شهدت مباراة الأرجنتين والبرازيل الودية، والتي أقيمت في ملعب عش الطائر بالعاصمة الصينية بكين، عودة قوية لمهاجم السامبا الجديد، وأحد أبرز هدافي الدوري البرازيلي لكرة القدم، دييجو تارديلي، الذي سجل هدفين في شباك منتخب التانجو، ليثبت المدرب كارلوس دونجا حسن اختياراته لتشكيلة الفريق حتى هذه اللحظة.
وبالرغم من السجل الباهت نوعا ما لتارديلي خلال مشواره الاحترافي خارج البرازيل، فإنه عاد للإقلاع مجددا، وعاد لحسه التهديفي الذي كان عليه أيام سطوعه كمهاجم صاعد في ساو باولو، حيث نجح في تجربته الخارجية الأخيرة مع الغرافة القطري، محققا 13 هدفا خلال 24 مباراة لعبها بالقميص الأصفر، وها هو الآن يتصدر قائمة الهدافين لناديه، أتلتيكو مينيرو، محققا 34 هدفا في 92 لقاء رسميا، الأمر الذي جذب انتباه دونجا اليه، في ظل حاجة السامبا لمهاجم قناص يعوض اخفاق من سبقوه على غرار فريد، الذي خرج من الخيارات الأساسية للمدرب منذ انتكاسة مونديال 2014.
وكان تارديلي قد خاض تجارب احترافية عديدة، حيث لعب مع ريال بيتيس الإسباني، موسم 2005-2006، وبي أس في آيندهوفين الهولندي، موسم 2006-2007، وإنجي محج قلعة الروسي، موسم 2011-2012، قبل أن يحط الرحال في دولة قطر، ومن ثم العودة إلى البرازيل من بوابة مينيرو.
وبالعودة إلى المباراة الودية، أظهر تارديلي انسجاما واضحا في المقدمة مع كل من نيمار وأوسكار، ومن بعده ويليان، وهو ما أدى الى تسجيل الأول لهدفين قاتلين في مرمى سيرجيو روميرو، في الدقائق 28 و68 من أحداث اللقاء الحماسي والندي بين الطرفين، وأظهرت المباراة توترا واضحا من جانب المنتخب الأرجنتيني، الذي ضيع ركلة جزاء، كانت ستغير مجرى المباراة، عن طريق نجم برشلونة ليونيل ميسي، الذي لم يظهر بالشكل المطلوب خلال أحداث اللقاء، كذلك الأمر بالنسبة لنجوم التانجو الآخرين.
ويبدو أن كارلوس دونجا قد حدد خباراته الهجومية المطلوبة لمواصلة مشوار الاستعداد نحو بطولة كوبا أميركا التي ستقام بتشيلي في يناير/كانون الأول عام 2015، معتمدا على خليط مميز بين الخبرة والشباب، بعد استدعائه لكل من تارديلي، وروبينيو "سانتوس" وكاكا "ساو باولو"، الذين غابوا عن الساحة الدولية خلال السنوات الماضية، ووجود لاعبين من طراز نيمار، وأوسكار، وويليان، وراميريس وغيرهم.
يذكر أن المدرب دونجا قد أعلن عن بداية رحلة المصالحة مع كافة اللاعبين البرازيليين، سواء المحترفون بالخارج، أو المتواجدون في الدوري المحلي، الذي برهن عن قوة كافية لإعادة مشوار التألق لنجوم سابقين، وأعطى المساحة اللازمة لعدد آخر لإعادة اكتشاف أنفسهم كما حدث مع نجم أمسية بكين، تارديلي.