالي جواو فيليكس.

وأكد المدرب إنزو ماريسكا، في تصريحاته أن تشلسي ليس جاهزاً بعد للمنافسة على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز، رغم سلسلة الانتصارات، التي حققها الفريق في أربع مباريات متتالية، إذ يسعى الإيطالي لتخفيف الضغوط عن لاعبيه، خاصة في ظل جدول مزدحم خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول، يتضمن أربع مواجهات في الدوري: برينتفورد (15 ديسمبر)، إيفرتون (22 ديسمبر)، فولهام (26 ديسمبر)، وإيبسويتش تاون (30 ديسمبر)، بالإضافة إلى مباراتين في دوري المؤتمر الأوروبي أمام أستانا الكازاخستاني (12 ديسمبر) وشامروك روفرز الأيرلندي (19 ديسمبر)، كما لعب تشلسي 15 جولة في "البريمييرليغ"، حتى الآن، حقق خلالها تسعة انتصارات، وأربعة  تعادلات، وتلقى هزيمتين فقط أمام أرسنال ومانشستر سيتي.

ويُواجه تشلسي تحديات صعبة في الدور الثاني من الدوري الإنكليزي، إذ يخوض لقاءات قوية خارج ملعبه ضد أرسنال ومانشستر سيتي وأستون فيلا ونيوكاسل ونوتينغهام فورست وبرينتفورد وفولهام، وكريستال بالاس، ويدخل المدرب الإيطالي، إنزو ماريسكا، الذي حصد جائزة مدرب الشهر في سبتمبر/ أيلول الماضي، هذا التحدي مع طموحات كبيرة، لكنه يواجه منافسة قوية من أسماء بارزة مثل الهولندي آرني سلوت مع ليفربول المتصدر بـ 35 نقطة، والبرتغالي نونو سانتو مع نوتنغهام فورست، خامس الترتيب بـ 25 نقطة، والإسباني أندوني إيراولا مع بورنموث، صاحب المركز الثامن بـ 24 نقطة، وأخيراً البرتغالي ماركو سيلفا مع فولهام عاشر الترتيب بـ 23 نقطة.

وتحمل جماهير تشلسي طموحات مشروعة لاستعادة الفريق مكانته الطبيعية قوةً كبيرةً في الدوري الإنجليزي الممتاز، خاصة في ظل المنافسة القوية مع فرق مرشحة مثل ليفربول بقيادة سلوت، وأرسنال مع ميكيل أرتيتا، ومانشستر سيتي بقيادة بيب غوارديولا، كما أن عودة تشلسي إلى القمة ليست مجرد حلم لجماهيره، بل هي إضافة كبيرة لإثراء "البريمييرليغ"، وإمتاع المتابعين برحلة إعادة بطل.

فرق
المساهمون